الرمثا يفك العقدة.. والفيصلي يفقد حلم الرباعية المحلية

بعد طول انتظار، فك الرمثا عقدة لازمته طويلا أمام منافسه الفيصلي، وكسر سلسلة الانتصارات المسجلة باسم الأخير، ووقف أمامه في ليلة الانقضاض على لقب كأس السوبر، وضم بطولة جديدة إلى خزائن النادي.
“غزلان الشمال” اصطادوا أكثر من عصفور بحجر واحد، بعد أن حرموا الفيصلي من تسجيل فوز سادس على التوالي في المنافسات الرسمية والودية كافة، وألحقوا به الهزيمة الأولى في مباراة نهائية منذ العام 2017، والتي جاءت أمام الترجي الرياضي التونسي ضمن بطولة الأندية العربية بنتيجة 3-2.
واحتفلت جماهير الرمثا القادمة من الشمال صوب ستاد عمان الدولي برفقة الفريق، بثاني ألقابه على الملعب ذاته، وذلك بعد التتويج بلقب الدوري في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لتعود وتكمل فرحتها على دوار الرمثا حتى ساعات الفجر، في ليلة رمضانية سعيدة لن ينساها أي عاشق لكتيبة “الغزلان”.
وتسلط “الغد” الضوء على أبرز مشاهد مباراة السوبر التاسعة والثلاثين، التي جمعت الفريقين مساء أول من أمس في ثاني البطولات المحلية للموسم الكروي 2022، بعد تتويج الفيصلي بلقب درع اتحاد الكرة الشهر الماضي.

أفضلية واضحة

وعلى مدار شوطي اللقاء، أظهر المدير الفني لفريق الرمثا مراد الحوراني انضباطا تكتيكيا التزم به لاعبوه، من خلال انتشار اللاعبين في أنحاء الملعب كافة، وفرض الزيادة العددية على منافسه في المنطقة الأمامية.
وبدأ لاعبو الفيصلي المباراة بأسلوب هجومي غير واضح، من خلال تثبيت 5 مدافعين في الخلف، إضافة إلى تواجد لاعبين في الارتكاز، مع تراجع بقية اللاعبين إلى الوراء، الأمر الذي سمح للرمثا التقدم للأمام وتحقيق هدف مبكر بعد مرور 14 دقيقة عبر المدافع السنغالي باكاري كوليبالي من كرة رأسية، ومتابعة تمريرة قائد الفريق حمزة الدردور المقصية.
الفيصلي حاول على استحياء تعديل النتيجة دون أن ينجح، وسط محاولات من مهاجمه الكونجولي الجديد جونيو ماكوبو، الذي أظهر فاعلية بعيدا عن منطقة الجزاء، من خلال تسلم الكرة وإرباك المدافعين، ليفشل في تسجيل فرصة محققة كادت أن تقلب موازين المباراة، وذلك بعد تألق حارس الرمثا حمزة الحفناوي في تلك اللقطة وغيرها خلال المباراة، بمساندة زملائه في خط الدفاع.
الرمثا بدا أكثر رغبة في الصعود إلى منصة التتويج وضم اللقب إلى خزائنه، وعرف المدرب من أين تؤكل الكتف، بتسجيل هدف ثان من تمريرة طولية عبر لاعب الوسط عبد الرحمن أبو الكأس، وصلت للدردور الذي تخلص من رقابة المدافع أنس بني ياسين، وانفرد بالمرمى واضعا القبلة الثانية في شباك الفيصلي، ومعلنا أفراح جماهيره التي أعادت كرة القدم البسمة على وجوهها.

مهاجم الرمثا حمزة الدردور لحظة تسجيل الهدف الثاني لفريقه أمام الفيصلي – (تصوير: أمجد الطويل)

وحرم الحوراني منافسه الحديد من مواصلة سلسلة اللاهزيمة مع فريق الفيصلي، بعد أن تعرض الرمثا للخسارة في مباراة واحدة فقط قبل لقاء السوبر، وجاءت أمام شباب العقبة في دوري الموسم الماضي، وحرم الفيصلي من تحقيق اللقب الثالث في مسيرته خلال فترة زمنية قصيرة، في الوقت الذي حصل فيه الحوراني على أول لقب رسمي له.
ورجح عدد من متابعي الكرة المحلية فوز الرمثا في اللقاء، بعد أن عاد مبكرا من بطولة “القدس والكرامة” الأخيرة، وحضر لمباراة “السوبر” بطريقة أفضل من الفيصلي، الذي أرهقته كثرة المباريات وتعدد الإصابات في فترة وجيزة، إضافة إلى اكتمال صفوفه من لاعبين محليين وأجانب في وقت متأخر.
ونجح الرمثا في تقريب اللاعبين وزيادة الألفة فيما بينهم قبل بداية المباراة، من خلال تناول وجبة الإفطار بأحد مطاعم العاصمة، والتوجه بعدها لستاد عمان، إذ كان الطعام مناسبا وصحيا للاعبين قبل خوض مباراة مهمة، فيما حضرت عناصر الفيصلي بشكل متقطع وكل لاعب وحده، دون أن يكون هناك معسكر أو إفطار جماعي للاعبين والانطلاق صوب مسرح اللقاء بطريقة جماعية، دون معرفة طبيعة الطعام الذي تناوله اللاعبون قبل ساعات قليلة من المباراة.
ومن جهة أخرى، لم يتأثر عطاء “الكوبرا” الدردور رغم خروج عناصر مهمة في الخط الأمامي للفريق، وعرف جيدا أنه أمام مهمة مضاعفة لإثبات ذاته كقائد أمام الجماهير، سواء بالمستوى الفني والقيادة داخل المستطيل الأخضر، أو خارجه من خلال التواصل المستمر مع اللاعبين للحرص على التدرب بجدية، وتقدير قيمة الشعار الذي يرتديه اللاعبون على قمصانهم.

ووجه الدردور لقب السوبر للمرة الأولى إلى محافظات الشمال بعد غياب استمر لأكثر من 19 عاما، وذلك بعد أن توج الحسين إربد باللقب على حساب الفيصلي أيضا في العام 2003 بنتيجة 2-1 لصالح “غزاة الشمال”.

طموح متزايد

وشكل التتويج بلقب الدوري الموسم الماضي، وبدء الموسم الجديد بلقب السوبر، طموحا مرتفعا وكبيرا لدى جماهير الرمثا، من أجل مواصلة التحليق في منافسات الكرة المحلية وحصد الألقاب، رغم المشاكل الكبيرة التي يعاني منها النادي ومنها الحرمان من تسجيل اللاعبين.
وتفاءلت الجماهير بكوكبة النجوم من الفريق وتحديدا العناصر الشابة، التي أبدت حضورا طيبا في المنافسات الماضية، وازدادت ثقتها بنفسها كثيرا بعد أن عرفت بأن الطريق إلى المنصات ليس بتلك الصعوبة، إلا أنه يحتاج إلى الجد والاجتهاد والصبر من أجل ضم الألقاب إلى سيرته الذاتية.
وعبر المدير الفني لفريق الرمثا مراد الحوراني عن سعادته بتحقيق أول ألقابه على رأس القيادة الفنية للفريق، مبينا أن اللقب جاء بعد تحضيرات جدية واستعداد مثالي من أجل إسعاد الجماهير المساندة للفريق أينما حل وارتحل.
وبين الحوراني، في حديثه لوسائل الإعلام عقب المباراة، أن اللاعبين الشباب في الفريق أرادوا تعويض الإخفاق الذي تعرضوا له بخسارة نهائي الدرع أمام الفيصلي، رغم أفضلية فريقه بتلك المواجهة، مشيرا إلى أنه درس الفريق المنافس وعرف نقاط قوته وضعفه قبل مواجهة السوبر.
واستغربت الجماهير المحلية من تصريحات الحوراني بعد أن كشف بأنه طلب من اللاعبين عدم الفوز في أي مباراة ببطولة القدس والكرامة، علما أن كوليبالي أهدر ركلة جزاء سنحت للفريق في لقاء الفيصلي، وذلك من أجل التحضير بصورة أفضل من منافسه، بعد العديد من الإصابات والغيابات التي ضربت الفريق مؤخرا.
وأمام الرمثا مهمة شاقة في سبيل الحفاظ على لقب الدوري للموسم الثاني على التوالي، في ظل عدم وجود أسماء عديدة على دكة البدلاء، قادرة على تقديم موسم طويل وشاق، إضافة إلى تحضير الأندية المنافسة بصورة جيدة من خلال تعزيز صفوفها بالعديد من اللاعبين على مدار الموسم الماضي، مع رغبتها بتحقيق اللقب الأغلى محليا، والمشاركة في البطولات القارية مستقبلا.
ومن المنتظر أن تقدم إدارة النادي مكافآت مالية للاعبين، بحسب ما صرح به رئيس نادي الرمثا خالد سمارة لـ”الغد” سابقا، علما أن الفريق سيفتتح مشواره في بطولة الدوري الاثنين المقبل، بلقاء الفيصلي على ستاد الحسن الدولي في إربد.

لاعب الفيصلي جونيور ماكوبو يحتفظ بالكرة أمام مراقبة لاعبي الرمثا – (تصوير: أمجد الطويل)

شذرات وكواليس

تكرر وجود عطل خلال غالبية دقائق المباراة على شاشة عرض النتيجة في الملعب، الأمر الذي أزعج الحاضرين واللاعبين لعدم معرفة وقت المباراة في غالبية المرات، المسؤول عن الشاشة أغضب جماهير الرمثا قليلا بين شوطي اللقاء عندما وضع أغنية الفيصلي واحتفال اللاعبين في بطولة “القدس والكرامة”، قبل أن يتم تدارك الأمور وإطلاق أغنية الرمثا وسط تفاعل وغناء من قبل الجماهير.

أبدت جماهير الفيصلي والرمثا في بعض فترات المباراة غضبها تجاه حكم المباراة أحمد فيصل، لاتخاذه قرارات اعتبرها البعض غير صائبة، وهو ما انتقل إلى المنطقة الفنية باعتراضات متكررة من قبل المدربين، مجددين مطالبات بضرورة وجود تقنية الفيديو وحل مشكلة التحكيم قبل انطلاق بطولة الدوري.

حرص نجم فريق الرمثا السابق محمد أبو زريق “شرارة” على متابعة المباراة في مدينة الرمثا إلى جانب عدد من أفراد عائلته، واحتفل بالفوز، وهو الذي يقضي إجازة قصيرة في عمان خلال شهر رمضان المبارك، استعدادا للعودة إلى نادي أهلي طرابلس الليبي لاستئناف المنافسات المحلية والقارية.

غاب فريق الجزيرة عن خوض لقاء السوبر للمرة الأولى منذ 5 أعوام، “الشياطين الحمر” خاضوا مباراة السوبر في الأعوام الأربعة الماضية، إذ خسر من الوحدات العامين 2021 و2018، ومن الفيصلي العامين 2019 و2017.

شهدت مراسم التتويج حضور المدير العام لمدارس التربية الريادية “الراعي الرسمي للبطولات المحلية” يوسف الداود، إلى جانب الأمين العام لاتحاد الكرة سمر نصار، ورئيس نادي الرمثا خالد سمارة، ونائب رئيس الهيئة الإدارية المؤقتة في النادي الفيصلي زياد الشمايلة.

واصل بطل الدوري الظفر بلقب السوبر كما جرت العادة خلال الأعوام الماضية على حساب بطل الكأس أو وصيف الدوري، وآخر مرة خسر بها بطل الدوري مباراة السوبر كانت في العام 2016، وذلك عندما نال الأهلي بطل الكأس اللقب على حساب الوحدات بفوزه بهدفين مقابل هدف.

حرم الرمثا نظيره الفيصلي من تحقيق إنجاز تاريخي خلال الموسم الحالي، كان مطلبا من قبل جماهير “الأزرق”، من خلال خطف لقب السوبر وحرمانه من تحقيق ثاني ألقاب الموسم الحالي، سعيا وراء تحقيق رباعية من الألقاب المحلية، ليبقى الوحدات الفريق الوحيد الحاصل على جميع البطولات المحلية في موسم واحد وذلك في العامين 2008 و2010.

شهدت المباراة أجواء لطيفة بين جماهير الفريقين، إذ حرصت جماهير الرمثا على مواساة لاعبي الفيصلي بعد الخسارة من خلال المنادة عليهم بعد نهاية المباراة، مثلما باركت جماهير الفيصلي للاعبي الرمثا بعد الفوز المستحق لمنافسهم، في لقطة نالت استحسان الحاضرين.

تواجد عدد من أعضاء مجلس النواب على المنصة الرئيسية للمباراة لمتابعة أحداث مباراة نهائي السوبر، إذ حضر خالد أبو حسان وبلال المومني وعمر العياصرة لمساندة فريق الرمثا في المباراة، علما أن نادي الرمثا قد أعلن مؤخرا عن تعيين أبو حسان والعياصرة في مجلس أمناء النادي.

لم ينجح الفيصلي في تعزيز رقمه القياسي المسجل باسمه في بطولة السوبر، بعد إحرازه اللقب في 17 مرة سابقة، فيما حقق الرمثا لقب السوبر للمرة الثالثة في تاريخه، بعد التتويج بلقبي 1983 و1990.

أبدت جماهير الفيصلي ارتياحها لأداء ومستوى اللاعبين الأجنبيين في صفوف الفريق المهاجم الكونجولي جونيور ماكوبو وصانع الألعاب العماني حاتم الروشدي، رغم خوضهما المباراة الأولى لهما مع الفريق، منتظرة منهما أداء أفضل في المحطات المقبلة وتحديدا في بطولة الدوري.

فك الرمثا عقدة درة الملاعب الأردنية ستاد عمان الدولي، الفريق فقد ألقابا عديدة في المباريات النهائية على هذا الملعب، بعد أن أهدر لقب الدرع في العام 2020 بخسارته من الوحدات، ولقب الكأس أمام الفيصلي في العام 2019، وأيضا لقب الكأس أمام ذات راس في العام 2013، والمباراة الحاسمة للقب الدوري في الموسم 2012، والتي ذهبت للفيصلي بثلاثية نظيفة في مباراة فاصلة بين الفريقين، بعد أن تعادلا بالرصيد النقطي مع نهاية جولات البطولة، عندما كان الاتحاد يعتمد مباراة فاصلة في حال تساوى فريقان بالنقاط في الصدارة.

جماهير الرمثا تحتفل بفوز فريقها بلقب السوبر على مدرجات ستاد عمان الدولي- (تصوير: أمجد الطويل)

مهند جويلس/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة