البلقاء: حراك انتخابي محدود على الأرض وواسع في مواقع التواصل
البلقاء – باتت مواقع التواصل الاجتماعي البيئة الأكثر نشاطا لمرشحي الانتخابات البلدية المقرر إجراؤها في آذار (مارس) العام المقبل، وذلك على حساب التحركات على أرض الواقع، لا سيما في الظرف الوبائي الذي تعيشه المملكة جراء جائحة كورونا.
وبصرف النظر عن تداعيات الجائحة، تشكل مواقع التواصل الاجتماعي للمرشحين منصة مهمة للوصول إلى الناخبين وطرح برامجهم وأفكارهم لهم، سواء من خلال حساباتهم الشخصية، أو الصفحات والمجموعات الخاصة بالمناطق التي يخوض المرشحون المنافسة على بلدياتها.
لكن ذلك، لم يمنع من عقد اجتماعات عشائرية في مناطق عدة بالمحافظة للخروج بإجماعات على مرشحين، بالإضافة إلى اجتماعات تستهدف سكان المناطق بعيدا عن الربط العشائري، وذلك في سياق التسابق المبكر على كسب التأييد والدعم.
في السلط، تطرق رئيس بلدية سابق في حديثه لـ”الغد”، لانتقادات تسود في المدينة إثر تقليص عدد أعضاء مجلس بلدية السلط الكبرى، وهي بلدية من الفئة الأولى، إلى 16 عضوا بمن فيهم الرئيس، بعد أن كان العدد في المجلس السابق 19 عضوا، مشيرا بهذا الخصوص إلى أن مجلس بلدية عين الباشا المصنفة “فئة ثانية” تم تخصيص 20 مقعدا للأعضاء بمن فيهم الرئيس.
كما تحدث عما سماها “انتقادات نسوية” بعد تقليص عدد مقاعد الكوتا النسائية من 5 في المجلس السابق إلى 3 في المجلس المقبل، لافتا إلى أن المجلس السابق ضم 8 سيدات بينهن اثنتان فازتا في مناطقهن بالتنافس كرئيسات مجالس في مناطق عيرا ويرقا، وسيدة في السلط فازت بالتنافس أيضا، بينما في لواء عين الباشا تم تخصيص 4 مقاعد للكوتا النسائية.
وبشأن المرشحين لرئاسة بلدية السلط الكبرى حتى اليوم، فقد بلغ عددهم 6، بينما يخوض 5 مرشحين المنافسة على رئاسة بلدية عين الباشا، بينهم 4 يترشحون للرئاسة لأول مرة.
وبحسب ما ذكر الناشط الشبابي، منذر الفاعوري، لـ”الغد”، فإن لواء عين الباشا يقسم إلى ست مناطق، وتعتبر منطقة عين الباشا هي الأكبر مساحة والأكثر في عدد الأصوات، مشيرا إلى ترشح 9 سيدات يتنافسن على مقاعد الكوتا النسائية البالغ عددها 4.
وتحدث الفاعوري، عن “منافسة انتخابية ساخنة يشهدها اللواء هذه المرة” بسبب صعود أسماء عدة إلى الواجهة وجميعها تعكس امتدادات عشائرية، الأمر الذي يخلط الأوراق ويُصعّب التكهن بهوية الفائز.
ووفق الفاعوري، ثمة صعود في الحراك الشبابي داخل اللواء مؤخرا، ما أدى إلى إجماع شبابي على ترشيح أحد الناشطين المعروفين في اللواء، سعيا لضخ دماء شابة في العمل البلدي وإعطاء الفرصة لجيل جديد يأخذ دوره وفرصته بشكل حقيقي.
في لواء ماحص والفحيص، يبدو المشهد أكثر فتورا، مع محدودية الحراك الانتخابي على الأرض، وظهوره أكثر عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وحتى اليوم، أعلن 3 مرشحين خوضهم المنافسة على رئاسة بلدية الفحيص، بينهم اثنان سبق أن فازا بالرئاسة، فيما فاز الثالث بعضوية أحد المجالس السابقة، بينما تقتصر المنافسة على رئاسة بلدية ماحص على مرشحين اثنين فقط.
وكما في غالبية مناطق محافظة البلقاء، تأخذ المنافسة في الانتخابات بلواء ماحص والفحيص طابعا عشائريا، وفق ما يؤكد لـ”الغد” رئيس بلدية سابق، مشيرا إلى أن الحراك الانتخابي يأخذ زخما أقوى مع بدء الترشح رسميا في 7 و8 و9 شباط (فبراير) المقبل.
وقال إن تداعيات جائحة كورونا، تؤثر في قوة الحراك الانتخابي وعقد الاجتماعات والقيام بالزيارات، إذ يلجأ المرشحون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف ببرامجهم وطروحاتهم الانتخابية، مشيرا إلى أن التحركات على أرض الواقع ستزداد مع قرب موعد الاقتراع. وأجمع من تحدثت إليهم “الغد” آنفا، على أن المرشحين عادة ما يركزون في نشاطهم الانتخابي على الملفات والقضايا التي يشعرون أنها هي الشغل الشاغل للناخبين عموما، فضلا عن طرح قضايا تتعلق بمناطق أو أحياء معينة لاستقطاب ناخبيها.
وأكدوا أن المنافسة لا تخلو مما سموها “حرب إشاعات” يطلقها مرشحون ضد آخرين سعيا للإطاحة بهم أمام الناخبين، مشيرين إلى منصات التواصل الاجتماعي باتت بهذا الخصوص مسرحا لأصحاب الإشاعات أو تشويه الحقائق.
حول ذلك، يقول المختص في الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، براء عادل، لـ”الغد”، إن تلك المواقع بمثابة كنز ثمين للمرشحين لخوض أي انتخابات، كونها تمكن المرشح من الوصول إلى القواعد الانتخابية بكل سهولة ويسر.
ووصف من لا يستغل تلك المواقع من المرشحين بأنه “خارج الزمن”، معتبرا أنه بذلك يضيع على نفسه أدوات قد تسهم إلى حد كبير في تعزيز فرص نجاحه وحصوله على عدد أكبر من الأصوات.
ورغم تلك الميزات، إلا أن عادل يؤكد أن مواقع التواصل تساهم بالفعل في انتشار الإشاعات وهو ما قد يستغله مرشحون ضد آخرين، وذلك من خلال مستخدمين محسوبين عليهم أو من خلال حسابات تحمل أسماءً وهمية.
محمد سمور/ الغد
التعليقات مغلقة.