خيارات روسيا ضيقة
نسيم العنيزات
=
لا اعتقد انه باستطاعة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية ردع روسيا عن مهاجمة اوكراتيا عسكريا في ظل الحشود العسكرية الروسية الضخمة التي اقترب تعداد قواتها من ال 140 الف جندي يحاصرون اوكرانيا من اكثر من جهة مدعومة بقوية جوية من طائرات وصواريخ حديثة قادرة على انهاء المعركة باقل من ثلاثة ايام .
اما الدعم العسكري الامريكي والاوروبي لاوكرانيا بعد تشكيل جسر جوي لمدها باسلحة وعتاد عسكري متطور وجنود غير قادرة على منع الروس من خوض المعركة اذا ما ارادوها في منطقة هم الاخبر بطبيعة تضاريسها وطقسها البارد ، وقوات تحارب خارج أراضيها مع قوة غير متكافئة عددا وعتادا لانها في النهاية ستترك الاوكرانيين يحاربون وحدهم و بانفسهم واللجؤء الى حرب اقتصادية .
وما قضية هذه الامداد العسكري الا لايجاد قواعد عسكرية امريكية في المنطقة ومحاولة لتغيير الموقف الروسي وردعها وطمأنة حليفتها اوكرانيا التي اوجعت لها موطىء قدم في منطقة مهمة وكذلك الحصول على ضمانات وشروط لعدم الاقتحام الروسي .
فالولايات المتحدة وحلف الناتو يسعى لأخضاع روسيا من خلال بسط نفوذها في او اكرانيا ووضع قوات لها على حدودها لتكون في مرماها وذلك بعد ان اجتازتها روسيا واحتلت جزيرة القرم التي لم يستطع احدا فعل شيء انذاك .
فالقضية الان هي بسط نفوذ وقضية وجود ، بعيدا عن اي استعراض ، فروسيا تدرك أن المطلوب هو اخضاعها واضعافها بعد اتساع دورها ومزاحمة الامريكان في مناطق عدة خاصة الحيوية منها ، مما دفع الامريكان والاوربيين للبحث عن منطقة نفوذ بعد ضم اوكرانيا لحلفهم لحماية امدادات الغاز وتدفقه الى اوروبا .
محاولات امريكية تهدد الوجود الروسي وتسمح لهم العبث في اوضاعهم الداخلية اذا ما أرادوا،
ومن هنا فان الروس امام تحد غاية في الصعوبة واحتمالين لا ثالث لها اما خوض المعركة وتحمل تكلفة واعباء اقتصادية باهضة ، او ان تضع نفسها بين فكي الكماشة الأمريكية والاوروبية وهذا ايضا سيكلفها ثمنا باهضا وتكون كمن جلب «الدب الى كرمه «
وفي ظل التعنت الامريكي ورفضها تقديم ضمانات لروسيا بعدم بقاء اي قوات او قواعد لها في المنطقة وعدم انضمام اوكرانيا لخلف الناتو فلا خيار امام روسيا الا اجتياح اوكرانيا الذي قد يكون على مراحل لاجبار امريكا والدول الحليفة على تقديم ضمانات او اجراء تسويات مرضية للروس .