إنها قطر
نسيم العنيزات
=
تشكل الزيارة الملكية إلى دولة قطر الشقيقة نقلة نوعية في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ودفعا في تقدمها الى الامام في ظل تطابق المواقف حيال العديد من القضايا والملفات.
فطالما مرت العلاقة الاردنية القطرية بمراحل عديدة تميزت بعض الأحيان بالهدوء النسبي الا انها لم تخرج عن اطارها ومسارها الصحيحين في اي ظرف حيث حافظ البلدان على خط إيجابي ونظرة احترام لكل طرف .
ويسجل لقطر بانها دائما منحازة للقضايا العربية دون ان يسجل في سجلاتها اي تدخل او موقف سلبي اتجاه الاردن على مدار السنوات والعقود التي مرت على الرغم من تذبذب العلاقة في بعض الأوقات نتيجة ضروف وتحديات مرت بها المنطقة ، فبقيت العلاقة ضمن مسافة محددة وبساط اخضر تراعي مصالح كل طرف .
لتاتي زيارة الملك في وقتها لتعكس مدى تطابق المواقف بين الشقيقتين بعد ان شهدت
العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين منذ انطلاق التمثيل الدبلوماسي بينهما على مستوى السفراء عام 1972 تطورا ونموا ملحوظاً في كافة المجالات وبما يخدم قضايا الامن والاستقرار في المنطقة .
ولا ننسى الانحياز والحرص القطري على تنمية العلاقات وقوفها الى جانب الاردن في الضروف والتحديات التي مرت بها دون استغلال لظروفها او التدخل في شؤنها او التسلل عبر بعض الاحداث للتاثير على امن وسلامة الاردن الذي تنظر له قطر بانه خط احمر وعمق استراتيجي للامة والوطن العربي.
فبقيت وما زالت حريصة على هذه العلاقة ساعية الى تطويرها والنهوض بها عبر الدعم والمساعدة للاردن الذي كان وما زال هو الاخر حريصا على امن واستقرار قطر على الرغم من بعض الظروف والمنعطفات التي مرت بها المنطقة.
فكانت قطر مقدرة و مراعية لظروف الاردن في يعض المنعطفات دون ان توقف استثماراتها او ان تلوح بها او تغير مو اقفها او التفكير في التدخل بشؤونها او استغلال ظروفها .
ولا ننسى موقفها المشرف ابان قضية الفتنة بعد ان أعلنت عن دعمها للاردن وقيادته بوضوح وصراحة دون اي مواربة ، بل سعت عبر محطتها الجزيرة الى توضيح الحقائق دون اي مواقف مسبقة او تزييف لها .
ولا يستطيع ذو بصيرة ان ينكر الدور القطري او يتجاوزه باعتبارها لاعبا اساسيا ومحورا مهما في المنطقة لكثير من القضايا والملفات العربية و الدولية تمكنت من فرضه واقعا حقيقيا بفضل حكمة قيادتها .
وها هو موقفها الواضح من القضية الفلسطينية وانحيازها الكامل للشعب الفلسطيني وعدالة قضيته دون اي مواربة .
ولا ننسى موقفها المشرف اتجاه الفلسطينيين وحركة حماس ابان الاعتداء الإسرائيلي الاخير بعد ان عرت العدوان الهمجي الإسرائيلي للعالم كله ، لتفضح الهمجية اللانسانية لدولة الاحتلال محرجة دول العالم باسرها التي لم تجد امامها الا الدعوة لوقف العدوان فورا .
كما لعبت دورا مهما في وقف العدوان والوصول الى الهدنة التي ما زالت قائمة في ظل دعم متواصل لابناء غزة الذين يرزحون تحت حصار إسرائيلي ظالم .
ملفات عديدة كان لقطر دور محوري واستراتيحي ليس اخرها المفاوضات الطالبانية الأمريكية التي استضافتها ورعتها على ارضها مواصلة متابعة جميع مخرجاتها دون توقف ،هذه المفاوضات التي انتهت بسحب القوات الامريكية من أفغانستان.
واجلاء الالاف من الراغبين في مغادرة افغانستان من خلال طائراتها بعد ان ساهمت في تطوير وبناء المطار .
وهذا الامر ما كان ليتم لولا احترام العالم للساسية القطرية وصدق مواقفها الداعية الى العدالة والسلام بين شعوب العالم دون تدخل في شؤون الغير.