معان: الطرح العشوائي للأنقاض الصناعية.. تلوث يهدد البيئة
تشكل ظاهرة طرح الأنقاض ومخلفات الورش الإنشائية والصناعية وأعمال البناء بشكل عشوائي على امتداد جوانب الطريق الرئيسة في مدينة معان، تلوثا بيئيا وبصريا وخطرا على السلامة العامة.
ويعاني سكان بمدینة معان، مشكلة تراكم أكوام من مخلفات الورش الإنشائية ومخلفات البناء نتيجة طرحها بشكل متزايد، خاصة الطریق الدولي والحيوي والمهم باتجاه طريق المدورة الحدودية، حتى باتت قضية مستعصية.
وأشار سكان الى أن بعض أصحاب القلابات والاستثمارات في المدينة الحرفية، یعمدون إلى إلقاء أكوام من الأتربة والحجارة والطوب والأنقاض من مخلفات البناء على جوانب الطريق، الأمر الذي ینذر بكارثة بیئیة، ویتسبب في تشویه المنظر الحضاري والجمالي للمدینة.
ویطالب أهالي المدينة وسالكو الطرق بإیجاد حلول عملیة لهذه الظاهرة التي باتت تؤرقهم وتسبب لهم مشاكل صحیة وبیئیة جراء الأنقاض المتراكمة ومخلفات البناء العشوائیة، من خلال توفیر مواقع بعيدة عن المدینة لاستعمالها لمثل ذلك الغاية.
وأكدوا أن غیاب الرقابة الفاعلة والإجراءات الرادعة بحق المخالفین دفعاهم الى الاستمرار بمخالفة القوانين.
ويشير إبراهيم أبو هلالة، إلى أن جوانب الطريق الدولي باتجاه المدورة الحدودية أصبحت من المناطق الموبوءة بیئیا، جراء طرح الأنقاض وتراكم الحجارة والأتربة على جوانب الطرق، الى جانب إضرارها بالبیئة وتسببها بالتلوث البصري للمنطقة، مؤكدا أن قلة اهتمام الجهات المعنية بهذا الطريق، وعجزها عن إيجاد حل لهذه الظاهرة أدى الى تزايد وتراكم أكوام من مخلفات البناء بشكل عشوائي.
وأشار حامد الشراري، الى أن الكثير من الطرق الرئيسة في المدينة تفتقر لوجود إشارات تحذيرية تمنع مثل هذه الممارسات السلبية، مطالبا بلدية معان الكبرى والمؤسسات ذات العلاقة بالعمل على إزالة الأنقاض ومخلفات البناء في الساحات والمواقع العامة والطريق التنموي التي تؤدي إلى الإضرار بالبيئة العامة وتتسبب بمخاطر على السائقين وتنظيف تلك الساحات وصولا إلى بيئة نظيفة وآمنة.
وبين عمر الفناطسة، أن عمليات إلقاء الأنقاض ومخلفات البناء ومخلفات تصنيع الحجر على جوانب الطرق الرئيسية أصبحت ظاهرة في الآونة الأخيرة وتشكل مخاطر على السكان إلى جانب مخاطرها تجاه المركبات والشاحنات العابرة على الطريق التنموي باتجاه السعودية.
وطالب أحمد السعودي الجهات المعنیة بإلزام أصحاب القلابات وأصحاب مناشير الحجر والطوب والبلاط، الذين یلقون بمخلفات البناء على جوانب الطرق، بشكل غیر قانوني، بهدف التخفیف من كلف التخلص من تلك المخلفات، بضرورة الالتزام بأنظمة وتعلیمات التخلص من الأنقاض حفاظا على البیئة والطبیعة والسلامة العامة.
ومن جهته، أكد مصدر رسمي في بلدية معان الكبرى، أن مشكلة إلقاء الأنقاض والمخلفات على جوانب الطرق، وخاصة الطريق التنموي وقرب المنطقة الحرفية، بحاجة إلى تضافر الجهود من قبل البلدية والخدمات المشتركة ومديرية أشغال معان.
ولفت إلى أن تلك الظاهرة تشكل تحديا حقيقيا للمؤسسات الخدمية بسبب اتساع المنطقة وعدم إمكانية مراقبة المخالفين على تلك الطريق والذين غالبا ما يلقون تلك المخلفات في ساعات متأخرة من الليل أو في الصباح الباكر لطرح الأنقاض، بعيدا عن أعين الرقابة، ما یحد من قدرة الجهات المختصة على ضبط ومعرفة المخالفین.
وأضاف المصدر، أن حل المشكلة لا یتم إلا بتكاتف الجهود من قبل جمیع الأطراف وبالتعاون مع المواطن الذي یقع على عاتقه التبلیغ عن أي شخص یقوم بمخالفة القوانین، للحفاظ على جمال المدینة، مؤكدا حرص البلدية على متابعة تلك القضايا وصولا لبيئة صحية آمنة للسكان.
وأشار المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إلى أن البلدية جادة وستعمل على إزالة الأنقاض ومخلفات الورش الصناعية على جوانب الطرق في المدينة وبالقرب من المدينة الحرفية، من خلال إحضار وشراء آلية “كسارة” مخصصة لهذا الغرض والاستفادة من هذه المخلفات والأنقاض، لإعادة إنتاج وصناعة المواد التي تدخل في الأعمال الإنشائية والعمار، بهدف إعادة بيعها للجهات المختصة والمقاولين.
حسين كريشان/ الغد
التعليقات مغلقة.