الباقورة والغمر: أراض بلا استثمار زراعي أو سياحي حتى اليوم
على الرغم من مرور 3 أعوام على تسلم أراضي الباقورة والغمر في لواء الغور الشمالي بمحافظة اربد، ما تزال تلك الأراضي دون اي استثمار زراعي او سياحي، وما يزال أهالي اللواء يأملون بعد عودتها الى السيادة الأردنية، يعولون على إقامة مشاريع استثمارية واقتصادية، تمكن من خلق فرص عمل لهم وتحسين أوضاعهم المعيشية، وتسهم بانتشالهم من الفقر والحرمان.
ويؤكد مزارعون في اللواء، ان الطبيعة الزراعية والمناخية والجمالية المميزة لمنطقة الباقورة المستعادة، تعد من أهم العوامل الجاذبة للاستثمار لإحياء المنطقة، لكن ذلك يحتاج مزيدا من الجهد والخطط المدروسة، لجذب المسثمرين، لإنشاء مشاريع سياحية او زراعية كبيرة، ذات جدوى اقتصادية.
وأكد مزارعون، أن الطبيعة المناخية للباقورة، ستساعد المزارعين على زراعة أصناف مختلفة من الخضراوات والأشجار والنخيل والزراعات الجديدة على المنطقة، ما سيسهم بإنقاذ المزارعين هناك، خصوصا بعد ان شهد القطاع الزراعي في وادي الأردن، تراجعا جراء بعض الظروف الصعبة التي واجهت هذا القطاع، مثل الكوارث الطبيعية واختناقات التسويق وتدني أسعار المنتجات الخضرية، وهو ما ألقى بأعباء مالية كبيرة على المزارعين.
وطالب علي التلاوي، بضرورة شمول المرحلة المقبلة من عودة هذه الأراضي، وضع خطط وآليات، تضمن الاستفادة من ميزاته الاقتصادية والاجتماعية، وجعلها نافذة للزراعات المميزة والنوعية.
وتشهد منطقة الباقورة حاليا، حركة سياحية نشطة، لم تشهدها المنطقة من قبل، إذ اكتظت الشوارع والتقاطعات بحركة السيارات، فيما شهدت مداخل الأغوار الشمالية ازدحاما كبيرا من الزوار.
وحظيت جوانب الطريق المؤدي للمنطقة ازدحاما بالمتنزهين، الذين انتشروا على امتداد الطريق حتى الشارع الرئيسي، وهم يعدون وجباتهم الغذائية على نيران الفحم ويستمتعون بالطقس الجميل.
وأضاف محمد خالد وهو من خارج اللواء، انه تفاجأ بروعة المنطقة، وانه لم يزرها من قبل، ولكن هناك أصدقاء، سبق وان زاروها، وأشادوا بجمالها الطبيعي، والمختلف عن المناطق الأخرى.
وأشاروا إلى انها تتميز بطبيعة خلابة واطلالة جميلة على فلسطين المحتلة، وتلك الاطلالات تستغل بعمل مشاريع سياحية كبيرة لتشغيل عشرات من الايدى العاملة، بالإضافة إلى تحسين القوى الشرائية والمستوى المعيشي لأبناء المنطقة، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وبينوا انه مر حوالي 3 اعوام على تسلم اراضي الباقورة رسميا ولغاية تلك اللحظة، لم يُنشأ اي مشروع سياحي او استثماري في المنطقة، ما تسبب ذلك بحالة من الإحباط لأهالي المنطقة، برغم الانتظار الطويل الذي امتد عقودا من الزمن.
وأكد أصحاب المحلات التجارية الواقعة في منطقة الشونة الشمالية، ومنهم محمد العليمي، أن حجم المبيعات ارتفع على نحو واضح الأسبوع الماضي، جراء حركة المتنزهين النشطة التي شهدتها منطقة الباقورة.
وطالب متنزهون بضرورة وجود مواقع مجهزة يتوافر فيها خدمات البنية التحتية المطلوبة، ووسائل الراحة والأمان بأسعار تشجيعية، مشيرين إلى أن غالبية الاستثمارات السياحية الموجودة غير متاحة لهم لارتفاع أجرتها، والبعض الآخر غير مناسبة جراء عدم توافر البنية التحتية.
وطالب متنزهون إيلاء منطقة الباقورة مزيدا من الاهتمام، وجذب الاستثمارات السياحية في المنطقة لتخفيف وطأة الفقر والعناء في اللواء، عبر تشغيل شباب وشابات في تلك المشاريع.
في الوقت ذاته، يرى مختصون أن في منطقتي الباقورة والغمر فرصا اقتصادية، يمكن للأردن استغلالها عبر بوابتي السياحة والزراعة، لخلق فرص عمل للأردنيين،
مؤكدين إن الطبيعة الجغرافية، وتوافر المياه في المنطقتين، يساعد على استثمارهما زراعيا وسياحيا، ويمكن أن يستفيد الأردن من المنطقتين زراعيا وسياحيا، سواء على محليا أو عربيا أو دوليا، في حال وفرنا البيئة والخدمات المناسبة فيهما، منوهين الى ان الاستفادة ستكون حقيقية في حال دمج محوري السياحة والزراعة.
يشار إلى أن الباقورة هي بلدة أردنيّة حدوديّة تقع شرق نهر الأردن ضمن لواء الأغوار الشماليّة التابع لمحافظة إربد، وتبلغ مساحتها الإجماليّة حوالي 6000 دونم.
علا عبد اللطيف/ الغد
التعليقات مغلقة.