ما الجديد لديكم ؟؟
نسيم العنيزات
سباق على تأسيس احزاب سياسية بعد الانتهاء من التعديلات الدستورية واقرارها ، وما سيتبعها من تعديلات على قانوني الانتخاب والاحزاب الذين يمهدان الطريق لتشكيل حكومات برلمانية تنطلق من قواعد وأسس حزبية .
هذا السباق الذي تقوده شخصيات سياسية وبرلمانية كانت في وقت من اوقات عمر الدولة تصول وتجول من خلال موقعها العام او حقائب بعضها الوزارية او مقعدها البرلماني .
وكان لبعضها موقف من الاحزاب السياسية ودورها انذاك ،لتطل علينا الان لقطف ثمار طموحات الأردنيين الذين ما زالوا ينتظرون ثمار صبرهم في حياة ديمقراطية جديدة ، يعبروا معها مئوية دولتهم الثانية بعد عناء وتضحيات.
لنسأل ما الجديد الان ولماذا هذا التزاحم والتفاخر بالاسماء والسرعة بالاعلان والتاسيس ؟
كما نسأل ايضا الا يكفي وجود ما يقارب الخمسين حزبا مرخصا على الساحة الأردنية يمارسون اعمالهم ونشاطهم الحزبي منذ سنوات؟ لا بل ان بعضها تجاوزت اعمارها الخمسين سنة ، لتطل علينا احزابا وليدة، لم تستقر في بطون امهاتها فترة الحمل الطبيعية ولا حتى السبعة شهور لتمكننا حتى من وضعها في الخداج لرعايتها ومراقبتها .
وهل هناك متسع في الساحة والشارع الحزبي لاي حزب جديد في ظل تزاحم حزبي اعاقت الحركة كثيرا في اوقات سابقة وبرامج متشابهة تركت في الرفوف دون مراجعة او تغيير ؟.
الا تشفع هذه السنوات من عمر بعض الاحزاب وما تحملته من تحديات ومعيقات في مسيرتها الحزبية ، ام ان انحياز بعضها للدولة لم يقنع بعض الشخصيات او السياسيين من منحهم فرصة لاستنشاق عطر تعديلات انتظروها طويلا ومرحلة قدم بعضها تضحيات عديدة .
هذا كله على الرغم من موقفنا من مسيرتها التي شابها الضعف وعدم التأثير او القدرة على احداث تغيير في المشهد الاردني بجميع محاوره وتفصيلاته ، التي سيطر على بعضها المصالح الشخصية والاستئثار بالزعامة ومقعد الرئاسة والصفوف الاولى على حساب العمل الحزبي الحقيقي .
الا انه ومن باب الانصاف فان بعضها بادر وكان لديه رؤية او على الاقل استجابة للنداء في مرحلة معينة ، خاصة بعد عودة الحياة الحزبية فأسس وسجل ورخص بغية انتظار هذه اللحظة، لنتفاجأ سويا بهبة حزبية جديدة تريد ان « تكون كما صورة « الولد في الشدة تقش كل شيء امامها « متسلحة او متفاخرة بأسماء او ما وصلوا اليه من مكانة ومناصب عامة مع تقديرنا لشخصوهم ومكانة بعضهم بين مجتمعهم .
لنسال مرة اخرى ما الجديد لديهم ليقدموه لنا، وما الذي دفعهم ليعودوا علينا الان بعد كل هذه السنوات ؟ حتى انهم لم ينتظروا او يمنحوا فرصة لغيرهم ، او على الاقل فرصة للناس لرؤية نشاطهم الحزبي و ما هو الجديد في ملفهم الحزبي بعد ان شاهدنا الاداء السياسي والبرلماني والاجتماعي للكثير منهم..