التربية والكرامة وأول احتفال

–

*مبادرة التوجيه المعنوي
-تعود بي الذاكرة إلى ذلك اليوم الذي حطر فيه المرحوم عثمان بدران- مدير التوجيه المعنوي في الجيش العربي إلى وزارة التربية والتعليم كان الحوار حول: تنظيم جولة تربوية إلى موقع معركة الكرامة.
-انطلقت الحافلات في أحد أيام آذار (1968) من نادي الضباط في الزرقاء تحمل حوالي ماية قائد تربوي يمثلون مركز الوزارة والميدان التربوي… لنجد أنفسنا نسير في خنادق وممرات عسكرية… مع شرح لمجريات معركة الكرامة في كل نقطة تصل إليها…. وانتهينا إلى مقر قيادة المعركة لنستمع إلى شرح عسكري تفصيلي مدعّما بالخرائط العسكرية لتوضيح محاور المعركة ومجرياتها، وانتهى اللقاء بعد حوار عميق وصريح ما بين القادة التربويين وقيادة المعركة، ومن ثم العودة.
*خطوات تربوية
-تابعت الوزارة مناقشة تلك الجولة بمن شاركوا فيها من مركز الوزارة، وانتهى الحوار بتشكيل لجنة ثلاثية لتصوغ تقريراً حول معركة الكرامة ومن ثم توزيعه على الميدان، مدارس ومعاهد المعلمين، وتخصيص يوم تحتفل فيه تلك المدراس والمعاهد، بعد استماعها للتقرير بالخطابات والقصائد وغيرها من الأنشطة.
وللأمانة التأريخية غير المدوّنة، فقد تشكلت اللجنة الثلاثية من الأساتذة الاستاذ مصطفى الكسواني والأستاذ حسام اللحام وعزت جرادات.
*أول إحتفال
– ومع ربع نيسان (1968) كانت حافلات وزارة التربية والتعليم تحمل فرق الكشافة والمرشدات إلى موقع المعركة الرئيسي، وكان ذلك أول إحتفال رسمي يقام بهذه المناسبة، واستمرت هذه الفعالية، نشاطاً تربوياً للكشافة والمرشدات سنوياً، وأظن أنها ما زالت.
* أهمية المعركة
-تأتي أهمية المعركة في كونها أول مواجهة عسكرية بعد حرب حزيران (1967) كانت لها أصداء، وأبرزت كفاءة العسكرية العربية في المعركة.
– فجاء في صحيفة (نيويورك تايمز)
(لقد قاوم الجيش الأردني المعتدين بضراوة وتصميم وأن نتائج المعركة جعلت الملك حسين بطل العالم العربي).
-وجاء في هارتس (31/3/1968) : حاييم بارليف يقول:
(أن عملية الكرامة كانت فريدة من نوعها ولم يتعود الشعب الإسرائيلي مثل هذا النوع من العمليات. اعتاد شعبنا على رؤية قواته تخرج منتصرة مع كل معركة، أما معركة الكرامة فكانت فريدة من نوعها: كثرة الإصابات والاستيلاء على عدد من دباباتنا وآلياتنا، وهذا هو الدهشة التي أصابت المجتمع الاسرائيل، فقد فقدنا فيها ثلاثة أضعاف ما فقدناه في حرب حزيران).
-وشاهدنا تلك الدبابات والآليات التي عُرضت بجانب أمانة العاصمة.
-أما المارشال السوفيتي- جريشكو- رئيس الأركان السوفيتي آنذاك، فقد صرّح (لقد شكلت معركة الكرامة نقطة تحوّل في تاريخ العسكرية العربية).
-وكان مجلس الأمن قد أدان الهجوم العسكري الإسرائيلي الواسع النطاق ضد الأردن، القرار رقم 248- بتاريخ 24/3/1968).
*تخليد المعركة
-وتخليداً لهذه المعركة، فقد أقامت قيادة الجيش العربي نصب الجندي المجهول عام 1976 تخليداً لذكرى الكرامة وشهدائها، وأصبح ذلك المكان موئلاً للاحتفالات الرسمية بيوم الكرامة الذي بدأته وزارة التربية والتعليم ليكون من أنشطتها السنوية لتعزيز الإنتماء الوطني لدى الطلبة.
*تحية لشهداء الكرامة، والقوات المسحلة الأردنية، والأسرة التربوية.