الجيش الأوكراني يستعيد خاركيف.. وبوتين يضع “الردع النووي” بحالة تأهب
ابو ظبي- أعلن المسؤول المحلي في خاركيف أوليغ سينيغوبوف، أمس، أن ثاني كبرى المدن الأوكرانية عادت إلى سيطرة القوات الأوكرانية، بعد بضع ساعات على إعلانه عن وصول الجيش الروسي إلى وسط المدينة.
في سياق متصل، أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وزارة الدفاع بوضع قوات الردع النووي في حالة تأهب وسط التوتر مع الغرب بشأن أوكرانيا.
وجاءت أوامر الرئيس الروسي، أمس، خلال اجتماعه مع وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف، حسبما نقلت قناة روسيا اليوم.
وأوضح بوتين أن هذه الخطوة تأتي ردا على مسؤولي الغرب الذين “لم يكتفوا باتخاذ خطوات عدائية اقتصادية وحسب، بل أدلى مسؤولهم بحلف الناتو بتصريحات عدوانية ضد روسيا”.
من جهته، كتب المسؤول الأوكراني سينيغوبوف عبر شبكات التواصل الاجتماعي أن “خاركيف تحت سيطرتنا الكاملة”، مؤكدا أن عملية “طرد الأعداء من المدينة” جارية.
وكانت الحكومة الأوكرانية قد أكدت في وقت سابق بأن قوات روسية اقتحمت خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد من ناحية عدد السكان، بعد معارك ضارية.
ووثقت مقاطع فيديو انتشرت على الإنترنت مشاهد من الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين الجنود الروس الذين اقتحموا مدينة خاركيف الأوكرانية والمدافعين عنها.
وظهر في شريط فيديو ما بد أنهم جنود أوكرانيون وهم يطلقون الرصاص، قبل أن يتقدم أحدهم ويطلق 3 قذائف من طراز “أر بي جي” تجاه هدف قريب، يبدو أن القوات الروسية متحصنة فيه.
وكانت هناك مركبات عسكرية متوقفة في وسط الطريق، فيما الشوارع تخلو من السيارات والمارة.
واستمر القتال منذ الصباح مع ظهور مدرّعات خفيفة متروكة أو مشتعلة في الشوارع، فيما تردد صدى طلقات نارية وانفجارات متفرقة في أنحاء المدينة التي أقفرت شوارعها مع بقاء السكان في منازلهم.
وبعدما أقرت الحكومة الأوكرانية بدخول الجيش الروسي إلى المدينة، قال مسؤول محلي إن القتال تحول إلى حرب شوارع. ورصدت مقاطع فيديو في الصباح الباكر دخول مركبات عسكرية روسية خفيفة إلى المدينة.
وكانت المدينة تتعرض لهجوم روسي شرس في الأيام الماضية، واعترفت كييف بأن الوضع فيها، السبت، كان من بين الأصعب في البلاد.
والسبت الماضي، ذكرت وكالة الأنباء الأوكرانية الرسمية بأن هناك قتال عنيف بالقرب من مدينة خاركيف، حيث فجرت القوات الروسية خط أنابيب للغاز الطبيعي.
وتعتبر خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا من حيث عدد السكان، وتبعد نحو 50 كيلومترا عن الحدود مع روسيا.
وتنبع أهمية المدينة من كونها مركزا صناعيا، حيث تصنع فيها الآلات، وتعد مركزا أيضا للصناعات العسكرية الأوكرانية.
إلى ذلك، أغلقت ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا ولوكسمبورغ وفرنسا والنرويج والسويد، أمس، مجالها الجوي أمام شركات الطيران الروسية ردا على اجتياح أوكرانيا.
وقالت وزارة النقل الألمانية إن ألمانيا ستغلق مجالها الجوي أمام الخطوط الجوية الروسية وكل الطائرات الخاصة، وفق ما أوردت وكالة “فرانس برس”. وأضافت أن هذا الحظر سارٍ لثلاثة أشهر ولا يشمل الرحلات الإنسانية المحتملة.
من جهتها، أعلنت إيطاليا إغلاق مجالها الجوي أمام روسيا من دون أن تحدد موعدا لتنفيذ القرار.
وقال ناطق باسم الحكومة الإيطالية في بيان “إيطاليا تغلق مجالها الجوي أمام روسيا”.
من جهته، قال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، إن بلاده ستغلق مجالها الجوي أمام “كل الشركات الروسية”.
وانضمت هذه الدول بذلك إلى بولندا وجمهورية التشيك وإستونيا وبلغاريا وفنلندا والدنمارك ومولدافيا وبريطانيا التي أعلنت كلها إجراء مماثلا.
من جانبه، قال وزير النقل الفرنسي جان بابتيست دغباري إن فرنسا أعلنت أنها ستحذو حذو البلدان الأوروبية الأخرى في إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية بسبب اجتياح أوكرانيا.
وقال دغباري على تويتر: “ستغلق فرنسا مجالها الجوي أمام جميع الطائرات والخطوط الجوية الروسية اعتبارا من مساء اليوم(أمس)”.
وكانت موسكو بادرت أولا إلى حظر تحليق الطائرات المرتبطة بهذه الدول الأوروبي فوق أراضيها، بما في ذلك رحلات الترانزيت.
وقالت لوفتهانزا أكبر مجموعة أوروبية للطيران، إنها تتوقع إجراءات انتقامية من هذا النوع ضد طائراتها وعلقت السبت رحلات إلى روسيا وفوقها.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.