“التحريج في عجلون”.. غراس بلا رعاية
–
تشهد محافظة عجلون سنويا العديد من مشاريع التحريج في مواقع مختلفة، وذلك بهدف تعويض الفاقد جراء الحرائق والتقطيع الجائر، وزيادة الرقعة الخضراء في المناطق الجرداء، غير انها لا تجد لاحقا رعاية ومتابعة مما يجعلها تجف، وفق القائمين عليها.
ويطالب سكان ومهتمون بعدم الاكتفاء بغرس تلك الاشجار، بل توفير الرعاية الضرورية لإنجاح تلك الغراس من خلال متابعتها الدائمة وسقايتها على مدار العام.
ويقول محمد خطاطبة، إن مناطق عديدة في المحافظة شهدت زراعة أشجار حرجية، سيما خلال الاحتفالات بعيد الشجرة، إلا انه يلاحظ ان كثيرا من تلك الأشجار لم تنم او جفت لإهمالها، مؤكدا انه لا بد من توفير الرعاية الكافية لتلك الغراس من خلال ريها بشكل دوري وتقليمها وتسميدها حتى تنمو بالشكل المناسب.
ودعا سمير الصمادي، إلى تنظيم حملات لزراعة الأشجار الحرجية في المواقع التي تعرضت للتعدي والحرائق، مؤكدا ان عملية غرس الأشجار الحرجية وتركها لا يجدي نفعا لان الكثير منها يجف، ما يتطلب توفير خزانات مياه وتعيين عمال لريها بشكل دوري، لافتا إلى ان تكون مشاريع التحريج الضخمة قريبة من مصادر المياه لتسهيل عملية الري.
ويرى شهاب غرايبة، انه لا بد من توفير الغراس الحرجية بشكل دائم وتزويد السكان بها، لافتا إلى اهمية رعايتها بعد الغرس من خلال السقاية لانجاحها ومنع جفافها، اضافة الى ضرورة ان تكون تلك الغراس ملائمة لطبيعة المحافظة البيئية، وقادرة على تحمل مختلف الظروف لضمان نموها.
وطالب بتشديد الرقابة على الغابات، وتقليم الأشجار الحرجية، سيما تلك القريبة من جوانب الطرق، والتي قد تتسبب بحجب الرؤية، خصوصا على المنعطفات، لافتا إلى ان إزالة الأغصان اليابسة العالقة بالأشجار الحرجية سيساهم في الحد من حرائق الغابات.
وكانت وزارتا الزراعة والبيئة ومنظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة في الأردن ( الفاو) وجمعية البيئة الأردنية، احتفلن اول من أمس بيوم الغابة الدولي في الغابة المئوية بمنطقة راجب تحت شعار “استعادة الغابات سبيل للتعافي والرفاه”.
وخلال الاحتفال اكد مدير منظمة الفاو نبيل عساف، ان الغابات والتنوع الحيوي أثمن من أن نخسرهما، مشيرا إلى إن الغابات والاستخدام والإدارة المستدامة لهما هي مفتاح مكافحة تغير المناخ، والمساهمة في ازدهار الأجيال الحالية والمقبلة ورفاهها، مؤكدا ان للغابات دورا مهما كذلك في التخفيف من حدة الفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف عساف، انه وعلى الرغم من كل هذه الفوائد البيئية والاقتصادية والاجتماعية والصحية التي لا تقدر بثمن، فإن إزالة الغابات لم تزل متواصلة على المستوى العالمي بمعدل ينذر بالخطر، ما يجعل استعادة الغابات، سبيل للتعافي والرفاه، مشيرا الى ضرورة إدارة استعادة الغابات إدارة مستدامة تساعد في معالجة أزمات تغير المناخ والتنوع البيولوجي.
واشار الى أن الغابات تنتج سلعًا وخدمات للتنمية المستدامة، بما يعزز النشاط الاقتصادي الذي يتيح فرص العمل وتحسين المعايش ويتساوق موضوع هذا العام مع عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام البيئي (2021 – 2030)، الذي يُمثل دعوة لحماية النظم البيئية في جميع أنحاء العالم وإحيائها.
وكشف عساف عن حصول الاردن على منحة من صندوق المناخ الأخضر بقيمة 25 مليون دولار لغايات تتعلق بالمناخ والاستدامة، داعيا إلى التوسع في زراعة الاشجار من الجهات الرسمية والمنظمات المدنية والجمعيات البيئية وعمليات الحصاد المائي. واشاد بجهود الأردن في مجال ادامة عملية زراعة الاشجار وبجهود وزارتي الزراعة والبيئة والجمعيات البيئية.
وبين مدير الحراج في وزارة الزراعة المهندس خالد القضاة، أن الوزارة اخذت على عاتقها إعادة تأهيل وزراعة العديد من المواقع في المملكة ضمن خطة طموحة، مشيرا إلى أن الوزارة توجهت لزراعة اصناف من النباتات والغراش المقاومة للجفاف والاهتمام بقضايا الحصاد المائي.
واشار إلى أن وزارة البيئة دعمت زراعة وتشجير هذا الموقع التي تبلغ مساحته زهاء ألف دونم والذي تقوم وزارة الزراعة بإدارته وزراعتة، مثمنا جهود منظمة الفاو والجمعيات البيئية ومنظمات المجتمع المدني.
وأشار مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، للجهود التي تبذلها وزارة الزراعة بالمديرية في زيادة الرقعة الخضراء، نظرا للفوائد الكبيرة التي توفرها الغابات للانسان صحيا وبيئيا واقتصاديا.
وأكد مدير بيئة المحافظة المهندس محمد فريحات، أن الحفاظ على الغابات من التعديات والاستنزاف مسؤولية جماعية ووطنية حيث توفر لنا الكثير من الفوائد، لافتا لعمق الشراكة مع وزارة الزراعة ومؤسسات الدولة من أجل حياة آمنة وصحية.
واضاف ان هذا المشروع يشكل نموذجا حيث تم حتى الان زراعة زهاء 10 ألف شجرة حرجية من الكينا والخروب وغيرها.
وعرض رئيس جمعية البيئة الزميل علي الفريحات، الجهود التي تبذلها الجمعية بالشراكة مع كل الجهات التي تعنى بالبيئة والحافظ على الغابات، من أجل سلامتها واستدامتها للاجيال، مثمنا لوزارتي الزراعة والبيئة ومنظمة الفاو تعاونها مع الجمعية لتنفيذ مشاريع وانشطة ذات اثر ينعكس على الانسان. ودعا إلى مزيد من زراعة الاشجار وزيادة مساحة الرقعة الخضراء.
يذكر أن وزارتي الزراعة والبيئة بدأت العام 2019 بتحريج وزراعة ألف دونم في منطقة مراعي راجب، التي تبلغ مساحتها 4700 دونم.
وشملت الحملة حينها زراعة أشجار الملول والكينا والسدر وغيرها من الاشجار الحرجية المختلفة.
ووفق المسؤولين فإن هذه المشاريع تهدف إلى تحريج مساحات من الاراضي الجرداء، بهدف زيادة الرقعة الخضراء بالمحافظة، ومعالجة ما خلفته الاعتداءات على الاشجار من تقطيع وحرق.
وكان المشروع بدأ بمنطقة السماحيات على طريق كفرنجة- الأغوار، وفي منطقة شفا غورية تكاد تخلو من الأشجار الحرجية، ويتضمن توفير كل سبل الرعاية لضمان نمو الأشجار.
كما نفذت مشاريع سابقة جاءت بدعم من مشروع العمالة المكثفة التابع لمنظمة العمل الدولية في محطة تحريج منطقة السماحيات في كفرنجة، حيث تم حفر 5 آلاف حفرة للغراس، وعمل مصاطب لـ3 آلاف حفرة أخرى في المنطقة.
واكد مسؤولو الزراعة أنه تم حينها زراعة 1200 غرسة في الموقع الذي تم تأهيله وتجهيزه لغرس 8 آلاف شجرة حرجية، مبينين أنه تم تمديد شبكة ري بطول ألفي متر موزعة على مساحة 200 دونم، مشيرين أن مثل هذه المشاريع تعد من المشاريع الريادية والكبيرة في المحافظة، التي تستهدف تحريج أكبر مساحة ممكنة من أراضي المحافظة، وكذلك توفير فرص عمل للشباب. واكدوا عزم المديرية التوسع في عملية زراعة وتخضير المناطق الخالية بالتعاون مع مختلف الدوائر والمؤسسات.
يذكر أن هذه المشاريع تاتي في وقت ما تزال الغابات في المحافظة تتعرض من وقت لآخر لاعتداءات مخلفة وراءها مساحات خاوية، بعد أن كانت مليئة بالأشجار الحرجية المعمرة، ما يستدعي تعزيز حمايتها بكوادر مؤهلة، ونشر الوعي البيئي، وزيادة مشاريع التحريج.
يشار إلى أن عدد الطوافين في المحافظة يبلغ 48 موظفا موزعين في مختلف مناطق المحافظة، إضافة إلى 6 أبراج مراقبة في عدد من المناطق.
عامر خطاطبة/ الغد
التعليقات مغلقة.