عين الباشا.. غياب مسلخ بلدي يبقي مشكلة الذبح المخالف

البلقاء- عادت إلى الواجهة في لواء عين الباشا بمحافظة البلقاء، مطالب السكان وأصحاب مزارع تربية الأغنام والأبقار، بضرورة إنشاء مسلخ بلدي في اللواء، وذلك في أعقاب حملة تفتيشية رقابية واسعة في بعض المناطق قبل يومين، أسفرت عن ضبط تجاوزات في عمليات ذبح المواشي، تم على إثرها توقيف مخالفين.
وتهدف الحملة التي شاركت بها عدة جهات رقابية وتنفيذية مختصة، بإشراف من متصرف اللواء، بشار الدبوبي، إلى منع عملية الذبح خارج عمل المسالخ المرخصة، فيما شملت الحملة متابعة التعديات على شبكات الكهرباء وخطوط الصرف الصحي.
وعلى إثر الحملة وهي الثانية من نوعها خلال نحو شهر، أتلفت الكوادر الصحية والرقابية نحو 7 أطنان من اللحوم المذبوحة خارج المسالخ والمخالفة للشروط الصحية السليمة، كما تم توقيف 9 أشخاص لارتكابهم مخالفات وتجاوزات صحية وقانونية، إضافة إلى تحرير عدد من المخالفات لمنشآت لم تلتزم بالشروط والمواصفات.
وتحدثت “الغد” إلى عدد من مربي المواشي، حيث يبرر عدد منهم لجوءه إلى الذبح خارج المسالخ، لعدم وجود مسلخ في اللواء، مشيرين إلى أنهم يطالبون منذ سنوات طويلة بضرورة إنشائه كون اللواء كبير من حيث المساحة وعدد السكان، لافتين إلى أنهم يضطرون للذهاب إلى مسالخ في عمان لذبح مواشيهم.
وأشاروا إلى أن هناك أماكن ومساحات كثيرة في اللواء يمكن استغلالها لإنشاء مسلخ، مؤكدين أن إنشاءه إذا تم بالفعل، فمن شأنه أن ينهي مشكلة الذبح المخالف للشروط الصحية والبيئية.
وشددوا على أن هناك الكثير من القصابين يلتزمون بالذبح داخل المسالخ رغم كلفة الوقت والجهد والكلفة المالية، إلا أن هناك في المقابل، من يلجأ إلى الذبح خارج المسالخ، لافتين إلى أن اللواء كبير ويحتاج بالفعل إلى مسلخ.
في المقابل، ينظر مواطنون إلى قيام قصابين بالذبح خارج المسالخ، بأنه خطر على الصحة والبيئة في آن واحد، كونه تتم بعيدا عن أعين الرقابة، ودون أي فحوصات للمواشي لمعرفة ما إذا كانت تحمل أمراضا أم لا، فضلا عن مخلفات الذبح التي تعد بمثابة خطر بيئي ومنظر غير حضاري.
المواطن رمزي النشاش، يؤكد أن افتقار اللواء لوجود مسلخ، وسماعه عن عمليات ذبح تتم دون وجود أي رقابة، يدفعه إلى التوجه إلى مسالخ عمان لشراء ما يحتاجه من كميات لحوم بشكل مباشر.
وأضاف النشاش، أن ذلك الأمر يكبده وقتا وجهدا أكبر، إلا أنه وعلى حد وصفه “يكون مطمئنا أنها صالحة للاستهلاك”.
ووفق المواطن، علي الواكد، فإن الروائح الكريهة تنتشر في العديد من مناطق اللواء بسبب قيام بعض القصابين بإلقاء مخلفات ذبح المواشي بشكل عشوائي، مضيفا أن ذلك يؤدي أيضا إلى انتشار الحشرات والقوارض.
وتعد المناطق القريبة من سوق الحلال في اللواء، الذي يعد من أكبر أسواق المواشي في المملكة، هي الأكثر تضررا، بحسب الواكد الذي أشار إلى أن “الحل الوحيد هو إنشاء مسلخ في عين الباشا”.
من جهته، أكد مصدر مسؤول في بلدية عين الباشا، أن البلدية سعت وما تزال تسعى إلى إيجاد الإمكانيات التي من شأنها أن تفضي إلى إنشاء مسلخ في اللواء، مشيرا إلى أن هناك عوائق يتعلق أبرزها بإيجاد المكان المناسب، فضلا عن ضرورة توافر المخصصات المالية اللازمة له.
وأضاف المصدر، لـ”الغد”، أن البلدية ستواصل جهودها للوصول إلى تلك المرحلة، لكنها وحتى حدوث ذلك، ستستمر بالحملات التفتيشية والرقابية لضبط المخالفات ومحاسبة أصحابها لضمان عدم تكرارها.
وفي تقرير كانت نشرته “الغد” قبل أشهر، حول افتقار لواء عين الباشا لوجود مسلخ، قال رئيس لجنة بلدية عين الباشا في حينها، الدكتور حاكم الخريشا، إنه يضم صوته للأصوات التي تؤكد ضرورة إنشاء مسلخ بلدي، لاسيما أن اللواء يعد زراعيا وفيه سوق أغنام كبير ومزارع أبقار، ما يدفع باتجاه أن يكون هناك مسلخ خاضع للرقابة الكاملة من حيث الاشتراطات الصحية والبيئية وغيرها.
لكن الخريشا، لفت إلى أن مجلس البلدية الحالي الذي يرأسه، انتقالي لتسيير الأعمال حتى موعد الانتخابات البلدية، داعيا في الوقت ذاته إلى إيلاء موضوع المسلخ أولوية في المرحلة المقبلة.
كما لفت الخريشا إلى وجود صعوبة في إيجاد مكان مناسب لإقامة مسلخ بلدي في لواء يتميز بأنه مكتظ بالمباني والسكان، مؤكدا أهمية التشاركية بين القطاعين العام والخاص في إيجاد حلول، تفضي لإنشاء مسلخ تتحقق فيه الشروط اللازمة.

محمد سمور/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة