خطورة طريق وادي رم.. إضافة سلبية للمنتج السياحي
العقبة- تعكس المسافة على امتداد 40 كلم، والواصلة بين الطريق الصحراوي ومخيمات وادي رم والديسة السياحية، حجم التباين بين القيمة السياحية للمنطقة والترويح لها باعتبارها أحد أضلاع المثلث الذهبي، وتسهيل الوصول اليها دون مشقة وعناء ومخاطر طريق يفتقر لأدنى مقومات السلامة المرورية.
ومع استبعاد تعمد ترك الطريق بمخاطره باعتبارها مغامرة لإضافة قيمة سياحية للمنطقة، فإن استمرار افتقاده لأي تحسينات منذ أكثر من 15 عاما، يكشف عمق الفجوة بين برامج التسويق السياحي ومقومات هذا التسويق.
ويعد الطريق من أخطر الطرق السياحية، وفق مستخدمين له، أكدوا لـ”الغد” أن الطريق يفتقد للعناصر المرورية كافة من شواخص أو أكتاف أو إنارة ليلية، فيما يعاني ضيقا بمساحته ترفع من نسبة وقوع الحوادث الخطرة.
وتساءلوا كيف يمكن أن يكون طريق موصل الى مناطق سياحية مهمة يتم الترويج لها على خريطة السياحة العالمية ويكون بهذه الرداءة؟، داعين الى ضرورة أن تولي الجهات المعنية أهمية خاصة للطرق السياحية بشكل عام بالمنطقة، ومن ضمنها هذا الطريق.
ووفق سكان بمنطقة وادي رم، فإن المنطقة تعد من المناطق السياحية المميزة على مستوى العالم، ويقصدها السياح، مقدرين أن مئات المركبات تسلك الطريق وبشكل يومي، خاصة الحافلات السياحية الكبيرة، ما يتطلب توسعته حتى لا تضطر المركبات إلى الوقوف بمواقع خطرة قد تتسبب بالحوادث، داعين وزارة الأشغال العامة -صاحبة الاختصاص- الى سرعة الاستجابة للمطالب المتكررة حول إدخال تحسينات على الطريق.
علاء القرامسة أحد الزائرين للمنطقة، يقول “إن الطريق منذ ما يقارب 15 عاماً ما يزال على حاله، رغم مناشدات متكررة بتوسعته وإصلاحه خدمة لأبناء التجمعات السياحية والسياح وزوار المخيمات السياحية الذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف”، مؤكداً أن الطريق بحاجة إلى توسعة وصيانة، خاصة وأنه أصبح قديما ومتهالكا.
وكثرت في الآونة الأخيرة شكاوى مستخدمين لطريق وادي رم الصحراوي من ضيق سعته، خاصة وأنه بمسرب واحد، ويفتقد للإنارة، إضافة لأضرار واضحة في بعض أجزائه تستدعي صيانة عاجلة، فيما يشهد ازدحاما بالباصات السياحية في أغلب الأوقات.
ويعتبر مأمون المحتسب أحد مستخدمي الطريق، أن السير على طريق وادي رم السياحي بمثابة مخاطرة كبيرة بسبب عدم وجود أكتاف ترابية على جوانبه، مؤكدا أن أصحاب السيارات الخصوصية يحاولون باستمرار تجاوز الباصات السياحية، فيما يحاول سائقو الباصات تضييق الطريق أمامهم لمنع التجاوز، ما يخلق التحدي بين الطرفين في زيادة السرعة، التي تكون خطرة في كثير من الحالات.
وقال تامر ياسين، إن طريق وادي رم يستخدم بكثافة على امتداد العام، ونظرا لكثرة مرور السيارات والحافلات وانعدام الإضاءة تقع حوادث كثيرة عليه، مؤكدا أنه ورغم أن المسافة بين المخيمات السياحية والطريق الصحراوي ليست طويلة إلا أن هذا الطريق لم يدرج ضمن خطط إصلاح وصيانة الطرق المعلن عنها من قبل جهات الاختصاص، رغم الحاجة الملحة لاستخدام هذا الطريق من قبل سكان المنطقة والسياح.
واقترح مواطنون زراعة جانبي الطريق بالنخيل والأشجار، التي تشتهر بها المنطقة، لاسيما وأنه قريب من حوض مياه الديسي الذي يخدم هذا المطلب ويجعله ممكنا، وضرورة وضع كاميرات أمنية ومرورية على طول الطريق لتحديد وضبط السرعة.
وقال محمد الزوايدة “إن وزارة الأشغال قامت بعمل أكتاف للطريق منذ 6 أشهر وتركتها على حالها، وهذا يضع المركبات في تحدي ضيق المسرب؛ إذ تضطر الحافلة أو المركبة القادمة من رم أو الطريق الصحراوي للنزول عن أكتاف الطريق الذي يبلغ ارتفاعه 10 سم، ما يعرض المركبات للأضرار”.
ومن جانبه، قال مدير أشغال محافظة العقبة خالد العمرو “إن وزارة الأشغال العامة والإسكان قامت بعمل أكتاف للطريق الواصل من مثلث رم الى مخيمات الديسة، وبانتظار أن تكتمل في القريب العاجل بعد تصويب الأوضاع وتعمل على توسعتها ليكون الزوار والمواطنون ومركباتهم المختلفة بأمان خلال مسيرهم على الطريق السياحي”.
وأضاف العمرو لـ”الغد”: “أن الوزارة قامت بتحسين الطريق بعد دراسة فنية أنجزتها لجنة من وزارة الأشغال لتحديد احتياجات طريق وادي رم، وتقييم أوضاع بنيته التحتية ليتم إصلاحه بشكل كامل”.
أحمد الرواشدة/ الغد
التعليقات مغلقة.