الغزلان يصطادون اللقب بجدارة.. وفارق المواجهات يخذل الوحدات مع البطل
عاشت مدينة الرمثا ليلة فرح كبيرة وغير مسبوقة، ستبقى خالدة في قلوب أهاليها، وهي الليلة التي شهدت تتويج فريقها الكروي بلقب دوري أندية المحترفين لموسم 2021 للمرة الثالثة في تاريخ مسيرة الفريق في الدوري، والذي جاء بعد غياب طويل أمتد لـ 39 عاما، بعد أن كان قد نال اللقب في العامين 1981 و1982.
الرمثا نجح في تحصيل لقب الدوري بعد جهود كبيرة بذلها اللاعبون والأجهزة التدريبية، والإداريون، وفي مقدمتهم أيضا الجماهير الغفيرة التي آزرت النجوم منذ بداية المشوار حتى مباراة التتويج، والتي حولها “الرماثنة” إلى كرنفال احتفالي غير مسبوق.
وتمكن الرمثا من حسم المنافسة على اللقب مع نظيره فريق الوحدات، بعد أن خرج بنتيجة التعادل 1-1 أمام فريق الجزيرة في المباراة الحاسمة، وهي النتيجة التي لم تخدم الوحدات، الذي كان وبذات التوقيت يتغلب على فريق شباب العقبة بخماسية نظيفة، ليبقى الرمثا في صدارة الترتيب العام برصيد 47 نقطة وهو ذات رصيد الوحدات، لكن فارق المواجهات المباشرة بين الفريقين اكسب الرمثا اللقب، بينما جاء فريق الوحدات بالمركز الثاني.
المركز الثالث كان من نصيب فريق السلط (المجتهد)، الذي بقي منافسا على اللقب حتى الجولة قبل الأخيرة، فهو جمع 41 نقطة، بعد مشوار قوي تمكن خلاله من احراج الفرق الكبيرة، ولولا مسلسل التعادلات الذي سيطر على الكثير من لقاءاته لكان له شأن مختلف عن واقعه الحالي.
فريق الفيصلي والذي اعتاد أن يكون في الموسم السابقة فوق منصات التتويج ابعد عن المنافسة على اللقب قبل انتهاء الدوري بأربع جولات، فهو اختتم مشواره برصيد 38 نقطة، وجاء بعده بالمركز الخامس فريق شباب الأردن برصيد 33 نقطة، وقد خرج بمكتسبات جيدة كان أبرزها الوجوه الشابة التي أكدت حضورها الطيب في منافسات الدوري، وجاء بعده وبذات الرصيد وبفارق الأهداف فريق الحسين إربد، الذي استهل مشواره ببداية جيدة قبل أن يتراجع ويخسر العديد من النقاط، لكن في الجولات الأخيرة استعاد الفريق عافيته وحظي بثناء عشاقه.
فريق الجزيرة حل بالمركز السابع برصيد 27 نقطة، ويسجل لهذا الفريق أنه تمكن من الصمود بين كبار الفرق، بل حقق نتائج قوية ولافتة، بعد أن شارك بمجموعة كبيرة من الوجوه الشابة، التي سدت الفراغ الذي خلفه ابتعاد أكثر من 15 لاعبا.
ثم جاء فريق سحاب بالمركز الثامن، والذي ثبت أقدامه بين الفرق الكبيرة بعد سلسلة من النتائج القوية التي حققها في مرحلة الإياب، والتي أوصلته على النقطة الـ 25، وهو ذات الرصيد لفريق شباب العقبة الذي حل بالمركز التاسع، ثم جاء بالمركز العاشر فريق معان برصيد 21 نقطة، الذي تمكن من البقاء بفضل الفوز الثمين الذي سجله على فريق الجليل في المباراة الحاسمة بينهما، مثلما استفاد من خسارة الجليل أمام شباب الأردن.
هبوط الجليل والبقعة
ظهر واضحا، وحتى قبل انطلاق منافسات الدوري، أن فريق البقعة سيواجه صعوبات في مشاركته بمنافسات الدوري، حيث المشاكل المالية وقرار حرمانه من التعاقد مع اللاعبين، عصفت به قبل أن يطل على اللقاءات، فجاءت مشاركته مخيبة لجماهيره، وزاد من صعوبة مهمته المشاكل الإدارية التي طاردته، والتي أوصلته إلى هذه الحالة، فقد جمع الفريق في الـ 22 مباراة التي خاضها في الدوري نقطة واحدة فقط وجاءت بعد تعادله مع فريق شباب الأردن، فيما تعرض للخسارة في لقاءاته الـ 21.
بطاقة الهبوط الثانية داهمت فريق الجليل، والتي ظهرت في الجولة الأخيرة بعد أن تعرض الفريق للخسارة الثقيلة أمام فريق شباب الأردن، فتوقف رصيده عند الـ 19 نقطة.
والغريب أن فريق الجليل استهل مشواره في الموسم 2021 بحصوله على لقب بطولة درع الاتحاد لأول مرة في تاريخه، بعد أن سجل نتائج مميزة في كافة لقاءاته.
وانجا هدافا للدوري
وتصدر نجم فريق السلط المحترف الكاميروني رونالد وانجا قائمة هدافي الدوري، بعد أن سجل 15 هدفا، وهي المرة الأولى التي يفوز بها لاعب من فريق السلط بهذا اللقب، علما بأن السلط سجل 32 هدفا في الـ 22 مباراة.
وواجه وانجا منافسة شديدة من بقية اللاعبين الذين تسابقوا للفوز بهذا اللقب، وظهر نجم فريق سحاب يزن النعيمات كمنافس قوي، بل أنه تصدر العديد من المراحل، قبل أن يحسمها وانجا في الجولات الأخيرة، بعد أن توقف رصيد النعيمات عند الـ 13 هدفا.
وكاد مهاجم الرمثا أن يفوز بهذا اللقب، بعد أن تألق في لقاءات مرحلة الإياب، وسجل العديد من الأهداف، التي اوصلته عند الرصيد 11 هدفا، وجاء بعده برصيد 9 أهداف كل من اللاعبين محمد شرارة (الرمثا)، ودوغلاس (شباب الأردن)، وجاء بعدهما برصيد 8 أهداف اللاعبين حمزة الصيفي (الجزيرة)، وخالد الدردور (شباب الأردن)، ثم جاء علي العلوان (الجزيرة) برصيد 7 أهداف.
وسجل 6 أهداف محمد عبدالمطلب (البقعة)، وأنس العوضات وعبدالعزيز انداي (الوحدات)، وحسان الزحراوي (الرمثا)، ثم جاء بعدهم برصيد 5 أهداف يزن العرب ومحمود زعترة وإبراهيم الجوابري (الوحدات)، ومحمد زهيري (شباب العقبة)، وأحمد ياسر (الحسين).
أرقام من دوري المحترفين
شهدت منافسات دوري المحترفين اقامة 132 مباراة موزعة على 22 جولة، في كل جولة 6 مباريات، وقد سجل اللاعبون في كافة اللقاءات 332 هدفا، وبمعدل تهديفي في المباراة الواحدة هدفين ونصف الهدف.
اعتبر فريق الوحدات الأقوى من الناحية الهجومية بعد أن سجل لاعبوه في لقاءات الدوري 44 هدفا، وجاء بعده فريق الفيصلي بعد أن سجل 39 هدفا، ثم فريق الرمثا وسجل 38 هدفا، ثم فريق الجزيرة وسجل لاعبوه 34 هدفا، ثم فريق السلط الذي سجل 32 هدفا، ثم فريق سحاب 30 هدفا، ثم فريق الحسين 29 هدفا، يليه فريق شباب الأردن 28 هدفا، ثم فريق شباب العقبة 20 هدفا، يليه فريق معان 19 هدفا، ثم فريق الجليل 15 هدفا، ثم فريق البقعة 9 أهداف.
ومن الناحية الدفاعية ظهر فريق الوحدات الأفضل بعد أن تلقت شباكه 14 هدفا، وجاء بعده فريقا الرمثا والسلط وتلقت شباك كل فريق 16 هدفا، ثم الفيصلي 20 هدفا، يليه شباب الأردن 22 هدفا، ثم شباب العقبة 29 هدفا، ثم فريقا الجليل وسحاب وتلقت شباك كل فريق 32 هدفا، ثم الجزيرة 33 هدفا، يليه معان 34 هدفا ثم فريق الحسين 35 هدفا، ثم البقعة وتلقت شباكه 54 هدفا.
واحتسب الحكام في منافسات الدوري 36 ركلة جزاء، نجح اللاعبون في تسجيل 30 ركلة، في الوقت الذي تم فيه اخفاق تسجيل 6 ركلات، والتي اهدرها اللاعبون محمد شرارة أمام شباب الأردن، وسالم العجالين أمام البقعة، ومحمود الطالب أمام الفيصلي، ومهدي علامة أمام شباب الأردن، ومحمود شوكت أمام الحسين، وحمزة الدردور أمام الوحدات.
وأشهر الحكام في كافة لقاءات الدوري 25 بطاقة حمراء، فيما وصل عدد البطاقات الصفراء التي نالها اللاعبون في الدوري 443 بطاقة.
فريقا الوحدات والرمثا يعتبران الأكثر تحقيقا للانتصارات، حيث حقق كل فريق الفوز في 14 مباراة، يليهما فريق الفيصلي الذي فاز بـ 11 مباراة، ثم جاء فريق السلط حيث فاز بـ 10 مباريات، في الوقت الذي لم يحقق فيه البقعة الفوز في أي مباراة، ويشير سجل الدوري، إلى أن السلط يعتبر الفريق الأقل خساراة بعد أن خسر مباراة واحدة كانت أمام الوحدات، فيما تعرض فريقا الرمثا والوحدات إلى الخسارة في ثلاث مباريات، بينما يعتبر البقعة الأكثر تعرضا للخسارة بعد أن خسر في 21 مباراة.
شذرات من الدوري
• منذ زمن بعيد، يتم حسم اللقب مع صافرة النهاية لمنافسات الدوري، وذلك بعد المنافسة القوية بين فريقي الرمثا والوحدات، والتي حسمها الرمثا لمصلحته.
• شهدت منافسات الدوري تخسير فريق الحسين إربد أمام الجليل بسبب اشراكه لاعبا بصورة غير قانونية، وكذلك تخسير الجليل أمام سحاب بسبب زيادة عدد اللاعبين داخل الملعب اثناء سير المباراة.
• لأول مرة في منافسات الدوري، يقوم طاقم نسوي بقيادة إسراء المبيضين بقيادة إحدى المباريات، والتي جمعت بين فريقي سحاب والبقعة.
• شهدت منافسات الدوري الاستعانة باطقم تحكيمية من الخارج، والتي جاءت بطلب من نادي الوحدات في 3 مباريات كانت أمام الفيصلي في مباراتين، وأمام السلط، فيما طلب الرمثا حكاما من الخارج لإدارة مباراته الأخيرة أمام الجزيرة.
• لأول مرة يقوم التلفزيون الأردني بنقل مباراتين على الهواء مباشرة بذات التوقيت، نظرا لأهمية مباراتي ختام الدوري.
• ما يزال اللاعبون المحترفون يسيطرون على لقب هداف الدوري، وهذه المرة جاءت من نصيب محترف السلط الكاميروني رونالد وانجا.
• لأول مرة يشهد الدوري احتجاجات واسعة على نتائج المباريات، والتي وصلت إلى قيام الاتحاد باستدعاء عدد من اللاعبين والمدربين والإداريين بفريق الجزيرة للاستجواب.
• الحضور الجماهيري الكبير في مباريات الرمثا الأخيرة اعطى الدوري نكهة خاصة، بعد أن فرغت المدرجات من الجمهور في الكثير من المباريات.
التعليقات مغلقة.