جرش: لصوص الزيتون “ينغصون” موسم القطاف
تؤرق ظاهرة سرقة ثمار الزيتون، مزارعين تعرضت مزارعهم لسطو عابثين وعاطلين عن العمل من الأطفال والمراهقين وآخرين، يجمعون الثمار قبل موعد قطافها بأيام من موعد فتح المعاصر، لبيعها الى تجار الزيت والزيتون.
أصحاب مزارع، أكدوا أن جزءا من ثمار مزارعهم يسرقه أطفال وشبان متعطلون عن العمل، دون رادع، فيتوجهون بأسلابهم الى تجار يشترونه منهم، بهدف انتظار فتح المعاصر لعصره، والاستفادة من بيعه كزيت، يدر عليهم دخلا جيدا.
ولفتوا الى أن مزارعهم التي تتعرض لنهب ثمارها ليلا ونهارا، تقع غالبيتها في مناطق بعيدة ونائية عن التجمعات السكانية، ما يصعب مراقبتها على نحو مستمر، لافتين الى ان الامر لا يقتصر على سرقة الثمار، بل يتعداه الى تحطيم أشجار الزيتون، وقطع أغصانها، لاستخدامه في التدفئة.
وتتسع هذه الظاهرة في ظل ارتفاع نسبة البطالة بين أبناء المحافظة، لكن اصحاب المزارع وبعض الأهالي، يرون أن عدم الحصول على فرصة عمل، لا يبرر السرقة، والاعتداء على جهود الآخرين وملكياتهم، التي كدوا فيها وبذلوا الكثير من أجل أن يعتاشوا من محاصيلها.
وقال المزارع عامر العياصرة، ان مزرعته تعرضت في الموسم الحالي للسرقة، مبينا أن المشكلة تكمن في السارقين، والتجار معا، بخاصة وان التجار يشترون منهم محاصيلنا، موضحا انه يمكنهم معرفة اللصوص الذين يبيعونهم المحصول، لأنهم يتعاملون مع أصحاب المزارع منذ سنوات ويعرفون المزارع من اللص.
كما أشاروا الى أن التجار، يمكنهم التيقن من لصوص الزيتون، حين يعرضون عليهم بيع مسروقاتهم بأسعار بخسة، ولكن هناك تجار لا يرون ضيرا في الحصول على ما يريدونه بأسعار رخيصة من اي مصدر، لان المهم لديهم هو الربح فقط.
وفي ظل ترقب موسم القطاف، فإن أصحاب المزارع الذين تعرضوا لسرقة ثمارهم، تكبدوا خسائر كبيرة، سترهقهم ماديا لفترات طويلة، وفق العياصرة الذي قال إن لصوص الزيتون يرتكبون أكثر من جريمة بتحطيم الأشجار وتقطيعها، الى جانب سرقة الثمار.
وقال العياصرة، معظم المزارعين لم يبدأو بقطاف الثمار، أملا منهم بتساقط الأمطار التي تزيد من كمية وجودة الزيت، وتعمل على غسل الشجر من الأتربة والغبار، ومنهم من ينتظر ظهور معالم النضج على ثماره، لضمان الحصول على كميات زيت أكثر وذي جودة عالية بعد قطافه وعصره.
وبدأت معاصر محافظة جرش منذ أيام بالاستعداد لاستقبال ثمار الزيتون، وتنفيذ أعمال الصيانة لمعداتها، لتبدأ عملها في منتصف الشهر الحالي.
المزارع شاهر البرماوي، قال إن كمية ثمار مزرعته لهذا العام جيدة، لكنها بحاجة لمزيد من الوقت لتنضج كما يجب، ومن ثم قطفها، لكن هذه الانتظار أسهم بدفع لصوص الزيتون الى سرقة ثمار المزارع لبيعها.
ولفت الى أن هذه الظاهرة التي تنتشر على نحو كبير، تتسبب بإرهاق المزارعين ماديا، وتخرب المزارع، وتخفض من سعر الزيتون، وتحرم أسرا كثيرة من مردود هذا الموسم الذي تعتمد عليه لتغطية التزاماتها المعيشية.
ويرى البرماوي أن من يسرقون الزيتون بعضهم صغار ومراهقون، يبيعون الثمار باسعار زهيدة لا يزيد سعر الكيلوغرام منها على نصف دينار للتجار الذين يعرف غالبيتهم أن ما يشترونه من هؤلاء هو ثمر مسروق.
واشار المزارع عبد المحسن العتوم الى أن تجارة شراء ثمار الزيتون المسروق، تحولت إلى ظاهرة في المحافظة، اذ أن غالبية المحال تجمع الثمر المسروق، لانها تقوم بعصره لاحقا، لبيعه في سوق زيت الزيتون.
وقال العتوم إنه لمس حجم السرقة في مزرعته للثمار، عن طريق تفقده اليومي لها، مشيرا الى ان لصوص الزيتون يعتمدون على سرقة أطراف الشجر لجمع الثمار منها، ما يتسبب بتخريب الأشجار التي تكلف زراعتها وعنياتها مبالغ كبيرة.
واشار الى أن المزارعين يعيشون هاجس حماية مزارعهم من هؤلاء اللصوص، وان تكليف حراس لها، سيضيف اعباء مادية على المزارعين، الى جانب ما وقع عليهم من اعباء في الفترة الماضية جراء الجائحة.
وبين ان هذه الظاهرة تعد خيبة أمل جديدة للمزارعين الذين ينتظرون قطاف ثمارهم بفارغ الصبر، فضلا عما تلحقه بهم من خسائر بسبب كساد سوق زيت الزيتون العامين الماضيين، وضعف تسويقهم للمنتج، وتكدسه في مستودعاتهم .
وناشد أصحاب مزارع الجهات المعنية، بخاصة عمال الحراج في مديرية زراعة جرش، بمراقبة المزارع عن طريق الابراج الخاصة بهم، وعبر دورياتهم المنتشرة على نحو كثيف هذه الايام.
مدير زراعة جرش الدكتور فايز الخوالدة قال ان معاصر الزيتون تستعد حاليا للعمل مع بدء موسم قطاف الزيتون قريبا، لتنطلق في منتصف الشهر الحالي، بعد ان تظهر علامات النضج على الثمار.
وأوضح الخوالدة، أن عملايت سرقة الزيتون، ناجمة عن أعمال فردية، تجري في المزارع البعيدة عن الأحياء السكنية، ومسؤولية متابعتها تقع على عاتق الجهات الأمنية في حال تقدم المزارع بشكوى رسمية.
وأضاف أن دوريات المراقبة، تعمل على مدار الساعة لمراقبة الأحراش بشكل خاص، ومنع انتشار الحرائق، بخاصة في فصل الشتاء الذي تظهر فيه ظاهرة الاعتداء على الاشجار الحرجية لاستغلال احطابها في التدفئة.
وبين أن عدد المعاصر العاملة في جرش يصل الى 14 معصرة أتوماتيكية، ويتوقع أن تصل كمية الإنتاج لهذا العام الى 1500 طن زيت، وما تزال الكميات غير واضحة في بداية الموسم، ووفق مبدأ المعاومة ستكون كميات الزيت هذا العام اقل من السنة الماضية.
صابرين الطعيمات/ الغد
التعليقات مغلقة.