الانتخابات المحلية الفلسطينية تنطلق بمرحلتها الاولى بدون غزة والقدس
انطلقت أمس الانتخابات المحلية الفلسطينية، التي تجري لأول مرّة بصورة مُكتملة منذ أربع سنوات في الضفة الغربية، وذلك بدون مشاركة قطاع غزة، الذي لم يخضّها منذ أربعة عشر عاماً، بينما ظلت مدينة القدس المحتلة بعيدة عن المعركة الانتخابية.
وجرت العملية الانتخابية، في مرحلتها الأولى، بحضور أكثر من 1600 مراقب محلي ودولي، على أن تعقد المرحلة الثانية في 26 آذار (مارس) القادم، فيما من المقرر إعلان النتائج اليوم الأحد، مع امكانية للطعن من الأعضاء أو من أي شخص آخر، على مدار 5 أيام، إذ تُحال الطعون إلى محكمة قضايا الانتخابات للنظر فيها، وبعد ذلك تصبح النتائج نهائية.
وأكدت حركة “حماس” رفضها المشاركة في الانتخابات المحلية، بسبب ما اعتبرته “تعطيل” السلطة الفلسطينية لمسار الانتخابات الشاملة، بسبب قرارها إجراء انتخابات مجزأة (محلية، تشريعية، رئاسية).
ووصفت الحركة، إعلان السلطة عن انتخابات قروية مجزأة، بأنه “استخفاف بالحالة الوطنية والشعبية، وحرف للمسار الوطني العام”، مشددًا على أنها “لن تكون جزءًا” من ذلك.
كما جددت حركة الجهاد الإسلامي رفضها المشاركة في الانتخابات “دون التوافق على برنامج سياسي واضح ومحدد، يستند إلى مواجهة الاحتلال، ووقف تغوله على الشعب والأرض والمقدسات الفلسطينية”.
بينما نوهت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، في وقت سابق، إلى أن مدينة القدس المحتلة غير مشمولة بالانتخابات المحلية، وهو نفس الأمر الذي جرى في الانتخابات البلدية السابقة 2004-2005 و2012 و2017.
وبررت اللجنة ذلك إلى كونها تخضع مباشرة لسلطة بلدية الاحتلال أو ما تسمى بلدية “القدس الموحدة”، ونظرا لعدم وجود مجلس بلدي داخل المدينة تابع للسلطة الوطنية الفلسطينية يقدم خدمات للسكان.
وقد بدأت عملية الاقتراع في المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية، في 154 هيئة محلية في جميع محافظات الضفة الغربية، حيث فتحت مراكز الاقتراع أبوابها وبدأت استقبال الناخبين باكراً، حسبما أعلن رئيس لجنة الانتخابات المركزية، حنا ناصر.
وقال ناصر، في تصريحات أدلى بها أمس، إن “الانتخابات تجري في مرحلة جديدة، إذ يشوبها مشاكل كون غزة لن تشارك بسبب رفض “حماس”، بالرغم من أهمية مشاركتها حتى تكون الانتخابات المحلية مكتملة، وتمهد لإجراء انتخابات عامة في المستقبل.
وقد بلغت نسبة الاقتراع في “المرحلة الأولى” من الانتخابات 30%، ووصل عدد المقترعين في مختلف محافظات الضفة الغربية إلى 122,090 من مجمل أصحاب حق الاقتراع البالغ عددهم 405,687 ناخب وناخبة يحق لهم التصويت.
وأوضح ناصر أن العملية انطلقت بسلاسة ودون صعوبات، مبيناً أن عدد أصحاب حق الاقتراع في هذه المرحلة يبلغ 405,687 ناخب وناخبة مسجلين في 222 مركز اقتراع، تحتوي على 717 صندوق اقتراع، فيما يزيد عدد الطواقم العاملين في هذه المراكز على 4000 موظف وموظفة.
وبيّن أن 573 قائمة انتخابية ترشحت للمرحلة الأولى من الانتخابات المحلية تضم كلها 4,480 مرشحاً، 26 في المئة منهم من النساء، يتنافسون على 1,514 مقعداً.
وأكد وضع كافة الترتيبات اللازمة لتسهيل وصول الناخبين إلى مراكز ومحطات الاقتراع للإدلاء بأصواتهم بسهولة ويسر، مشيراً إلى اعتماد بروتوكول صحي وقائي يضمن حماية كافة شركاء العملية الانتخابية من فيروس كورونا.
وبالإضافة إلى 154 هيئة محلية سيجري فيها الاقتراع، هناك 162 هيئة محلية أخرى ترشحت فيها قائمة واحدة مكتملة سيعلن فوزها بالتزكية مع النتائج النهائية، بالإضافة إلى 60 هيئة محلية لم تترشح فيها أي قائمة مكتملة، ويترك قرار البت بشأنها لمجلس الوزراء.
وأكد ناصر أن اللجنة عملت كثيرا مع الجمعيات النسوية، إذ 26% من المرشحين هم من النساء، معرباً عن أمله في زيادة النسبة مستقبلاً لتصبح 30%، حتى تأخذ حقها أكثر. ويُشار إلى أنه أجريت آخر انتخابات محلية في 13 أيار (مايو) عام 2017 وتلتها تكميلية في تموز (يوليو) من ذات العام في الضفة الغربية بدون قطاع غزة، فيما قرر مجلس الوزراء الفلسطيني، في العام 2018، إجراء انتخابات الإعادة في 20 هيئة محلية، شاركت فيها 5 هيئات فقط، وجرى الاقتراع يوم 22 أيلول (سبتمبر) 2018.
وفي 6 أيار (مايو) 2019، قرر مجلس الوزراء الفلسطيني إجراء الانتخابات المحلية الإعادة في 14 هيئة محلية على أن يكون يوم الاقتراع 13 تموز (يوليو) 2019، فيما أصدر في بداية أيلول (سبتمبر) 2021، قراراً ينص على إجراء انتخابات مجالس الهيئات المحلية على مرحلتين، على أن تعقد المرحلة الأولى في 11 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، والثانية في 26 آذار (مارس) 2022.
نادية سعد الدين/ الغد
التعليقات مغلقة.