صدور “تاريخ الحركة النسائية الأردنية” لسهير سلطي التل
بدعم من وزارة الثقافة، صدر عن دار أزمنة للنشر والتوزيع، للدكتورة سهير سلطي التل كتابٌ بعنوان “تاريخ الحركة النسائية الأردنية 1944 – 2008”.
الكتاب جاء في ستة فصول، يعالج الفصل الأول السياقات التاريخية التي سبقت الحركة النسائية الأردنية كالحركة العالمية والحركة العربية، وأحاط بنقاط الالتقاء بينهما وبين الحركة النسائية الأردنية، كما عالج أوضاع النساء، وتطورها بين مجتمعي العشيرة والدولة وصولا إلى أسس نشوء الحركة النسائية الأردنية وأشكال العمل النسائي الأولى.
فيما يتحدث الفصل الثاني عن العوامل التي ساعدت على نشوء الحركة النسائية الأردنية وتطورها، وتطور المجتمع المدني الأردني والسياسات والتوجهات الحكومية والبيئة التشريعية والنظر الدولي في قضية النساء وانتشار ثقافة حقوق الإنسان وغيرها من العوامل، وأفردت التل الفصل الثالث للحديث عن الآليات الوطنية الداعمة لقضية النساء، وتعتبر اللجنة الوطنية لشؤون المرأة نموذجها الأمثل؛ إذ تشكل المظلة السياسية للحركة النسائية.
أما الفصل الرابع فتتحدث فيه التل من خلال الوقائع التاريخية الخاصة بالحركة النسائية الأردنية، اذ خصصت لمرحلة البدايات، وقسمت الفترة التاريخية التي يغطيها البحث الى مرحلتين الأولى تبدأ في العام 1944، وتنتهي عند العام 1957، وتتحدث عن المنظمات النسائية الأولى وتطورها وأوضاعها، والظروف السياسية التي أحاطت بها وأثرت على تشكيلاتها، والمرحلة الثانية التي تبدأ عند العام 1958، وتنتهي عند العام 1975، تطرقت فيها إلى أثر المتغيرات السياسية على العمل النسائي وعودته إلى العمل الخيري وأبرز المنظمات العاملة في هذه المرحلة.
أما الفصلان الخامس والسادس فقد خصصتهما التل لتغطية المرحلة الممتدة من العام 1975، حتى العام 2008، وتحدثت في الفصل الخامس عن أسباب النهضة النسائية الثانية، كما يعرض تجارب الاتحادات النسائية الكبرى، وعالج الفصل السادس أنواعا اخرى من التنظيمات النسائية، منها المنظمات السياسية الرديفة واللجان المشتركة والمنظمات العامة والمتخصصة وغير ذلك.
تتحدث التل في مقدمتها للكتاب، أنه منذ تأسيس الدولة الأردنية المعاصرة، وأوضاع المجتمع الأردني في تطور مستمر، شمل مختلف جوانب الحياة في الدولة الجديدة، بما في ذلك أوضاع النساء الأردنيات اللواتي خرجن بكثافة إلى مقاعد التعليم ومن ثم العمل، فساهمن ببناء قطاعات اقتصادية واجتماعية متنوعة، وساهمن منذ وقت مبكر في بناء المجتمع المدني الأردني من خلال منظماتهن وجمعياتهن، التي توالى إنشاؤها منذ منتصف الأربعينيات مما اصطلح على تسميته بـ”الحركة النسائية الأردنية”، وفي المقابل شهدت الدولة الأردنية المعاصرة عمليات رصد وتحليل كثيرة، شملت جوانب التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مما عبر عن زخم في المؤلفات التاريخية إلا أن هذا الاهتمام، وذلك الزخم، لم يشمل نشاط النساء في بناء حركتهن الاجتماعية ومساهمتهن من خلالها في بناء المجتمع المدني، الذي يمثل التعبير الأكثر دقة من تطور المجتمع الأردني.
وتشير التل إلى أن ما جرى من حولنا من رصد للحركة النسائية العربية والعالمية، على تنوع أقطارها واتجاهاتها، نلاحظ أن الحركة النسائية الأردنية تعاني من نقص في تسجيل تاريخها وتحليله، وبخاصة و”نحن نتحدث عما يزيد على ستين عاما، تفصل ما بين انطلاقتها الأولى وحاضرها، يؤكد هذا الواقع، ندرة الكتابات التي تناولت تاريخ الحركة النسائية الأردنية على الرغم من زخم حركة البحث والتأليف حول أوضاع النساء التي شهدتها البلاد منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي حتى اليوم، وهكذا ومنذ نشر أول مؤلف للباحثة التل حول الحركة النسائية في العام 1985، بعنوان “مقدمات حول قضية المرأة والحركة النسوية الأردنية”، الى جانب بعض الدراسات تناولت بشكل أو بآخر الحركة النسائية الأردنية.
وتنوه التل الى اهمية هذا البحث قائلة إن ندرة الكتابات في مجال تاريخ الحركة النسائية الأردنية، تعطي لهذا البحث أهمية خاصة وضرورة عالية، قد يكون أبرزها: تغطية أحد نواقص البحث العلمي، في حقلي الدراسات النسائية، والتاريخ الاجتماعي، وذلك من خلال استعادة وقائع تاريخية اجتماعية صنعتها النساء، وتسجيلها وتحليلها بما يكشف عن جوانب مهمة في التاريخ الاجتماعي الأردني، ودور النساء في صنعه، من خلال مساهمتهن في بناء المجتمع المدني المعاصر، بما أسسنه وأدرنه من منظلمات وهيئات نسائية بأنشطتها وخطاباتها المتنوعة.
إلى ذلك، الكشف عن العلاقة الجدلية بين طبيعة تطور الدولة الأردنية المعاصرة، بجوانبه العديدة (السياسي/الاقتصادي/الثقافي/الاجتماعي)، وبين نشأة الحركة النسائية وتطورها، معرفة مضامين الخطابات التي تبنتها المنظمات والهيئات النسائية، التي بثتها من خلال أهدافها المعلنة في وثائقها الأساسية وأنشطتها. وتوفير مرجع علمي شامل ومتخصص بمسيرة الحركة النسائية وتاريخها، ويكمن من قراءة التجربة واستلهام دروسها، بما يساعد في تطوير أداء المنظمات النسائية العاملة حاليا.
وخلصت التل إلى أنه بعدما استعرضت تاريخ الحركة النسائية الأردنية بمفاصله الأساسية، على امتداد هذه الحقبة الزمنية التي تزيد على ستين عاما، سعت من خلال هذه الدراسة إلى الإجابة عن بعض الأسئلة التي طرحت منذ البداية، كأسئلة التكون والعلاقات والسياقات والوقائع التاريخية، بتفاصيلها العديدة، وبعض إجاباتها جاء فيها تفاصيل أخرى كالهوية والسمات العامة والإشكالات، مؤكدة أنها لا تزعم أن قراءتها للوقائع التاريخية قدمت الإجابات الوافية، لذلك ترى أن هذا البحث وإن أجاب عن عدد من أسئلة التاريخ لكنه فتح آفاقا بحثية جديدة وطرح المزيد من الأسئلة.
ويذكر أن سهير سلطي التل حصلت على درجة الدكتوراة فـي الآداب/قسم الفلسفة، وهي خبيرة مختصة بالبحوث والدراسات النسوية وحقوق الإنسان، شاركت بإعداد مجموعة من التقارير الإقليمية حول النساء والشباب، لها العديد من المؤلفات فـي مجال قضية النساء، ولها مؤلفات أدبية فـي مجال القصة القصيرة.
صدر لها العديد من المؤلفات منها “العنف والعنف ضد النساء بين سطوة الواقع وتكريس القيم الإنسانية”، “اميلي بشارات: راهبة في ثوب وردي، سيرة حياة رائدة الحركة النسائية الأردنية”، “التنميط الاجتماعي والأدوار الجندرية”، “مدينة الورد والحجر: دراسة في جريمة الجنس في المجتمع الأردني”، “مقدمات حول قضية النساء والحركة النسائية في الأردن”.
عزيزة علي/ الغد
التعليقات مغلقة.