الجامعات بين التعليم الوجاهي واللامنهجي
نسيم العنيزات
مع عودة الحياة الى جامعتنا الاردنية بعد توجهها الى التعليم عن بعد مجبرة بسبب جائحة كورونا التي حرمت الجامعات من روحها وحركة طلابها داخل الحرم الجامعي والتنقل ببن المحاضرات والمختبرات.
فكان الامس يوما استثنائيا بعد عامين من الانقطاع والحرمان القسري من التعلم الوجاهي ، مشكلة حالة من الاختلاط بين افواج على مدار سنوات ثلاث فهناك من غادر وتخرج وهناك من يدخل الجامعة لاول مرة والبعض دخل في سنته الاولى ليعود اليوم طالبا في سنته الثالثة .
وعلى الرغم من حالة التزاوج والاندماج بين الوجاهي وعن بعد ، فتبقى الاولى سيدة التعليم ورغبة الجميع ليتلقوا تعليمهم في قاعاتهم وداخل أسوار جامعتهم التي اختاروها ، مما يعمق حالة الانتماء والترابط وتفك العزلة التي فرضتها الجائحة .
لذلك فان الظروف الصعبة التي فرضت على أبنائنا الطلبة في السنتين الماضيتين تضيف مهمة جديدة امام الجامعات غير التعليم والمحاضرات للتتعداها في كسر الحاجز النفسي للطلاب من خلال تعميق البرامج المجتمعية والاعمال التطوعية والتركيز على التعليم اللامنهجي والأنشطة اللاصفية والاهتمام في رغبات وميول الطلبة نحو اعمال فنية وأنشطة رياضية كمعالجة نفسية لهم بعد معاناة طويلة تخللتها حالة من الاحتقان والخوف تربعت داخل النفوس قد تؤثر على بعض التصرفات والسلوكات .
فالجامعات اليوم امامها مهمة لا تقل اهمية عن التعليم والمحاضرات في مراعاة ظروف أبنائنا الطلبة والتفاعل مع المجتمع والبيئة المحيطة والمساهمة في بناء واقامة مشاريع إنتاجية ومساعدة المجتمع المحيط لتعميق حالة الانتماء مع مؤسساتنا التعليمة لاعادة القها وتعميق الثقة المتبادلة .
كما ان الجامعات مطالبة الان في تعزيز حالة الاشتباك بين طلابها والاحداث الجديدة المتعلقة بتطوير الحياة السياسية من خلال تنظيم محاضرات لتوعية الشباب على الاشتباك مع الوضع القادم والاندماج في الحياة الحزبية والسياسية باعتبارهم قيادات المستقبل والعنصر الاساسي والمحور الاهم في نجاح اي عملية سياسية في المستقبل.