جرش: توقع نشاط سياحي بالتزامن مع الربيع والإجراءات التخفيفية
جرش- أكد عاملون في القطاع السياحي، أن قرار تخفيف إجراءات جائحة كورونا سيسهم بتنشيط مختلف القطاعات العاملة في مجال السياحة في محافظة جرش، بخاصة لدى تجار السوق الحرفي والمطاعم السياحية والمنشآت التي تقدم الخدمات السياحية والأدلاء السياحيين، وتحديدا في هذا الوقت الذي يبدأ فيه فصل الربيع، وموسم صناعة الألبان ومشتقاته في المحافظة.
وقالوا في أحاديث لـ”الغد”، إن قطاع السياحة من أكثر القطاعات المتضررة من الجائحة، وما يزال في مرحلة التعافي، ويحتاج إلى سنوات طويلة كي يسترد عافيته، ويعيد ترميم الآثار السالبة التي تركتها عليه الجائحة، وستسهم الإجراءات التخفيفية بتنشيطه، إذ سيكون الشهر المقبل متميزا بمناخه وأجوائه الدافئة والربيعية في المحافظة، ما سيبعث الأمل في بدء خطوات التعافي لهذا القطاع على نحو نسبي.
وعادة، تشهد المحافظة في آذار (مارس) من كل عام، حركة سياحية نشطة، سببها ما تتميز به مناخيا وجغرافيا وسياحيا، يشكل الربيع بوابته الكبيرة، ففيه تنمو أنواع عديدة من الأعشاب البرية والطبية، التي تجذب زوارا من المحافظات، الى جانب انفجار عيون وينابيع المياه التي يرى الزوار والسياح في متابعتها متعة كبيرة.
إلى ذلك، قال رئيس جمعية حرفيي جرش والمتحدث باسم تجار السوق الحرفي صلاح العياصرة، إن الحركة السياحية، ومنذ أشهر تشهد حالة ركود صعبة، بخاصة بعد ارتفاع أعداد الإصابات بمتحور “أوميكرون”، وانخفاض درجات الحرارة، وسوء الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها المواطنون، ما حد من السياحة الداخلية، الى جانب تشديد إجراءات فحوصات السياح قبل الدخول إلى المملكة، ما ضاءل النشاط السياحي الخارجي، وبالتالي ألحق خسائر بعامليه.
وأكد العياصرة، أن تخفيف الإجراءات على السياح القادمين من الخارج، يسهم بتنشيط الحركة السياحية في المواقع الأثرية، بخاصة وأن تجار السوق الحرفي والأدلاء السياحيين، يعتمدون في عملهم على السياحة الخارجية، بينما لا تحتاج السياحية الداخلية لأدلاء سياحيين، الى جانب انخفاض تسوق الزوار الداخليين من الأسواق الحرفية، ذات الطابع السياحي، والمخصصة منتجاتها للأجانب.
وأوضح أن تخفيف الإجراءات خلال الفترة الحالية، التي تبرز فيها مزايا المحافظة المناخية والجغرافية وبدء فصل الربيع، والآثار الجذابة، وانتشار المحميات الطبيعية، وتنوع المنتجات الغذائية والحرفية الجرشية، سيحقق بداية جيدة للمضي نحو التعافي.
إلى ذلك، قال الدليل السياحي وعضو مجلس المحافظة السابق الدكتور يوسف زريقات، إن تخفيف الإجراءات سيسهم بتنشيط الحركة السياحية التي تأثرت بالجائحة، ويمكن قطاع السياحة من الدخول الى مرحلة التعافي، ولو على نحو نسبي، بخاصة وأن تعافي السياحة يحتاج إلى السياحة الخارجية التي تحتاج لمختلف خدمات القطاع السياحي.
وأكد أن هذه الفترة، تشهد حركة سياحية نشطة لسياحة المسارات والمغامرات والبيئة مع بدء فصل الربيع، وتخفيف الإجراءات، وبالتالي سيرتفع عدد الزوار الذين يستغلون هذه الفترة في التنزه، قبل قدوم شهر رمضان المبارك، نظرا لضعف حركة السياحة خلال هذا الشهر الفضيل.
وبدوره، قال ياسر شعبان، وهو صاحب مطعم سياحي، إن عدد المطاعم السياحية العاملة في المحافظة لا يزيد على 7، تعمل بأقل من طاقتها العمالية السابقة، ويصل حجم عمالها الى الربع، وذلك بعد أن ضربت الجائحة سوق المطاعم السياحية في المحافظة، ما دفع أصحابها الى تخفيف نفقاتهم.
ولفت شعبان الى أن هناك 5 مطاعم سياحية كبرى، إغلاقها مستمر منذ بداية الجائحة وحتى الآن، نظرا لما تعرضت له من خسائر فادحة في الجائحة.
وأكد أن تخفيف الإجراءات على المعابر والمنافذ الحدودية بداية الشهر المقبل، سيرفع إلى حد كبير أعداد الزوار من السياحة الخارجية، وهي ستسهم بتعافي القطاع، بخاصة وأن السياحة الداخلية لا تحتاج إلى الكثير من الخدمات السياحية، فطابعها يعتمد على إحضار طعامهم من المنازل، بأقل التكاليف ويقصدون المواقع السياحية المجانية والغابات والسهر، بجانب العيون والينابيع لضمان عدم تحمل تكاليف مالية عالية.
وأوضح أن تعافي السياحة في المحافظة، يحتاج لسياحة خارجية، وإلى تخفيف القيود عليها، ودعم عاملي المنشآت السياحية، لتنشيط حركة السياحة الشهر المقبل في تغطية جزء من نفقات العمل، بخاصة وأن بدايته ستكون بداية فصل الربيع، وبدء نشاط الصناعات المحلية من الألبان والمواد التموينية “المونة”.
إلى ذلك، قال مدير سياحة جرش فراس خطاطبة، إن الحركة السياحية في هذه الفترة نشطة، مقارنة بالسنوات الماضية، لاسيما وأن الأجواء مناسبة في المحافظة على نحو خاص، نظرا لبدء فصل الربيع وقرب جرش من مختلف المحافظات، واعتدال طقسها.
ويرى أن تخفيف الإجراءات بشأن فحوصات كورونا مع بداية الشهر المقبل، سيسهم إلى حد كبير بزيادة أعداد الزوار من السياحة الداخلية والخارجية، وتنشيط الفعاليات والمناسبات التي تختص بها المحافظة.
وأضاف أن القطاع السياحي، الذي لحقت به أضرار كبيرة، بسبب الجائحة، سيمكنه تخفيف القيود الصحية بتنشيط الحركة السياحية، لافتا الى أن أعداد الزوار في عطلة نهاية الأسبوع الماضي للمحافظة، كانت بالآلاف، ويتوقع بأن يرتفع عدد الزوار الأيام المقبلة بالتزامن، مع بدء فصل الربيع وقبل رمضان.
وبين أن كوادر مديرية السياحة، تعمل بكامل طاقتها لتسهيل دخول وخروج الزوار للمواقع الأثرية، وتوفير الاحتياجات السياحية كافة لهم في الموقع، مع الحفاظ على إجراءات الصحة والسلامة العامة وفق البروتوكول الطبي المعمول به.
صابرين الطعيمات/ الغد
التعليقات مغلقة.