مناطق بالكرك بلا “صرف صحي”.. والصهاريج تفاقم معاناة الأهالي
الكرك – تساءل مواطنون في بعض مناطق وبلدات محافظة الكرك، حول غياب شبكة تصريف صحي في مناطقهم، مع أنهم يعيشون في القرن الحادي والعشرين، وليس في العصور الوسطى، على حد تعبير بعضهم.
وأشار بعضهم، إلى أن غياب مثل هذه الشبكة، لا يشكل فقط مشكلة صحية في المحافظة، أو كارثة بيئية لها، بل انه يحمل أهاليها أكلافا عالية للتخلص من مياه النضح والمياه العادمة، عبر صهاريج تقوم بنقلها إلى المناطق المخصصة لذلك.
وقال مواطنون في تلك المناطق إنهم قدموا طلبات وشكاوى حول غياب شبكة صرف عن مناطقهم، وشرحوا للجهات المعنية ما يكابدونه من معاناة وأكلاف، لكن الاستجابة لمطالبهم ما تزال غائبة أيضا، وتجعلنا كأننا نعيش في العصور البدائية والقرون الوسطى.
ولفتوا إلى أن غياب شبكات صرف صحي، يدفعهم لاستخدام صهاريج نضح، للتخلص من المياه العادمة ومحتويات الحفر الامتصاصية، ما يفاقم أعباءهم المادية، جراء الأجور المرتفعة لتلك الصهاريج، والتي تتفاقم مع كل ارتفاع على أسعار المشتقات النفطية في المملكة.
وتضم شبكة الصرف الصحي الموجودة حاليا في المحافظة، مناطق، بينها: مدينة الكرك وبعض ضواحيها بحيث تتبع لمحطة الكرك، وبلدات المزار الجنوبية ومؤتة والعدنانية ومرود ومدين، وتتبع لمحطة مرود، في حين تعاني بقية بلدات المحافظة ويشكل قاطنوها أكثر من 85 % من تعداد المحافظة.
ويؤكد أهال، بان كلفة نقل حمولة مياه عادمة عبر صهريج نضح، تراوح بين 30 و50 دينارا، وهو مبلغ كبير بالنسبة لغالبية الأسر في المحافظة شهريا، وترتفع كلما كانت المسافة بين محطة تفريغ المياه العادمة والبلدة التي يجري نقل الحمولة منها.
وأشاروا إلى أن بعض المناطق، يتكبد فيها المواطن دفع أكثر من 50 دينارا، أجرة لحمولة الصهريج ونقلها لمرة واحدة، لافتين إلى أن هذا المبلغ الشهري، يقتطع من دخول تلك الأسر التي تعاني من تدني دخلها الشهري.
ومنذ سنوات عديدة، يطالب أهال في ضواحي الكرك الجديدة، والعديد من البلدات التابعة للبلدية، بشمول مناطقهم بشبكة الصرف الصحي، أسوة ببقية مناطق المدينة، بالإضافة إلى الأهالي في مناطق الأغوار الجنوبية ولواءي القصر وفقوع التي تشكو تردي بنيتها التحتية، بسبب كثرة الحفر الامتصاصية التي تتسبب بتصدع المنازل، كما هو الحال في الأغوار الجنوبية، بحيث توجد أكثر من 15 ألف حفرة امتصاصية في التربة الرملية للمنازل.
وقال علي الحمايدة من سكان لواء القصر، إن المواطنين ارهقوا بسبب الكلفة العالية لعمليات نضح الحفر الامتصاصية الدائمة الشهرية، وبأسعار مرتفعة ليست في مقدور المواطنين، مشيرا إلى ان هناك اسرا تدفع شهريا أكثر من 60 دينارا، أجرة لنقل حمولة صهريج نضح مرتين، تقتطعه من قوتها واحتياجات أفرادها.
وتساءل الحمايدة، إنه برغم أننا في القرن الحادي والعشرين، وان العالم يتغير للأحسن، لكن هناك مناطق في المحافظة تغيب عنها شبكة الصرف الصحي، وهذا بذاته جريمة حقيقية، خصوصا وان المواطنين يدفعون قيمة بدل صرف صحي للبلديات، دون وجود له، لافتا الى ان هناك ضرورة ملحة، لان تنفذ الأجهزة الرسمية وعودها، بانشاء شبكة للصرف الصحي، حرصا على سلامة المواطنين.
وبين أن المنطقة التي أصبحت تضم أعدادا كبيرة من المواطنين، خصوصا من قاطني العمارات السكنية التي تضم مئات الشقق، والتي تحتاج كل يومين الى عملية نضح لحفرتها الامتصاصية، وهو أمر مزعج على نحو كبير للسكان والمجاورين، مؤكدا ان الأهالي باتوا يعانون بشكل دائم من الرائحة الكريهة التي تنبعث من الحفر الامتصاصية.
وطالب الجهات المعنية في سلطة المياه بالمحافظة، بتوفير شبكة صرف صحي للمنطقة، مؤكدا أن قاطنيها قدموا العديد من مذكرات المطالبة بهذه الشبكة، ولكن دون جدوى.
وقال احمد العمرو، من سكان ضاحية المرج، والتي يفتقر جزء كبير منها لشبكة صرف صحي، إن القاطنين في الضاحية، يعانون من هذه المشكلة، وخصوصا قاطني الاسكانات الذين تتضاعف حاجتهم المستمرة لنضح الحفر الامتصاصية لعماراتهم عبر صهاريج نضح، لافتا إلى أن كل شقة سكنية تدفع شهريا ما يصل الى 40 دينارا، لتغطية خدمة صهاريج النضح، وهو أمر مبالغ به، ويفاقم الأعباء المالية على المواطنين المرهقين أصلا.
وأوضح محمد الترك من سكان لواء المزار الجنوبي، ان مطالبات عديدة قام بها أهالي البلدة لشمول بلدتهم بالصرف الصحي دون جدوى، من أجل التخلص من صهاريج النضح التي تحملهم أعباء مالية، ليس في مقدورهم الاستمرار فيها بسبب ظروفهم المالية الصعبة.
مدير إدارة سلطة المياه بالكرك المهندس سامر المعايطة، قال إن السلطة في طور تنفيذ شبكة صرف صحي، ضمن محطة تنقية الكرك، بعد توسعتها، ولتشمل مناطق جديدة في مدينة الكرك، لم تكن مشمولة سابقا، وهي: الثنية والصبحيات والمنشية وبعض مناطق المرج.
وبين انه واثناء الفترة المقبلة، فإن البلدية ستطرح عطاء للتنفيذ، بعد إجراء عطاءات الدراسات والتصاميم وغيرها من الأمور الفنية الاخرى، لتنفيذ شبكة صرف صحي لمناطق وضواحي الكرك الجديدة، والتي تضم المناطق التي توسعت حديثا، مشيرا إلى أن كلفة تنفيذ هذه الشبكة ستصل الى نحو 20 مليون دينار.
هشال العضايلة/ الغد
التعليقات مغلقة.