“طيور الأبابيل” تفتتح فعاليات مهرجان الأردن المسرحي
– انطلقت في المركز الثقافي الملكي بعمان، فعاليات مهرجان الأردن المسرحي بدورته الـ28 “دورة الفنان جميل عواد” بعرض مسرحية “طيور الأبابيل” من إخراج فراس الريموني وبمشاركة محلية وعربية من سورية والعراق والإمارات وتونس.
ويأتي حفل افتتاح المهرجان، ضمن احتفالات المملكة بمئوية تأسيس الدولة الأردنية، ورعاه مندوبا عن وزيرة الثقافة هيفاء النجار، أمين عام الوزارة الأديب هزاع البراري.
استهل الحفل بعرض بصري على الشاشة في قاعة المؤتمرات بالمركز، استعرض بمشاهد متحركة وصور ثابتة لتاريخ تأسيس الدولة الأردنية منذ وصول المغفور له الملك المؤسس لمدينة معان إلى يومنا هذا، مبرزا دور القيادة الهاشمية التي أسست منذ البدء لدولة حديثة واكبت التطوير في مختلف القطاعات والمجالات.
كما قدم العرض البصري في حفل الافتتاح الذي يستضيف أمين عام الهيئة العربية للمسرح الكاتب المسرحي إسماعيل عبدالله، وعددا من أبرز المسرحيين والنقاد والكتاب والإعلاميين العرب، صورا ومشاهد عن التاريخ الحديث للمسرح الأردني الذي بدأت بواكيره الموثقة عام 1918، والعديد من المشاهد لعروض مسرحية واكبت نشأة الحركة المسرحية الأردنية منذ منتصف القرن العشرين وصولا إلى بداية الألفية الأولى، مستعرضا عددا من الرواد الأوائل من الفنانين المسرحيين الأردنيين وإبداعاتهم في تلك الأعمال المسرحية.
وفي الحفل الذي قدمه الفنانان محمد الابراهيمي ونادرة عمران، سلم الأديب البراري بحضور نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب ومدير مديرية المسرح والفنون البصرية المخرج عبدالكريم الجراح، درعين تكريميين لشخصيتي المهرجان المكرمتين الفنانين عبداللطيف شما وحابس حسين، بصحبة عرضين بصريين لمنجزهما الإبداعي على امتداد مسيرتهما الفنية والإبداعية كتب نصيهما الأدبي الزميل ابراهيم السواعير.
وقال الأديب البراري في كلمة ألقاها تلت التكريم، إن عمان تزدهي اليوم بهذه النجوم من المسرحيين الأردنيين والأشقاء العرب عمان التي تحتضن دوما أشقاءها وأصدقاءها، والمبدعين الحاملين لرسالة الجمال والقيم الإنسانية كما احتضن مدرجها “الروماني” منذ ألفي عام المسرح والإبداع والذي يؤكد العلاقة التاريخية للأردن مع المسرح منذ القدم.
وأضاف “يعود هذا المهرجان بإيقاعه العربي بعد جائحة “كورونا” لندشن معا الجمال والإبداع، فأنتم صناع هذا الجمال وبالتالي أنتم صناع الحياة”.
وتلا ذلك عرض فني غنائي قدمته جوقة واوركسترا نغم المكونة من كورال ضم 20 فنانا وفنانة و18 عازفا بقيادة الفنان مصطفى شعشاعة، استهلته بأغنية من الموروث الغنائي الشعبي الأردني “يا مرحبا بزوارنا يوم لفو ع ديارنا” لتتبعه بالأغنية الوطنية “أنا الأردن” للفنان اسماعيل خضر وكلمات الشاعر سليمان المشيني بتوزيع موسيقي جديد ومتميز. وقدمت الجوقة ترحيبا بالمشاركين العرب أغان من الموروث الغنائي المعروف؛ الأغنية التونسية “ريتك ما نعرف” والعراقية “الليلة حلوة وجميلة” والكويتية “يا هلي يكفي ملام والعتاب”، والتي غناها الفنان الراحل عبدالحليم حافظ في ستينيات القرن الماضي في الكويت من ألحان الفنان الكويتي عبدالحميد السيد وكلمات الشاعر الكويتي وليد جعفر الذي تابع تدريبه العسكري في الأردن. كما قدمت من الموشحات “منيتي عز اصطباري” من أغاني الفنان الكبير سيد درويش، ليختتموا حفلهم الغنائي الاستثنائي بأغنية من الموروث الغنائي الوطني “أردن يا حبيبي” كلمات الشاعر الكبير حيدر محمود وغناها الفنان اللبناني محمد جمال عام 1964.
وتبع ذلك على المسرح الرئيس بالمركز أولى العروض المسرحية من الأردن “طيور أبابيل” للمخرج الدكتور فراس الريموني ونص اياد الريموني، والذي تناول بطولات صقور سلاح الجو الأردني الشهداء موفق السلطي وفراس العجلوني ومعاذ الكساسبة.
وتدور أحداث “طيور الأبابيل” حول الطيارين موفق السلطي وفراس العجلوني ومعاذ الكساسبة رحمهم الله، ومواقفهم المشرفة للأردن وسلاح الجو الأردني، وقام بتجسيد شخصية موفق السلطي محمود الزغول، ومثل دور فراس العجلوني منذر خليل مصطفى، وأدى دور معاذ الكساسبة عبد الله خليل، ووقع نصيب شخصية الراوي على حابس حسين.
ويشارك في العروض المسرحية للمهرجان الذي يستمر 11 يوما؛ من العراق مسرحية “الوطن/Home” إخراج غانم حميد، ومن سورية “المناديل” إخراج بسام حميدي، ومن تونس “الروية” إخراج حمادي الوهايبي، من الإمارات “ليلة مقتل العنكبوت” إخراج إلهام غلوم، ومن الأردن مسرحيات “صناديق” إخراج عصمت فاروق، و”الروح الأبدية” إخراج كرم الزواهرة، و”وستغسل يا نهر الأردن” إخراج حكيم حرب و”حدث في الجنة” إخراج زيد خليل مصطفى، و”مدرقة” إخراج عمر الضمور.
كما يشتمل المهرجان على ندوات تعقيبية على العروض وندوة فكرية بعنوان “مسرح ما بعد الدراما” يشارك فيها الدكتور عبدالمجيد أهري، والدكتور عبدالواحد بن ياسر من المغرب، والدكتور فاضل الجاف والدكتور ياسر البراك من العراق، والدكتور فيصل القحطاني من الكويت والدكتور عدنان مشاقبة من الأردن، إضافة إلى ورشتين فنيتين؛ و”تحريك الدمى” يقدمها الدكتور كريم دكروب من لبنان، و”تقنيات الإخراج وإدارة الممثل” يقدمها المخرج هشام شكيب من المغرب.
كما يستضيف المهرجان 31 ضيفا من الأكاديميين والنقاد والفنانين المسرحيين والإعلاميين العرب من دول الإمارات العربية المتحدة والسعودية وفلسطين والكويت والعراق ولبنان والمغرب ومصر وسورية وعمان والبحرين والسودان.
معتصم الرقاد/ الغد
التعليقات مغلقة.