كازاخستان تشكل عامل توازن واستقرار في المنطقة

نور سلطان (كازاخستان) – دعا الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف إلى تعزيز تعاون دول وسط آسيا بهدف مواجهة ومعالجة المخاطر التي يشكلها الإرهاب والتطرف الديني وتهريب المخدرات، والتي أصبحت أكثر إلحاحًا، وسط عدم الاستقرار في أفغانستان.، بعد وصول حركة طالبان الى السلطة.

وأضاف توكاييف خلال كلمة أمام اجتماع رؤساء دول رابطة الدول المستقلة الحالي: “تؤيد كازاخستان موقف الأمم المتحدة القاضي بضرورة أن تكون الحالة الإنسانية الخطيرة في ذلك البلد محور اهتمام المجتمع الدولي، ومهما كانت آراؤنا السياسية أو قناعاتنا الشخصية، فيجب ألا نترك أفغانستان وحيدة مع الصعوبات غير المسبوقة”.

واقترح الرئيس الكازاخي إنشاء مركز لوجستي في ألماتي لتقديم المساعدات الإنسانية لأفغانستان، وقال إنه “من الواضح أنه بعد التغلب على المرحلة الحادة للأزمة، ستحتاج أفغانستان إلى مزيد من الدعم المنتظم من مؤسسات الأمم المتحدة، وإن إنشاء مركز إقليمي للأمم المتحدة في ألماتي سيحقق هذا الهدف.

ومن جانبها قالت وزارة الخارجية الكازاخية بأن نور سلطان تشكل عامل توازن في منطقة وسط آسيا، وخاصة بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم والسلطة في أفغانستان وما ترتب عليه من أخطار عدم استقرار المنطقة أمنيا وسياسيا واقتصاديا.

وأشارت الوزارة في بيان لها بأن: “الدور البناء الذي يمكن أن تلعبه كازاخستان بفضل تجربتها الغنية والناجحة في دبلوماسية حفظ السلام، في حل القضية الأفغانية، حيث تستطيع وبجدارة الدبلوماسية الكازاخستانية النشطة أن تصبح مجددا عاملاً للتوازن على خلفية تجربتها كوسيط في الأزمة السورية والأوكراني”.

وتقول تقارير إعلامية بأنه إذا ما سيطرت كازاخستان على الملف الأفغاني، فإن دورها المركزي في مجموعة الدول يمكن أن يشبه الدور الذي لعبته خلال الأزمات الدولية السابقة، حيث عقد في عام 2013، في مدينة ألماتي جولتين من المفاوضات، جمعت بين الأعضاء الدائمين في الأمم المتحدة وممثلي إيران وألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي على طاولة واحدة وخلقت الفرصة لتوقيع معاهدة تاريخية بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وحول موقف كازاخستان للوضع في أفغانستان بعد انسحاب قوات الناتو، قال الممثل الخاص لرئيس كازاخستان في أفغانستان طالغات كالييف: “تتابع كازاخستان عن كثب تطورات الوضع العسكري – السياسي في أفغانستان، ومع الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية وقوات الناتو، ونحن نتفهم بوضوح أسباب انسحاب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان التي حققت أهدافها الرئيسية من خلال الحد من التهديد الإرهابي من هذه الدولة.

وأضاف كالييف : “التغييرات التي حدثت في هذا البلد من أغسطس إلى يومنا هذا كانت بشكل عام متوقعة تمامًا، كنا نظن أن وصول طالبان إلى السلطة سيستغرق وقتًا أطول، لكن كل شيء حدث بشكل أسرع، وفي الوقت الحالي، لا نشعر بأي تهديدات إقليمية خطيرة في ظل تغير القوة في أفغانستان. كما نراه، ليس لدى طالبان أي خطط توسعية فيما يتعلق ببلدان آسيا الوسطى.

وأوضح المسؤول الكازاخي :” نلاحظ أن قيادة عملية المصالحة قد انتقلت الآن إلى الأفغان أنفسهم، دون وساطة خارجية، ولقد أكدت سنوات عديدة من الخبرة بوضوح أنه لا بديل عن عملية السلام التي يقودها الأفغان أنفسهم، بحيث يتعين على مواطني هذا البلد تحديد النموذج الأمثل للدولة والبنية الاجتماعية بناءً على تجربتهم التاريخية وواقعهم الاجتماعي والسياسي”.

وقال: “نعتقد أنه في الوقت الحاضر، من الأفضل انتظار مسألة الاعتراف بالحكومة الجديدة بعد تشكيلها، وقرار مجلس الأمن الدولي برفع العقوبات عن طالبان، وبما يساهم في بدء تفاعل كامل للمجتمع الدولي مع الحكومة الأفغانية المشكلة حديثًا، ونحن نؤيد رأي المجتمع الدولي بشأن الحاجة إلى حكومة شاملة وتمثل كافة شرائح المجتمع الأفغاني، بما يتوافق مع معايير القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك ضد النساء والأقليات العرقية، ومنع وجود الجماعات الإرهابية التي تشكل تهديدًا للدول الأخرى.

وأضاف: “من الضروري متابعة تطور الوضع، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر المبررة لانتشار الإرهاب والتطرف، وتدهور الوضع مع التداول غير المشروع للأسلحة والمخدرات، فضلاً عن تنامي الهجرة غير الشرعية والمخدرات. تدفق اللاجئين، بما في ذلك تغلغل العناصر المدمرة في المنطقة، وانتهاكات التجارة الإقليمية، والاقتصاد، والنقل، والعلاقات اللوجستية والطاقة، وتعليق مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية القائمة والمخطط لها في المنطق”.

 

 

د. عبدالرحيم  عبدالواحد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة