رفقا بالرجل الذي..// الأستاذ الدكتور حسين البطاينة
– الرجل الذي أوصي بالرفق به هو الذي يضحي بجميع الأشياء التي بين يديه ليعطيها لمن حوله.
وهو الذي يضحي بشبابه، وصحته، ووقته، وماله من أجل دائرته الضيقة… في ثنايا عمله بشكل متواصل، وأحياناً لأوقات متأخرة، دون أي تذمر، أو شكوى.
وهو الذي يحاول بناء حياة عائلته ، ومستقبل أولاده من أجل اسعادهم ، ولو أدى به ذلك إلى الاشتغال بـعملين، أو أكثر، وغالبا على حساب صحته، وشبابه، وراحته.
وهو الذي يكافح، ويناضل بشكل دائم، ثم يتحمل عتاب بعض من حوله، ولربما توبيخ رئيسه في العمل.
وفوق ذلك كله، فاللوم كل اللوم، يقع على رأسه دائماً .
– إذا خرج للترفيه عن نفسه قليلاً، يتهم بأنه إنسان غير مسؤول، وإذا بقي في المنزل، فهو رجل كسول.
– إذا وبَّخ أبناءه إن أخطأوا فهو، قاس، وإذا لم يوبخهم فهو متساهل.
– إذا منع زوجته من العمل فهو متسلط، ليس بوفي ، وإذا تركها تعمل فهو مستغل، أناني.
– إذا أطاع أمه فهو خاضع ،
وإذا سمع كلام زوجته فهو محكوم.
ورغم ذلك.
وهو الإنسان الوحيد في العالم الذي يتمنى أن يصبح أولاده أفضل منه في كل شيء.
-و هو الذي يرضى عن أولاده ويدعو لهم بالخير وهو في قمة خيبة أمله منهم.
– و هو الذي يتحمل أبناءه صغاراً إذا داسوا على قدميه، ويتحملهم كباراً إذا داسوا على قلبه.
– و هو الذي يعطي أولاده أفضل ما يملك بل كل ما يملك، إن لم يستطع أن يُقدم لهم أفضل ما في العالم.
واذا كانت الام تحمل اطفالها تسعة شهور في أحشائها، فإن الاب يحمل ابناءه في عقله، وتفكيره العمر كله.
لسان حال الأمهات، والزوجات، والأخوات، والبنات…
قدروا،كل اب في حياتكم، حنانيكم بالرجال الرجال، ورفقا بالآباء الآباء فأنتم لن تقدروا، ولن تعلموا أبداً، كمَّ التضحيات التي يبذلونها من أجلكم.
فالوالد أوسط أبواب الجنة
حفظ الله البلاد والعباد.
التعليقات مغلقة.