بؤر “الشيجيلا” ما تزال مجهولة.. والعينات تطال سيل الزرقاء
في وقت ما تزال البؤر التي تسببت بتسممات “الشيجيلا “التي شهدتها بلدة جبة في محافظة جرش مجهولة، يؤكد مسؤول صحي فضل عدم ذكر اسمه، أن فرق التقصي الوبائي وصلت الى جمع عينات من سيل الزرقاء القريب من البلدة، بالاضافة لجمع عينات من المنشآت التي تعمل في الغذاء والمياه ويستخدمها الأهالي.
ولفت المصدر الى أن المناطق التي أخذت منها العينات، قد تكون هي بؤر تنتشر فيها جرثومة الشيجيلا، مؤكدا أنه قد يكون مصدرها من الغذاء أو المياه المستخدمين في البلدة.
لكنه لفت الى ان الذهاب الى أخذ عينات من سيل الزرقاء، وتحديدا المنطقة المجاورة للبلدة منه، مرده إقدام أطفال على السباحة في مياهه، لكن هذا لا يؤكد أن السيل قد يكون مصدرا للجرثومة، إذ لم تظهر نتائج العينات المأخذوة منه.
وبين أنه في حال صدور النتائج النهائية، سيعلن عن سبب التسمم رسميا، وستتوضح عملية انتقال الجرثومة، ومن ثم السيطرة على انتشارها، موضحا أن انتقال الجرثومة بين الافراد، سببه مستوى نظافتهم الشخصية أولا، لافتا الى ان الجرثومة، قد تنتقل باللمس.
وكشف أن فرق التقصي، تمكنت من جمع عينات من المصادر المشتبه بها في جبة، ودعا الأهالي للحفاظ على نظافتهم الشخصية، لحماية أنفسهم من الاصابة بالجرثومة، كما لفت الى اهمية التاكد من سلامة الغذاء والمياه، لمنع انتقال العدوى، بخاصة بين الأطفال وطلبة المدارس.
في السياق نفسه؛ تتلقى 12 حالة اشتباه بالتسمم بجرثومة “الشيجيلا” العلاج في مستشفى جرش الحكومي، بعد إدخالهم أول من أمس للمستشفى، فيما وصفت حالتهم بـ”المستقرة”، وكانت 3 حالات وصفت بـ”البسيطة” تلقت العلاج وغادر أصحابها المستشفى، وفق مصدر طبي مسؤول في المستشفى، فيما يرجح مغادرة الحالات الـ12 في الـ24 ساعة المقبلة، بعد تحسن أوضاع اصحابها واستكمال علاجهم.
وأوضح المصدر ذاته، ان المستشفى خصص قسما لحالات الاشتباه بالتسمم من البلدة، والتي وصل مجموعها إلى 72 إصابة غالبيتهم بين عمر الـ3 و13 سنة، وتظهر عليهم الأعراض نفسها من ارتفاع درجات الحرارة والتقيؤ والمغص والغثيان والإسهال.
إلى ذلك، علقت مديرية التربية والتعليم في المحافظة التعليم الوجاهي، وحولته إلى تعليم عن بعد في مدارس البلدة وليوم واحد فقط، لتعقيم المدارس وتنظيفها بالتعاون مع المركز الوطني لإدارة الازمات ووزارة الصحة وفق مدير تربية جرش فيصل الهواري.
وقال إن تعليق الدوام الوجاهي، هدفه احترازي وتعقيم المدارس، حرصا على صحة وسلامة طلبة البلدة.
يشار الى أن أطفالا في بلدة الوهادنة في محافظة عجلون تعرضوا للتسمم أيضا، ما دفع كثيرين الى الربط بين بلدتي جبة والوهادنة في المحافظتين، بشان حالات التسمم، لكن معنيين في القطاع الصحي في المحافظتين، أكدوا عدم وجود رابط بينهما.
ولفتوا الى أن جرثومة الشيجيلا التي يرجح انتشارها في جبة، لم تظهر في الوهادنة حتى الآن.
وما تزال الاحتمالات بشأن الجرثومة وانتشارها بانتظار نتائجها المأخوذة من البلدتين، في وقت تتراجع فيه الاصابات في جبة، ولم ترد حتى امس أي احصائيات عن اي اصابات جديدة في الوهادنة، اذ نفى مدير مستشفى الإيمان الحكومي في عجلون الدكتور محمد فريحات ما يجري تناقله عبر وسائل إعلامية مختلفة، عن ارتفاع الحالات المشتبه بتسممها والتي راجعت المستشفى.
وأكد ان اجمالي الحالات التي راجعت المستشفى وتعاني من أعراض التقيؤ والاسهال والمغص وارتفاع الحرارة، لم تتجاوز ما كانت عليه السبت الماضي وعددها 14 حالة لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 13 عاما.
وقال فريحات، إن الحالات التي ادخلت للمراقبة بلغت 8 حالات، وهي بحالة جيدة، وقد غادرت المستشفى أمس، مشيرا إلى ان نتائج العينات المختلفة والتي أخذت من الحالات المشتبه بتسممها، لم تظهر بعد، إذ أنها تحتاج إلى 72 ساعة لظهورها.
يذكر ان مساعد الامين العام الدكتور غازي شركس أكد في تصريحات صحفية خلال زيارته للمستشفى أمس، أنه لا ربط بين الحالات المسجلة في جرش والحالات التي راجعت مستشفى الإيمان في عجلون، كما أن فرق الاستقصاء أكدت عدم وجود رابط بين الحالات ذاتها التي راجعت طوارئ الإيمان.
وفي سياق البحث عن المعلومات حول التسمم في البلدة، حاولت “الغد” الاتصال بوزير الصحة الدكتور فراس الهواري، دون ان تحصل على رد منه حول حالات التسمم في البلدتين، وما اذا كان سيل الزرقاء سببا في ظهر جرثومة الشيجيلا، والاجراءات الطارئة لوقف الاصابة بها في جبة.
صابرين الطعيمات وعامر الخطاطبة/ الغد
التعليقات مغلقة.