الغالي سعره فيه
نسيم العنيزات
يميل الناس دائما الى التغيير وينتظرونه بعد اول ساعة من قدومه املا بحياة افضل او حظ اجمل او رغبة بالخلاص من الواقع المؤلم الذي يلازم الجميع في كل مكان وجميع اوقاتهم.
التغيير الذي ينتظره الناس لا يتعلق بالسياسة ورجالاتها وحسب ، بل في جميع مناحي الحياة حتى مكان السكن او الوظيفة والملابس وأصناف الاكل.
فالتغيير سنة الكون و رغبة داخلية تشعر الفرد بالراحة والتجديد وتمنحه شعور بانه موجود ، الا انه وللاسف عند او تغيير او تبديل يبدأ بالترحم على السابق والبحث عن بديل اخر .
لاننا قد لا نوفق دائما في البديل ، وخياراتنا دائما تحكمها اعتبارات عديدة اما ان تكون مالية وما يلزمها من قيود او محددات او اجتماعية ترتبط بالقرابة و المحسوبية والواسطة او مصلحية تهدف إلى تبادل المصالح بين البعض وتحقيق مكتسبات .
اما العنصر الاهم في التغيير هي المواصفات والشروط المطلوب توافرها في البديل من حيث القيمة المالية او الفكرية اذا ما كان شخصا اعتباريا او معنويا وما هو المطلوب منه لتحقيقه وكذلك عنصر الجودة ومكان الصناعة و مكونات المنتج نفسه .
و في ظل واقع مؤلم يسير باتجاه عكسي .يفرض علينا تغيير الشروط باستمرار والحد من مستوى ارتفاعها التي تتناقص مستويات سقوفها باستمرار مع مرور الزمن والأيام .
بعد ان وصل طالبوا التغيير والراغبين به الى حالة من اليأس وعدم الجدوى واحيانا الى حالة شبيهة بالانفصام لما بها من تشابك وتعقيدات وعدم ادراك البعض ماذا يريد؟
كمن يبحث عن فتاة من اجل الزواج تكون في البداية ضمن شروط صعبة ومواصفات يصعب ابجادها الا انه مع مرور الزمن وتقدم العمر به تبدا قائمة الشروط بالانخفاض حتى تكاد ان تختفي او تزول نهائيا ليرضى باي شي من اجل اتمام نصف دينه والرغبة في السترة في اخر عمره او إرضاء لاهله دون النظر الى نتيجة اختياره فالقضية بالنسبة له شر لا بد منه .
فعامل الظرف يجب ان لا يتحكم بنا و يجعلنا نغض الطرف عن المواصفات والقدرات وعنصر الجودة على حساب السعر والثمن لان الغالي سعره فيه ويدوم اطول ويحقق الهدف احيانا .