البلقاء.. موسم قطف الزيتون يفتح أبواب الرزق للأسر الفقيرة
في مثل هذا الوقت من كل عام، تتسلل الفرحة إلى قلوب العديد من الأسر الفقيرة في محافظة البلقاء، وذلك مع بدء موسم قطف الزيتون في الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة.
وباتت الكثير من تلك الأسر، معروفة بعملها في قطف الزيتون، لإيجاد مصدر دخل يعينها على تحمل تكاليف الحياة ومشقتها، لذا تكون في هذه الفترة مقصدا للعديد من أصحاب المزارع أو من “يتضمنها” للاتفاق على “صفقة القطف”.
الأربعيني أبو محمود يروي لـ”الغد”، حكايته وأسرته (زوجته و4 أبناء ذكور و3 إناث) مع قطف الزيتون، إذ يؤكد أنه يعمل بهذا المجال بشكل منتظم منذ ما يقارب الـ20 عاما، ويعتمد على هذا الموسم بإيجاد دخل إضافي إضافة إلى عمله في بيع الخضراوات الفواكه على الطرقات من خلال مركبته (بكب أب).
مع بزوغ الفجر، يكون أبو محمود وأسرته، استعدوا للانطلاق إلى إحدى مزارع الزيتون في محافظة البلقاء، لبدء العمل في القطف لمدة يقول إنها تمتد حتى غروب الشمس، مقابل 15 دينارا للفرد الواحد، مشيرا إلى أنه يعمل مع زوجته و3 من أبنائه في تلك المهمة.
وما ينطبق على الخمسيني أبو محمود، ينطبق تماما على أبو عماد الذي قال إنه بدأ العمل في هذا المجال منذ نحو 25 عاما، واستقر منذ 10 أعوام على الانتظام بالعمل هو وعائلته مع صاحب مزرعة واحد، لكنه أشار إلى أن الدخل المادي يكون حسب الإنتاجية وليس مبلغا محددا.
ويرى أبو عماد في المهنة “طاقة فرج” لأسرته وللكثير من الأسر التي تواجه صعوبة وعناء في تأمين لقمة عيشها، لافتا إلى أن موسم قطف الزيتون، يساعد تلك الأسر على تسيير أمورها لمدة أشهر لاحقة.
ويلجأ أصحاب مزارع الزيتون، أو من “يتضمنونها”، إلى الأسر الفقيرة، لأسباب عدة كما قال لـ”الغد”، المواطن أحمد العبادي الذي يمتلك مزارع عدة في المحافظة، لعل أبرزها عدم مقدرته وعائلته على العمل بهذه المهنة التي اعتبرها “شاقة” وتحتاج إلى تفرغ.
العبادي يشير هنا، إلى أن وأغلب أبنائه يعملون بوظائف ولا يستطيعون العمل أيضا بقطف الزيتون، ما يضطره إلى اللجوء للأسر الفقيرة، لمساعدتها أيضا على تأمين مصدر دخل يعينها على تحمل الأعباء المالية.
وحول رأيه بالموسم الحالي، أكد العبادي أن المعطيات الحالية تشير إلى تراجع مستوى الموسم مقارنة بالعام الذي سبقه، وهو ما أكده بالفعل رئيس الجمعية الأردنية لمنتجي ومصدري منتجات الزيتون فياض الزيود، في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية، قال فيها “إن الإنتاج المتوقع من زيت الزيتون لهذا العام هو 22-24 ألف طن زيت مقابل 27 ألف طن تم إنتاجها العام الماضي”.
ووفق الزيود، يعود الانخفاض القليل المتوقع بالإنتاج لهذا العام إلى التغير المناخي وانحباس المطر وزيادة عدد موجات الحر خلال الصيف الماضي، لافتا إلى أن
15-20 % من ثمار الزيتون تذهب إلى عملية التخليل والتصدير الطازج للثمار وبقية الكمية تذهب إلى المعاصر لعصرها، ومبيناً في الوقت ذاته، أن نسبة الزيت في الزيتون تعتمد على صنف الزيتون وطريقة زراعته، وهي تقريباً تتراوح بين 17 و20 %.
يشار في هذا السياق، إلى أن مدير عام الاتحاد العام للمزارعين، المهندس محمود العوران، دعا المزارعين إلى عدم الانتظار حتى يسقط المطر لأجل قطف ثمار الزيتون، موضحاً أن مقولة “لا تقطف الزيتون حتى يسقط المطر” تعد قديمة ليس لها أساس علمي ولا علاقة لها بنسبة الزيت. وأكد العوران، أن الفائدة الوحيدة للمطر في موسم الزيتون هي غسل ثمار الزيتون وهي عملية تقوم بها معاصر الزيتون، داعياً المزارعين في مناطق الشفا إلى البدء بقط ثمار الزيتون بمجرد أن لونها بات مائلاً للون البني.
ووفق العوران، فإن “النضج السريع لثمار الزيتون في بعض المناطق يعود إلى موجة الحر التي حدثت في شهر آب (أغسطس) الماضي، وهي ليست الوحيدة هذا العام لكنها الأطول زمناً”، مشيراً إلى أن الموسم جيد رغم التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي إلى جفاف كبير بالتربة.
يذكر أن النقابة العامة لأصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون الأردنية، ذكرت أن سعر تنكة زيت الزيتون هذا العام ستتراوح بين 70 و80 ديناراً، وهي أسعار مقاربة لما كانت عليه العام الماضي.
وأضافت، أنه سيتم وضع الرسمة الخاصة بالمعاصر أعلى التنكة بجانب اليد، وهي تختلف عن العام الماضي التي كانت موجودة على الجانب؛ حتى يتسنى للمستهلك التمييز بين الإنتاج الحديث والقديم، كما سيتم طبع تاريخ الإنتاج لهذا العام 2021-2022 على التنكة.
محمد سمور/ الغد
التعليقات مغلقة.