العونة.. موروثٌ شعبي يتجلى فيه التعاون في موسم قطف الزيتون
في أواخر تشرين يبدأ موسم قطف الزيتون «موسم العونة» كما يطلق عليه الفلاحون فيجتمع الأقارب والجيران لجني ثمار الزيتون بأجواء تمتلئ ألفة وبركة؛ ما يذيب أي فوارق مجتمعية، فتجد الغني والفقير ملتفين حول أشجار الزيتون فينالهم الرضا والشعور بالراحة فتمسهم بركتها فهي شجرة مباركة بورك زارعها وقاطفها وآكلها.
الحاجة نعيمة تعتبر أن موسم قطف الزيتون هو موسم الخير والبركة وفيه تتجلى معاني التكافل الاجتماعي «العونة» فيهب الكل لعون الكل في صورة قلما نجدها في مجتمعات أخرى، إذ يفرشون الأرض بما توفر من أغطية ويبدأون بجني الثمار، وسط الأهازيج الشعبية وروائح الشاي ومناقيش الزعتر.
وفيما يخص المصطلحات التي يستعملها الفلاحون فيقول الحاج عبدالسلام بأن كثيرا من الناس لا يفهمونها ك»الجُول» وهو جمع الثمار من الأرض، و»الجِدّادة» أو الِنّكافة: عصا طويلة لتنزيل باقي الثمار العالية.
ويضيف ««الجَواَوي» هو ما داخل الأغصان، و»الحُورجاية» قطعة القماش التي تربط على الخصر لجمع الزيتون فيها، و»الرِد» أجرة المعصرة مقابل عصر الزيتون، و»الجاروعة»: هدية اليوم الأخير من قطف الزيتون، و»جَراميع»: الأغصان الحاملة بدرجة كبيرة، «الكركيع»: الثمار الأرضية القديمة والناشفة، «المِزودة»: الشوال، «الوَكع»: نسبة سيل الزيت، و»إبعارة»: البحث عن الثمار المتبقية والمختفية في الشجرة، و»السِيبة» : السلم، «الجَرجير» : الثمار الناضجة جداً والساقطة على الأرض من فترة وتؤكل نيّة، «العكارة» : الرواسب في الزيت بعد ما يتصفى، و»الجداد»: قطف الزيتون، و»الجاروعة»: احتفالية نهاية موسم القطاف وحلوان الزيت عند عصره وتذوقه.
أما «الفلال»: فهو عبارة عن مفارش من أكياس الطحين الفارغة التي تتجمع في المنزل طيلة العام، و»البادوديا»: شوي حبات الزيتون ثم هرسها بالصخر واستخراج زيتها يتميز بنكهته الخاصة المدخنة، و»ماسيّة»: تعني أن إنتاج ثمار الزيتون وفير وكثير، «شلتونيّة»: ضعف إنتاج زيت الزيتون في الموسم، وتذرية الزيتون: تنقية الزيتون المقطوف بإزالة الورق والأغصان التي تكسرت قبل وضعه في الكيس، و»الجفت»: بقايا الزيتون بعد استخراج الزيت منه يستعمل عادة في المواقد بدل الحطب نظراً لتكلفته الشرائية المنخفضة، و»البعارة/ التصييف»: جمع ثمار الزيتون التي تركها الفلاح على الشجر أو تحته لأنه لم يرها او لأنها أقل جودة، و»رصيص»: الزّيتون المكبوس وهو مخلل يصنّع المنزل ونجده في «مرتبانات» على طاولة معظم البيوت الأردنية.
والمونة: حاجة الاستهلاك المحلي للبيت أو الأسرة من زيت الزيتون من الموسم، والعونة: وتعني انضمام الآخرين للمساعدة بشكل طوعي وتوسيع العمل الجماعي، والفردة: وتعني الشوال أو الكيس الذي يوضع فيه المحصول، و»زيتون جرجير» تعني: حبات الزيتون المجعدة والسوداء، وتؤكل نيئة أثناء القطاف، و»العبّية»: العصا الطويلة المستخدمة في الجداد، حيث تضرب الجذوع بها لجني حبّات الزيتون، وهو أسلوب لا ينصح به.
طرق قطاف الزيتون؛ هناك العديد من طرق الحصاد التي تعتمد على خصائص المزرعة وسوق الزيتون: الحصاد باليد عندما يكون الزيتون معدًا للتعليب أي زيتون المائدة، فمن الأفضل حصاده يدويًا، هذه الطريقة تحافظ على الزيتونة سليمة بدون آفات، تستخدم هذه الطريقة أيضًا للفواكه التي ستتم معالجتها إلى زيت زيتون بكر ممتاز، في هذه الحالة يسمح قطف الزيتون يدويًا باختياره واحدًا تلو الآخر عندما يصل إلى درجة النضج المثلى وهذه الطريقة مكلفة من حيث الوقت والمال إنها مناسبة بشكل أساسي للمزارع الصغيرة، ويختار بعض المزارعين استخدام مشط لتسهيل الحصاد ومع ذلك، تتطلب هذه الأداة معرفة حقيقية؛ لأن المشط يمكن أن تلحق الضرر بالفاكهة والشجرة إذا أسيء استخدامها، توجد الآن أنواع مختلفة من أدوات نوع الشتلات: الشتلات الميكانيكية والشتلات الهوائية والهزازات الصغيرة.
الأدوات الميكانيكية تجمع الأدوات الميكانيكية المختلفة الموجودة في السوق بين الإنتاجية والكفاءة وجودة المحاصيل، تستخدم هزازات الجذع على نطاق واسع في بعض الدول وكذلك الحصادات، تم تصميم الحصادات في الأصل لزراعة الكروم وقد تم تكييفها مع حصاد الزيتون في المزارع الكبيرة والكبيرة جدًا.
ديما الدقس/ الدستور
التعليقات مغلقة.