رداً على إسميك: هناك (6) أخطاء أرتكبها اليهود مع العرب
الدكتور رشيد عبّاس
بقلم / الدكتور: رشيد عبّاس
تحدث حسن إسميك رجل الأعمال الأردني، والمقيم في الإمارات عن 6 أخطاء أرتكبها العرب مع اليهود كانت قاتلة على حد قوله, وإليكم (الاقتباس): الخطأ الأول كان يتمثل في عدم قبول الشعب اليهودي كمكون قديم في الشرق الأوسط، مستدركا أن وضع الأقليات اليهودية المنتشرة في جميع الدول العربية قد بدأ في القرن التاسع عشر في التدهور ولو استمر إخوانهم العرب في احتضانهم كأنداد، لما هاجروا من المنطقة بشكل جماعي، ولما شعروا بالحاجة إلى إقامة دولة مستقلة لهم, أما الخطأ الثاني فقد كان في اختيار التحالفات الخاطئة لخدمة القضية الفلسطينية, كالتحالف مع النازية والفاشية والاعتماد على السوفييت والزعماء العرب الذين لا تمثل القضية الفلسطينية بالنسبة لهم سوى أداة لتحقيق أهدافهم الخاصة، واختار القادة الفلسطينيون دائما الحلفاء الأكثر ضررا لقضيتهم.
الخطأ الثالث كان في نموذج ياسر عرفات، الذي أرسى مبدأ المقاومة العنيفة الذي تتبعه المنظمات المسلحة غير الحكومية اليوم, وأن هذا الخطاب المبالغ فيه، ينقل صورة مشوهة للعالم مفادها أن العرب لا يحزنون حقا كما يفعل الإسرائيليون والغربيون، وأن أرواح الفلسطينيين لا قيمة لها, في حين أن الخطأ الرابع قد تمثل في أن الشعب الفلسطيني يعاني من قرارات قادته وحلفائه أكثر مما يعاني من أفعال إسرائيل, وأن الخطأ الخامس كان في النظر إلى الصراع مع إسرائيل على أنه حرب الكل أو لا شيء حتى الموت, وإن الفلسطينيين وضعوا أنفسهم على أنهم حجر عثرة أمام السلام، من خلال رفض التسويات القادرة على إنهاء الصراع، مع الفشل في تقديم البدائل، وبالتالي تحقيق مصالح إسرائيل على حسابهم, وهذا يسمح لإسرائيل بتصوير الفلسطينيين على أنهم أشرار لا يرضون وأنفسهم على أنهم شجعان مستضعفون, وربما كانت أكبر فرصة ضائعة هي رفض قرار الأمم المتحدة رقم 181، الذي قسم فلسطين إلى دولتين، عربية ويهودية، مع تدويل القدس ككيان منفصل,
وأخيرا الخطأ السادس ويتمثل في استغلال القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية، حيث أن بعض القادة السياسيين العرب في المنطقة وحتى بعض الحكومات يستخدمون الصراع العربي الإسرائيلي كستار دخان لإخفاء أوجه القصور والفشل والأجندة الخفية, (أنتهى الاقتباس).
هذا بالضبط ما جاء على لسان حسن إسميك رجل الأعمال الأردني، والمقيم في الإمارات عن 6 أخطاء أرتكبها العرب مع اليهود على حد قوله, لكن وفي المقابل أقول أن الأمر كان على عكس ذلك بالضبط, فهناك (6) أخطاء أرتكبها اليهود مع العرب, أوجزها لكم على النحو الاتي:
الخطأ الاول امتلاك اليهود في فلسطين المحتلة للسلاح النووي في وقت مبكر, وهذا من شأنه تهديد السلم الدولي في المنطقة, والتلويح باستخدام هذا السلاح في أي وقت يشاؤون, اما الخطأ الثاني فقد كان في اهداف الحروب التوسعية التي شنها اليهود في منطقتنا العربية, حيث كان الهدف الاول منها هو ابتلاع ما يمكن ابتلاعه من الأراضي العربية, في حين أن الخطأ الثالث فقد تمثل في العمل على سياسة تقسيم النضال الفلسطيني إلى فصيلين متنافرين (فصيل فتح, فصيل حماس) وذلك بالتعامل مع قوى عظمى والعمل على تسهيل مساعدة كل فصيل من قبل بعض الدول العربية وغيرها من الدول وذلك لترسيخ مبدأ التباعد النضالي المشترك بين الفصيلين, ثم الخطأ الرابع والاخطر ربما دينياً والمتمثل في اعتبار القدس الشريف عاصمة أبدية لليهود في فلسطين المحتلة, الامر الذي رسخ انقسامات عربية شواهدها ماثلة امام الجميع إلى يومنا هذا, اما الخطأ الخامس وقبل الاخير فقد تبلور في تصفية معظم القيادات الفلسطينية سواء كانت هذه القيادات تتبع لحركة فتح أم لحركة حماس, والعمل على تهديد من يرفع راسه من هذه القيادات الفلسطينية, وأخيرا فان الهدف السادس يقضي بسياسة تهجير اليهود من جميع أنحاء العالم إلى ارض فلسطين المحتلة, والعمل على بناء المستوطنات في معظم مناطق فلسطين والعمل على سياسة تكثيف تهجير الفلسطينيين منها وبأساليب معروفة للجميع.
وبعد..
هذه الاخطاء.. الأخطاء التي أرتكبها اليهود مع العرب والتي كانت على مدار (75) عاماً تقرياً, ويبقى السؤال هنا يتعلق بكيف يمكن لنا التعامل مع مثل هذه الاخطاء, هل يكون ذلك بالحرب أم بالسلم, اعتقد جازماً أن الإجابة تقضي بان العرب بما فيهم الفلسطينيين غير متفقين عليها, أو بالأحرى منقسمين حولها.