لا نعلق أخطاءنا على شماعة كورونا
نسيم العنيزات
=
بعد اكثر من عامين على جائحة كورونا التي ضربت جميع مفاصل الحياة في العالم سواء الاقتصادية والاجتماعية حتى السياسية منها .
و استغلت الكثير من دول العالم هذا الحدث مستفيدة منه في تحقيق رغبات سياسية ، او اهداف اقتصادية بعد ان خاض العالم مخاضا عسيرا وارتباكا في التعامل مع الفيروس الذي بدأ في احدى الولايات الصينية التي سرعان ما سيطرت عليه وتم انحساره بعد اربعة شهور.
حالة من الفوضى والخوف سادت العالم خلال السنتين الماضيتين رافقها نوع من التضخيم والمبالغة والجهل احيانا في تقديم معلومات عن الفيروس او التعريف بخطورته.
نعم الفيروس موجود واوجعنا كثيرا بعد ان دخل بيوتنا وبين اسرنا وافقدنا أعزاء ، لكن علينا ان نتوقف عن التضخيم والمبالغة ونسير بحياتنا بشكل طبيعي ، وامر عادي ونتعامل معه كأي مرض عادي او فيروس اخر ونتعايش معه لكن بحذر واتباع جميع التعليمات الصحية ، فهناك بعض الامراض تحصد سنويا ارواحا وضحايا أضعاف ما سببه كورونا .
فالوضع النفسي والاجتماعي وحالة الخوف والقلق الذي يسببه الفيروس او الانشغال به اصبحت اكثر خطورة من الفيروس نفسه ، وهذا اصبح واضحا من السلوكات التي نراها ونشاهدها كل يوم اضافة الى حالة الاحتقان الشديدة التي اصبحت تعيش مع الاغلبية وتتحكم بتصرفاته ، ناهيك عن الاوضاع الاقتصادية والحياة المعيشية للناس بعد ان فقد الكثير منهم وظائفهم ومصدر رزقهم.
لذا فان الامور يجب ان تسير بشكل طبيعي دون العودة إلى الوراء او ان نعطل امورنا وربطها بكورونا ومتحوراته التي لن تنتهي وستبقى بيننا الى ان يشاء الله .
وان نلتفت الى امورنا اليومة ،وحياتنا المعيشية مستفيدين من التجارب السابقة وما شابها من اخطاء وفوضى وارتجاف وارتباك والنظر نحو حياة فضلى دون اخطاء او مغامرات فالناس لن تحتمل نكسات او خيبات جديدة لا سمح الله، لانه لم يعد لديها القدرة على ذلك ، بعد ان ضاقت صدورهم وزادت اوجاعهم وخيباتهم ، وان نتوقف عن تعليق اخطائنا على شماعة كورونا وربطها بقراراتنا .