الباص السريع مرة أخرى
نسيم العنيزات
مع طول انتظار الناس لإنجاز مشروع الباص السريع بشكله النهائي المتوقع مع نهاية العام الجاري او بداية السنة القادمة بعد ان تعثر او تأخر لاكثر من مرة ، يتساءل المواطن الاردني هل يستحق المشروع كل هذه التضحيات والكلف المادية جراء الاغلاقات والتحويلات الكثيرة التي اضرت بالتجار واصحاب المحلات واثرت على مصالحهم؟ .
وهل تم دراسة الجدوى التي حققها المشروع بعد الانتهاء من مراحله الاولى؟ ومدى مساهمته في تخفيف حالة الازدحام وتحقيق الاهداف المرجوة من ذلك ؟.
لقد تسبب المشروع خلال السنوات الماضية باضرار مادية للكثير من التجار كما خلق حالة من الازدحام المروري في بعض الشوارع والطرقات اثر سلبا على الجميع من تجار وموظفين لتمتد الى جميع فئات المجتمع ، ناهيك عن التكلفة المالية للمشروع الذي تمت تغطيته بقروض وما ترتب عليها من فوائد في بلد يعاني اوضاعا اقتصادية صعبة .
فعند مرور احدنا في بعض الشوراع الرئيسية يسوءه لما يشاهده لحال بعض التجار التي تبدو محلاتهم شبه خاوية من الزبائن بسبب الاغلاقات وكثرة التحويلات الداخلية التي أخبرتهم على سلوكها بعيدا عن المحلات والمولات، اضافة الى عدم وجود المصفات والمواقف الكافية او المناسبة مع وجود بعض الأشخاص الذين يحتلون بعض الشوارع تحت مسمى «فاليه « ليقبضوا منا بدل اصفطفاف خاوة ، لانك في هذه الحالة اما تدفع مجبرا او تضطر الى التوقف في مكان ممنوع لترى مخالفة موضوعة على شباك السيارة الامامية عند عودتك الى مركبتك، ناهيك عن حالة الازمة المرورية خاصة طريق الزرقاء عمان الذي يشهد ازدحاما مروريا خانقا تجبر الكثيرين التأخر عن دوامهم وعدم
قدرتهم على الالتزام بمواعيدهم مهما كانت درجة الحرص لديهم .
ان مشروع الباص السريع تأخر كثيرا دون ان نعلم مدى الجدوى والفائدة التي سيحققها المشروع في ظل عدم وجود مواقف مناسبة وكافية في بعض المحطات الرئيسية او اماكن انطلاقة وانتهائه ، ولنا في المرحلة الاولى العبرة والمشاركة التي يبدو انها لم تحقق الكثير مقارنة بالكلفة المادية التي تكبدتها ميزانية الامانة وبالتالي الدولة الامر الذي سينعكس على مستوى الخدمات التي تقدمها امانة عمان لسكان العاصمة.
ولا ننسى ان جزءا من المشروع تتحمله وزارة الأشغال العامة التي هي ايضا مطالبة بتعحيل وتيرة العمل ودراسة اوضاع الناس والتجار المتضررين لمساعدتهم على الصمود والبقاء .
بعد ان اضر بهم المشروع وزاد من معاناتهم بعد ان اجبر بعضهم على استئجار مواقف لزبائنهم.