تجربة تعليمية بين يديْ المعلم
د. عزت جرادات
=
*منذ أن عرف المجتمع الإنساني التعليم وأهميته كان الإهتمام بطرق التدريس: بدءاً بالتلقين ووصولاً إلى أساليب عديدة ومتطورة تركز على الأدوار المتغيرة للمعلم وللمتعلم، فظهرت نماذج تطبيقية/ تدريسية مثل التعلّم التعاوني الذي يقوم على المشاركة الجمعية والحوار وتبادل الخبرات والمعلومات، ثم كان تدخل التكنولوجيا ليختصر الوقت وينظم تفاعل الطلبة مع المعرفة ومصادرها الرئيسية مثل الانترنت.
*أن هذا التطور الهائل والسريع في طرق التدريس وإتاحة التقنيات لتفعيل عملية التعلّم والتعليم، أن هذا التطور لم يمنع من مبادرات المعلمين في تطوير أساليب متجددة، أو تجديد أساليب يمكن أن تتماشى مع التطور التكنولوجي السريع.
*ومن هذه الأساليب التي طورها المعلمون، تجربة قامت بها إحدى مدارس نيويورك، وعممت تطبيقها لفترة محددة، فكانت طريقة العصف الذهني: فهي طريقة لتوليد الأفكار حول موضوع محدد، فيعزز لدى الطلبة مهارات التفكير، وتوسيع مداركهم، والإنطلاق نحو البُعد التخيّلي في التعامل مع الموضوع، متحرراً من الخوف من الخطأ، فتكون الاجابات متنوعة، ولكنها نابعة من التفكير الذاتي للمتعلمين وقدرتهم على الاستقصاء والتفكير الناقد للوصول إلى حل أو نتيجة.
*من شأن هذا الأسلوب، العصف الذهني لمجموعات المتعلمين حول موضوع محدد، من شأنه الإستجابة لمراعاة الفروق الفردية بينهم، سواء المتفوقين أم بطيئي التعلّم، وهو الجانب الأصعب في عمليات التدريس وطرقه.
* ومن شأن هذه الطريقة نقل الحالة الصفية إلى حالة الحياة الواقعية، فتحفز المتعلمين لإبتكار الأفكار الأبداعية، وممارسة مهارة التعلّم الذاتي لإيجاد حل للمشكلة أو الموضوع المحدد.
*وكل ذلك، لا يتم بدون خطة المعلم حيث تحديد الموضوع والمهارات التي يهدف إلى تطويرها لدى المتعلمين مثل مهارة العمل الجماعي، ومهارة التواصل الاجتماعي، والإبداع التخييلي الفردي قد يتولد منه ما لم يخطر في مخيلة المعلم نفسه.
*فالعصف الذهني، كطريقة تدريس، يتطلب من المعلم جهداً في التخطيط والتحضير على طريق جودة التعليم وتحرير عملية التعليم والتعلم من النمط التقليدي المتمثل بالتلقين والتّلقي والحفظ ثم النيسان.