قرى وألوية الشمال مقصد عائلات للاستمتاع بالأجواء الربيعية
مع حلول فصل البهجة والطاقة “الربيع” وتفتح الأزهار البرية ونمو العشب والنباتات، شهدت مناطق التنزه والأودية وضفاف الأنهار شمال المملكة، إقبالا كبيراً من قبل المواطنين من مختلف المحافظات، للتمتع بجمال المناظر الطبيعة، وجمع الأعشاب المتنوعة، فمنها العلاجية، وأخرى تستخدم في مواد التجميل والطبخ، وغيرها.
ويظهر في مناطق الشمال بالوقت الحالي، ومنها منطقة لواء الكورة والغور الشمالي جمالاً طبيعياً في الربيع لتنوع نباتاته وتميز أزهاره البرية النادرة التي تملأ سهوله وروابيه ووديانه. فيما بدت الجبال للزائر، وكأنها واحات خضراء تزينها كافة أشكال الاشجار وانواعها من السنديان الى الصنوبر والخروب، وتحت جذوعها سجادة زاهية الألوان.
وتتميز قرى وبلدات في عدة مناطق مختلفة في محافظة الشمال بالأودية والينابيع التي تشكل في جريانها مبعث الحياة للمواطنين والمتنزهين، وبخاصة في لواء بني كنانه التي تشتهر بوجود بركة العرائس، إضافة الى العديد من الأماكن المنتشرة والمطلة على الجانب الآخر وعلى هضبة الجولان.
افترش عشرات المواطنين العشب الأخضر على جوانب السدود، ومنها: سد زكلاب، وسد وادي العرب، ومجرى نهر وادي الأردن، حيث رسمت ريشة الربيع فيه لوحات في غاية الجمال والبهجة، قوامها أوراق طرية، وأزهار يصعب حصر ألوانها البهية الزاهية. وهذا ما عبر عنه المتنزهون الذين أبدوا إعجابهم بجمال هذه الارض وجبالها.
ويقول علي البطاينة، والذي هرب من ضجيج الحياة اليومية والعمل اليومي والروتيني، ورافقه زوجته وأولاده الى منطقة سد وادي العرب، اذ أخذ طرف السد مكانا له، ليستمتع بالطبيعية الخلابة والمناظر الجميلة، وقال “بأنه لا يمل من سحر هذه المشاهد وازهار الربيع”، متمنياً على البلديات ووزارة السياحة أن تؤهل هذه المناطق لاستقطاب الزوار، لاسيما وأنها المتنفس الذي يقصده كافة ابناء اللواء والمحافظات الأخرى، طوال أيام الربيع والصيف”.
وطالب البطاينة، الجهات المعنية، الاهتمام بتلك الاماكن السياحية، من خلال العمل على تعريف تلك الاماكن، ووضعها عل الخريطة السياحية، الى جانب الاهتمام بالجانب البيئي.
وتقول الاربعينية علياء العلي، والتي تعمل موظفة في القطاع الصحي، أنها تجد في الرحلة الأسبوعية، وخصوصا في تلك الأجواء الربيعية والمميزة هذا العام “أمراً ضرورياً للخروج من أجواء الكبت والعمل التي تسببها الحياة في المدينة، وخصوصا أن جائحة كورونا أثرت سلبا على المزاج، وتسببت بضغط نفسي على العديد من المواطنين، وتحديدا موظفي القطاع الصحي الذين يشاهدون ارتفاع الحالات ودخولها وحدوث الوفاة أمام أعينهم.
وتضيف، والرحلات كفيلة بإعادة الحيوية والنشاط لجميع أفراد الاسرة بعيداً عن الحضارة والمدينة الحديثة، التي كادت تحولنا الى مجرد آلات.
وتعبر العشرينية آلاء البشاوي عن رأيها بالقول، تعمل هذه الرحلات على تغيير أجواء ربات البيوت والعاملات اللواتي يقضين معظم أوقاتهن في الأعمال المنزلية أو العمل أو بينهما، لافتة إلى أنها في كل مرة تحاول أن تختار مكانا يمتاز بطبيعته الخلابة من خلال الاخذ بنصيحة صديقاتها أو متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، والتىى ساهمت بشكل كبيرا جدا في التعريف بالمواقع السياحية والاستراحات.
وتبين أنها تقوم بتجهيز الطعام في منزلها ولا تعتمد على شراء الوجبات الجاهزة، وخصوصا أنها لا تعرف تلك المطاعم وجودتها، اذ تحرص على إعداد أصناف من الطعام مع المقربات منها، ويتقاسمن الأدوار، فإحداهن توكل إليها مهمة لف ورق العنب، وأخرى تحضر طنجرة المقلوب، الى جانب تجهيز الحلويات البيتية.
ويقول علي البون: “بين الشتاء والصيف، يكمن فصل الربيع، يأتي لنا مع أشياء كثيرة ممتعة ومشاهد جميلة اذ يعتبر فصل الربيع هو اكثر المواسم متعة، ويشعر الجميع بالسعادة والفرح بعد البرد الشديد في فصل الشتاء، وبعد التخفيف من اجراءات جائحة كورونا التى حبست انفاس المواطنين، وفقد البعض منهم ذويهم وأقاربهم وجيرانهم، مما أثر سلبا عليهم”.
ويضيف، الأرض ترتدي ثوبا أخضر من جديد، وهناك مؤشرات على حياة جديدة في الحقول والحدائق والغابات وفي كل شيء، الربيع يجلب لنا تجددا ورغبة في الحياة.
وتعتبر العشرينية عواطف أبو زينة، فصل الربيع فرصة للخروج من الضغوطات النفسية نتيجة للواجبات اليومية التي يتعرض لها أي إنسان في حياة اليومية.
ويبين نزار، أن الإنسان يرتاح أكثر وهو يعيش أجواء البساطة كما عاش أجداده، بعيدا عن إزعاجات الحضارة والمدنية الحديثة، التي كادت “تحولنا الى مجرد آلات نسير في ركبها الرتيب الذي لا يتوقف”، معللا، لذا فإن الخروج في رحلات يجب أن يتحول الى ثقافة راسخة في المجتمع، ومن الضروري أن تقوم كل عائلة بوضع برنامج متكامل للرحلات.
علا عبد اللطيف/ الغد
التعليقات مغلقة.