الأردن وفلسطين بين سميك والرفاعي ..!
=
السياسة دائماً قذرة… مثل روسي
يدور هذه الأيام جدال إعلامي وعلى وسائل التواصل… وفي بعض الصالونات السياسية، وأحيانا بين العامة، وهو امتداد لسياسات سابقه ولاحقة.. مستورده… تفصيل وجاهز… وتحتاج فقط إلى بروفات قبل التنفيذ..! بدأها سميك… بمقال، يطرح اتحاد بين مناطق فلسطينية محتلة والأردن، ويقال والله أعلم أنه موجه وهناك من كتبه له، ألاعيب الساسة والسياسة، ودغدغة الرأي العام أو بالأحرى توجيهه أو قياس ردات فعله… بالونات إختبار إن صح القول..! ، أثار المقال الكثير من اللغط والتشكيك..! وبالأمس رد سمير الرفاعي، وذكرته باسمه دون دوله أو غيره لأنه إمتداد لآل الرفاعي ربما لأجيال قادمة، ولأنه صالح لكل زمان ومكان وإن شاءالله على يده سننعم بالإصلاح والصلاح… ما علينا، نعود لتصريحات الرفاعي والذي (توت) بتغريدة؛ بدأها ب( يا عيب العيب) ثم ذَكر سميك بكلا وكلا وكلا… وبعدهم رد الصهيوني كوهين بتغريده ( طلعهم لثنين آوت) واصفاً كل ذلك ب( جعجعة تجري في الأردن وانه يذكرهم بمقال وول ستريت جورنال بضم مناطق أ و ب للاردن في دولة موحدة، ومضر زهران هو الرئيس وعنده اي كوهين الخبر اليقين)… !
نعرف أننا في لعبة السياسة بيادق أو ملطشة للدول الكبرى، وهذا ليس جديداً لأننا لا نملك قرارنا ولأننا ارتهنا للغرب والبعيد والقريب، منذ بدايات دولنا ودويلاتنا، ومن شذ وأخذ أمره بيده فلن يستمر، المهم بالأمر هنالك ما هو قادم في الافق، وربما يعاد انتاج صفقة القرن ولكن بطريقة وصورة أخرى، ما يحزن في هذا التجاذب وهذه التصريحات سواء من سميك أو الرفاعي، والهوية الجامعة والضم ودولة الأردن… كله حديث فارغ…ففي عالم السياسة الفعل للأقوى، وإسرائيل لا تلتفت للعالم ولا حتى لأمريكا، ونحن نفصل وننظر ونعتقد انهم سيستلهمون حلولنا..! والواقع أننا مستهدفون دائما من الخارج ودول الهيمنة الكبرى، وحديثا جندت هذه الدول من أبناء جلدتنا من يُسبح بحمدها ويسوق لمشاريعها، لا بل يمارسون وينفذون واقعا تفريغ الهوية الأردنية من مضمونها، لنصبح شعب كاره لوطنه وعروبته، ويحمل حقائبه ويهاجر بحثا عن كينونة وكرامة لا يجدها في وطنه..! ويذهب دعاة التنظير والتسطير لابعد من ذلك… !، وحالنا حال من يختلف على قسمة الغنيمة قبل المعركة، ببساطة اسرائيل قوة استعمارية غاشمه، ومدعومة من امريكا وغيرها من الدول الكبرى، دولة الإحتلال متقدمة عسكريا واقتصاديا ولها حضور عالمي عملت عليه بأجهزتها ونفوذها، وتخطط منذ البدايات لذلك، وتفرض ولو بالقوة ما تريد، وتشغل اجهزتها الأمنية وعملائها لإحباط أي تقدم ديموقراطي او علمي أو تكنولوجي للدول العربيه والاسلاميه، ونجحت في تفتيت وتحييد اهم الدول العربية، ومشروعها الإستيطاني السرطاني والإحتلالي ليس له حدود، بكل الأحوال، المضحك المبكي ان نتخاصم على حلول ونحن لسنا أصحاب قرار، ونعرف أن دولة العدو لا تضعنا بالإعتبار.
خلاصة القول، الأردن دولة راسخة بشعبها وعروبتها، يراد لنا التهميش والتذويب بمشاريع تفقدنا ذاتنا وهويتنا، وسيتمكنوا من ذلك إذا بقينا خارج الفعل، حكوماتنا لم تؤسس لبناء وطني راسخ، ولم تعمل على حماية الأردني في وطنه، فاثقلته بالهم والغم والضرائب ومؤسسات وشخوص الفساد، ونسيت أن الأوطان تبدأ بتعزيز الهوية وفتح فضاءات الوطن رحبة لأبنائه دون تضييق وكتم للأنفاس، راهنوا على شعبكم فقط وعنفوانه وعروبته الراسخة، فالدروس والعبر تقرع ذاكرتنا كل يوم، أمريكا ودول الإستعمار ليس لها صاحب إلا مصالحها، ونحن في سياساتهم دول صديقة تخدم مصالحهم، والحل أن نعيد نهجنا السياسي ونعزز معاني المواطنة، والإصلاح السياسي الحقيقي، قد نكون تأخرنا، وربما بقية بارقة أمل… قبل أن ( يطخنا الحنت) ونصحوا ذات يوم لا سمح الله، على وطن غير الوطن ومواطنون موطنون… ونحن أقلية ( لا في العير ولا في النفير)…! هنالك قادم يعلم الله ما هو… ويعلم دهاقنة السياسة الغربية وحدهم ما يريدون، ونحن ما زلنا نبحث عن دعم الخبز وقد لا نجده…وعن النضج السياسي أو الحزبي بعد عشرين سنة…! نحب الأردن… ونريد له أن يتخلص من كل الفاسدين ووكلاء العدو، وأن يمن الله عليه بالمخلصين من أبناءه الذين يفهمون لعبة السياسة وقلبهم على الأردن… حمى الله الأردن.