لن يقبل بكم الشارع !
نسيم العنيزات
ما زال السيناريو السياسي يكرر نفسه في كل الأوقات،
بغض النظر عن الاحداث والتطورات التي تطرأ على المشهد السياسي، لنرى دائما شخصيات تتصدر المشهد عند اي حدث او مستجد ، لكنها سرعان ما تختفي وتغادره فجأة نظرا لمصالحها ورغباتها .
فعند اي منعطف او تحد تمر فيه دولتنا نبحث عن هذه الشخصيات للاجابة عن تساؤلات تدور بالفكر او للدفاع عن موقف الدولة ، وازالة الشكوك لدى الناس فلا نجدها ، وكأنهم يستكثرون على الدولة انصافها ، والانحياز لمصالحها ، ليبقوا في منتصف الطريق يتراجعون عندما تسير الأمور بشكل عكسي ويتقدمون عندما تلوح لهم الفرصة للتنظير واطلاق التصريحات ، باعتبارهم المنقذين واصحاب المبادرات الكفيلة بالانقاذ وتجاوز المرحلة.
والغريب في الامر ما زالت بعض هذه الشخصيات تعتقد بانها وحدها القادرة على قيادة البلاد وادارة امورها، وبدونها «ستخرب مالطا» لدرجة ان هذه الفكرة تسيطر على احاديثهم وتصريحاتهم ولقاءاتهم الاجتماعية. لا بل ان البعض اخذ ينشط مؤخرا في إجراء حوارات ولقاءات شبابية وحزبية ومجتمعية لطرح افكاره ، وكأنه قادم لقيادة المرحلة ، او ان كرسي القيادة والادارة محجوز له ، او انه تلقى اشارات وضوءا اخضر بان القادم له وحده .
فالى متى تبقى علاقتنا بالدولة تقوم على المصلحة والمنفعة الشخصية وطموحاتنا الانية و المستقبلية ، ويكون قياسنا بمدى المنفعة القائم على أحادية القطبية، اي مقدار المكتسبات التي نحصل عليها ، دون اي عطاء او تضحية .
ليتناسى بعض القوم ، بانهم كانوا جزءا من المشهد ، وسببا في اوضاعنا بعد ان اغرتهم الكراسي وبريقها وحبهم في الجلوس عليها لاطول فترة زمنية ، ليتفاخروا بين بعضهم وفي صالوناتهم من مكث اطول مدة زمنية .
ينتقد البعض النهج ويطالب بتغييره وهو من رسخه وشيد بناءه وعزز دعائمه ، بعد ان نكث بوعوده وجر الدولة الى زاوية ضيقة دون خيارات تاركا الساحة دون انجاز ، ولا حتى طوق نجاة .
شخصيات متناقضة بعيدة عن الواقع ، او انها لا تراه الا بعيونها فقط ، وكأنها منفصلة عن المجتمع والناس بعد ان افقدوهم الثقة بكل ما يدور حولهم.
فاصبحت شخصية « الانا « مسيطرة على بعضهم ، وكأنهم لا يسمعون او لا يرغبون بسماع ما يقول عنهم الشارع وكيف ينظر لهم ، بعد ان اصبحوا مكشوفين له و يحملهم مسؤولية اوضاعنا .
وانهم لن يقبلوهم في اي موقع كان .