عجلون: سيول الأمطار تخلف حفرا تتلف المركبات

ما إن تتوقف الأمطار الغزيرة، وتشكل السيول في مناطق محافظة عجلون، حتى تتكشف الكثير من الحفر والتصدعات في الطرق، وتصبح وكأنها مصائد للمركبات، تتسبب بإتلاف أجزاء مهمة منها وضرورية لمسيرها، باعتبارها من شروط “المتانة والأمان” التي تضمن مسيرها على الطرق بسلام، كما تكبد أصحابها مبالغ طائلة لإصلاحها.
ويستهجن السائقون ترك هذه الحفر منتشرة على الطرق الداخلية التابعة للبلديات، والخارجية التابعة لوزارة الأشغال العامة، مؤكدين أن عملية إصلاحها وصيانتها لا تكلف كثيرا، ويفترض بأن تتم مباشرة بعد توقف الأمطار والسيول.
وقالوا إنه وبرغم عمليات الصيانة التي تسبق فصل الشتاء للطرق وقنوات تصريف الأمطار ومجاري السيول، لكن هذه المشكلة تبقى قائمة.
وعزوا ذلك إلى عدم كفاية تلك القنوات، وان كثيرا من عمليات تعبيد الطرق، لا تتم بالشكل السليم وبالمواصفات المطلوبة، ما يستدعي إعادة إنشائها بالكامل في بعص المناطق، سيما شديدة الانحدار.
ويقول أحمد الخطاطبة، إنه ما إن تبدأ الأمطار الغزيرة في محافظة عجلون بالهطل، حتى تتكشف معها حاجة الكثير من الطرق الداخلية والرئيسة، لتحديث قنوات تصريف مياه الأمطار، لتكون أكثر فاعلية، والحاجة إلى صيانة المتوافرة طيلة الشتاء لمنع ارتفاع منسوب المياه على الطرق، وتسببها بانجراف الطرق وهبوطها وتشكل الحفر في كل مكان.
وأكد أن افتقار أغلب الطرق لشبكة من القنوات “المثالية” لتصريف مياه الأمطار، يتسبب بتلف تلك الطرق سريعا، برغم تعبيدها مرات عدة، ويؤدي إلى تشكل الحفر التي تتسبب بإتلاف المركبات، إلى حد أنه لا يبقيها صالحة للمسير على الطرق بشكل آمن، بل ويكبد أصحابها مبالغ طائلة لإصلاحها واستبدال القطع التالفة.
ويوضح عاكف عنانزة، أن إقامة هذه الشبكة تحتاج لتوفير الدعم الكافي من المخصصات، بحيث تكون وفق أعلى المواصفات المبنية على دراسات فنية وهندسية، مؤكدا أن كثيرا من الطرق في لواء كفرنجة لحقتها أضرار كبيرة، وأصبحت بحاجة للصيانة وإلى انجاز شبكة قنوات عالية الفاعلية، لحماية تلك الطرق من التعرض للانجراف، برغم تعبيدها مرات عدة، عازيا السبب لغياب قنوات جيدة وكافية لتصريف مياه الأمطار.
ويؤكد صاحب ورش الميكانيك، طالب شويات أن مرور المركبات على الحفر سيتسبب غالبا بتلف أجزاء مهمة، تتعلق بمتانة المركبة وصلاحيتها للمسير على الطرق بشكل آمن، إذ قد يتسبب سقوط المركبة في الحفر ومرورها على المطبات المنشأة، بغير مواصفات فنية بتلف أجزاء مهمة؛ كـ”الكفات والجوز وأعمدة التوازن ومعدات التوجيه، والبيضات السفلية والعلوية والصنوبرصات”.
وطالب عبدالله القضاة، برصد مخصصات كافية لإجراء دراسة شاملة لكل الطرق وعمل قنوات تصريف بمواصفات عالية الجودة، مؤكدا أن صيانة القنوات الحالية لتصريف الأمطار قبيل الشتاء أصبح غير كاف، وهو ما يثبته الواقع في كل عام مع بدء موسم الأمطار، بحيث تشهد الطرق ارتفاعا في منسوب المياه على الطرق، ما يتسبب بإعاقة حركة المرور وبأضرار بالمركبات، ما يستدعي عمل شبكات بمواصفات فنية وهندسية، تكون قادرة على استيعاب الأمطار الهاطلة وتصريفها للأودية.
ويزيد إيهاب فريحات، أن مشكلة انجراف الأنقاض ومخلفات الإنشاءات بفعل الأمطار، تتكرر سنويا وما تزال من دون حلول جذرية ما يستدعي، تكثيف جهود الجهات المعنية من “أشغال وبلديات” لإزالتها من جوانب الطرق، وإلزام المتسببين بها بالتخلص منها قبل موسم الشتاء.
وطالب بإنشاء شبكات تصريف تحول دون فيضان الأمطار إلى الطرق، وأن تكون في مواقع مناسبة، وعمل صيانة دورية لمجاري تصريف مياه الأمطار القائمة، ومعالجة بعض المواقع التي تتعرض لفيضان المياه، وتنظيف جوانب الطرق من مخلفات الإنشاءات.
يشار إلى أن طبیعة المنطقة الجغرافیة شدیدة الانحدار، وغزارة الأمطار أحيانا، تتسببان بأضرار واضحة في الطرق، خصوصا تلك التي تعاني في الأصل سوء إنشاء.
وكان مجلس المحافظة السابق، خصص مبلغ 200 ألف دينار من موازنة المجلس للعام الحالي لإقامة عبارات صندوقية في منطقة وادي الطواحين- طريق عجلون- كفرنجة، لأن المنطقة بأمس الحاجة للعبارات، نظرا لما تشهده في فصل الشتاء من ارتفاع في منسوب المياه، ما يؤدي إلى فيضان المياه الى جوانب الطريق، ومداهمة المنازل المجاورة لوادي الطواحين، إلا أن هذا المشروع لم ينجز بعد.
إلى ذلك، أكد مسؤولو بلديات المحافظة أن البلدية كانت أنهت استعداداتها لاستقبال الشتاء، وأعلنت عن تفعيل خطة الطوارئ للشتاء الحالي.
وأكدت مصادر بلدية كفرنجة، أن تصريف مياه الأمطار يعد من أولوياتها وأبرز احتياجات ومطالب البلدية الملحة التي لا تنتظر التأجيل، نظرا لطبيعة المنطقة وجغرافيتها الصعبة.
يذكر أن بلدية كفرنجة، كانت أجرت قبل عامين دراسة لتنفيذ شبكة لتصريف مياه الأمطار للمدينة بكلفة تقديرية تبلغ زهاء 600 ألف دينار، بحيث رفعت إلى وزارة الإدارة المحلية من أجل توفير التمويل لتنفيذها، لكن ظروف جائحة كورونا تسببت بتأخر تنفيذ المشروع.
وقال نائب رئيس لجنة بلدية عجلون الكبرى محمد القضاة، إن الفرق المختصة في البلدية، أنهت استعدادها الفترة الماضية لاستقبال الشتاء من تنظيف عبارات المياه وتفقد مجاري الأودية والسيول، وتنظيف مقاطع تصريف مياه الأمطار.
وبين أنه جرت صيانتها وإزالة النفايات العالقة بها، والتأكد من جريان المياه بداخلها دون وجود أي عوائق.
وأشار إلى أن البلدية، عملت على تجريف الأودية وتنظيفها لضمان تدفق المياه خلالها، داعياً المواطنين والتجار إلى عدم ربط مزاريب المياه على شبكات المجاري أو خطوط تصريف مياه الأمطار، ما يتسبب بفيضانها وعدم استيعابها لكميات المياه الكبيرة، مؤكدا أن فرق الطوارئ ستبقى جاهزة لاستصلاح أي أضرار قد تلحق بالطرق وبقنوات تصريف مياه الأمطار.
وأشار إلى أن البلدية، شكلت فرق طوارئ تعمل على مدار الساعة، وتستقبل شكاوى المواطنين لحلها ومتابعتها أولاً بأول، عبر الاتصال على أرقام غرفة العمليات الرئيسية.
مدير أشغال المحافظة الدكتور ماجد العلوان، أكد أن فرق المديرية تتابع باستمرار الأضرار التي تلحق بالطرق، أكانت حدوث انهيارات او هبوطات، او تشكل حفر بحيث تعمل على صيانتها، مؤكدا استعداد غرفة العمليات في المديرية لتلقي ملاحظات وشكاوى السكان لتوجيه الفرق إليها وإصلاحها.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة