الغور الشمالي: ترقب مهرجان البرتقال لإبعاد شبح الكساد

=

الغور الشمالي – ينتظر عشرات مزارعي الحمضيات في وادي الأردن، عقد مهرجان البرتقال السنوي، الذي يقام عادة في مثل هذا الوقت من العام في لواء الغور الشمالي، لتسويق منتجاتهم من الحمضيات، وتحقيق فرص اخرى لتسويق منتجات زراعية ينتجونها الى جانب الحمضيات.
وأكدوا في أحاديث لهم، ان تداعيات جائحة كورونا، تسببت العام الماضي بعدم افتتاح هذا المهرجان، ما تسبب بحالة كساد لمنتجاتهم من ثمار الحمضيات، وبالتالي حرم هذا الكساد أسرا كثيرة، من تسويق منتجاتها التي تصنعها من البرتقال والحمضيات الأخرى.
وأكد بعضهم، ان إقامة المهرجان سيعمل على تسويق منتجاتهم بخاصة المزارعين الصغار منهم، وسيمكنهم من عرضها وبيعها بشكل مباشر او بيع المنتجات الانتاجية التي تكون الحمضيات مادتها الرئيسة، كالمربى والحلويات والاشتال، ليتمكنوا من تصريفها.
كما لفتوا الى ان انعقاد المهرجان، يمكن الجمعيات الانتاجية من التواصل مع أصحاب المولات والمطاعم، في محاولة منها لتصريف كميات من الحمضيات والعصائر الطبيعية والمربيات التي تنتج محليا.
وأكد المزارع محمد التلاوي، ان تلك المهرجانات تسهم بحل العديد من المشاكل الزراعية، وهي وسيلة تواصل مباشرة من المزارع الى المستهلك دون اي وسيط، كما انه من الممكن ان يبيع المزارع اكبر قدر من الحمضيات، بالإضافة الى انه سيتمكن من الحصول على النصح والارشاد الزراعي من قسم الارشاد الزراعي، كونه شريكا في المهرجان.
وأكد المزارع محمد خالد، أن غياب مهرجان البرتقال العام الماضي كان بسبب الجائحة والوضع الوبائي، وهذا بدوره لم يمكن العديد من مزارعي الحمضيات من تسويق منتجاتهم بالطريقة المثلى، بل اعتمد أغلب المزارعين على التوريد الى السوق المركزي، مؤكدين ان أسعار الحمضيات، لم تكن بالمستوى المطلوب، وان جزءا منها بيع بخسارة كبيرة، بسبب الكميات الكبيرة المنتجة، والتي تعرض جزء منها للتلف، بسبب الإغلاقات وعدم حصول المزارعين على تصاريح تمكنهم من العمل وخصوصا صغار المزارعين.
وطالب بتنظيم المهرجان وفق البرتوكول الصحي، وفي نطاق الشروط الوقائية لإنجاحه، مشيرا الى أن المهرجان سيعمل على تنشيط المنطقة سياحيا واقتصاديا.
كما أكد على أن اقامة المهرجان، سيعمل على تسويق منتجاتهم الزراعية بمختلف أنواعها، لا سيما وان المهرجان فرصة لعرض منتجاتهم من أصناف الحمضيات والعصائر الطبيعية والمربى بأنواعه.
وأكدت فاتن العباسي، ان اقامة المهرجان في كل عام، تحقق لمزارعي الحمضيات فرصا تسويقية جيدة، وتعزز من تمكينهم الحصول على ارباح معقولة، الى جانب انه يحقق فرص عمل جديدة لأبناء وبنات اللواء ممن يقيمون عروضا لمنتجاتهم على جانب المهرجان وبيعها.
ويشارك في المهرجان عادة، كثير من المزارعين ورؤساء الجمعيات والناشطات في العمل التطوعي والشبابي، لما تحققه لهم من مردود مادي ومعنوي يسهم بحل مشاكلهم التسويقية.
وتعتمد عشرات النساء في المناطق المهمشة على منتجات مواسم معينة، تدر الدخل عليهن، كموسم الحمضيات الذي يوفر فرص عمل لبيع الثمار والمربيات والعصائر المنتجة يدويا، ما يساعدهن على تأمين مستلزمات وحاجات أفراد أسرهن، في وقت تزداد فيه الحياة صعوبة بمتطلباتها المتعددة، وهو الأمر الذي أصبح شبه مستحيل، في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
وأشارت نجاح البواطي الى ان فصل الشتاء، يشكل عبئا ثقيلا على فقراء اللواء جراء حجم متطلباته الكبيرة، بينما تعيش الأسر في تخبط واضح، جراء إلغاء المهرجان العام الماضي، والذي كان يدر عليهن الدخل، خصوصا لمن يعتمد على الانتاج المنزلي والبيع بشكل مباشر، للمنتجات من الخضراوات والمشغولات اليدوية.
ويقول المزارع علي الرياحنة، إن المزارعين ينتظرون المهرجان باعتباره فرصة حقيقية للتواصل مع زبائنهم، ووزارة الزراعة وسلطة وادي الأردن، بخاصة بعد ما بدأت تشهده الزراعة من مشاكل تسويقية.
ويأمل الرياحنة أن تكون إعادة المهرجان، منضبطة مع المعايير الصحية والتباعد الجسدي والبروتوكول الصحي، وفي نطاق خطوات مدروسة لتعويض خسارته التي مني بها في مواسم ماضية، نتيجة العديد من الظروف، مثل الكوارث الطبيعية ومشاكل التسويق وانخفاض الأسعار، مقابل ارتفاع كلف الإنتاج الزراعي بشكل عام.
يشار الى ان مهرجان البرتقال يشكل فرصة للتعريف والتسويق بمنتجات الحمضيات المحلية، والتي يشتهر بها اللواء في اطار دعم السياحة الزراعية كمنتج يضاف للمنتج السياحي بشكل عام، بخاصة وان الإنتاج الزراعي في الوادي، يتمتع بشهرة واسعة محليا وعالميا.
وكان مهرجان البرتقال يتضمن خلال إقامته، العديد من الفعاليات، مثل عرض منتجات البرتقال ومختلف أصناف الحمضيات واشتالها التي تشتهر بها منطقة الأغوار الشمالية، بالإضافة الى مستلزمات تحسين الإنتاج، ومساعدة المزارعين على تسويق منتجاتهم من الحمضيات وتعريف الزوار بأصنافها.
رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام، قال ان الوزارة بصدد عمل وتنظيم مهرجان البرتقال في المنطقة الشهر المقبل، مع الالتزام بالبروتوكول الصحي.
يذكر أن مساحة الأراضي القابلة للزراعة في وادي الأردن تصل إلى 330 ألف دونم، مستغل منها فعليا 270 ألف دونم فقط، موزعة على الشونة الجنوبية 83 ألف دونم بما فيها المساحة المستغلة لزراعة الموز، ودير علا 83 ألف دونم، وتعتبر أعلى نسبة، بينما في الشونة الشمالية 100 ألف دونم، بحسب إحصاءات مديرية زراعة وادي الأردن، بينما تشكل نسبة زراعة الحمضيات في اللواء حوالي 90 % من مجمل العمل الزراعي.

علا عبداللطيف/ الغد