“صيادية رمضان” .. إقبال متزايد ينشط صيد الأسماك في العقبة
العقبة – ينشط صيادو الأسماك في العقبة هذه الأيام لصيد أكبر قدر ممكن من الأسماك، مدفوعين بالإقبال المتزايد على سوق الأسماك من قبل أبناء المدينة ومن خارجها وتفضيل أسماك الشاطئ التي يتم شراؤها مباشرة من الصياد.
ويتزامن هذا النشاط مع بدء شهر رمضان الفضيل الذي يفضل فيه العقباويون أنواعا محددة من الأسماك كالهمور والشعور والحمرا لوضعها على الطبق الأشهر على الساحل الجنوبي “الصيادية”.
وتباع جميع أصناف الأسماك في العقبة بسعر مقبول وأحيانا بسعر يقارب من سعر الكلفة شعورا من صيادي وتجار الأسماك بأوضاع الأسر العقباوية، في الوقت الذي يقصد فيه المتسوقون ثلاث مناطق رئيسة بالعقبة لطلب السمك أبرزها الشاطئ عند عودة الصيادين، وسوقان آخران في وسط المدينة، حيث يفضل أهالي العقبة شراء السمك مباشرة من الصيادين بسبب تدني السعر، بالإضافة إلى ضمان انه طازج من البحر.
وقال التاجر يزن المحتسب إن سوق الأسماك يشهد اقبالا كبيرا خلال هذه الفترة، مؤكدا أن أكثر أنواع السمك التي يفضلها الأهالي سمك “الفارس والهامور والدنيس والسيف”، موضحا أن هناك الكثير من المواطنين يعدون الولائم الضخمة للأهالي والجيران والأصدقاء من الأسماك، فالعقباويون يحبون السمك خاصة على وجبة الصيادية ويبدعون في إعدادها.
وتختلف أسعار وأصناف الأسماك من تاجر إلى آخر لكنها قريبة من بعضها، حيث يبلغ كيلو سمك الهامور 8 دنانير ونفسه الدنيس لكن سمك السيف يبلغ 10 دنانير للكيلو الواحد خاصة إذا كان طازجا بنفس اليوم.
وبين تاجر الأسماك، احمد الرياطي، وجود إقبال على شراء الأسماك الطازجة، خصوصا التي يتم بيعها بشكل مباشر من قبل الصيادين، مشيرا إلى استقرار أسعار بيع الأسماك الطازجة في أسواق العقبة التجارية عند نفس المستويات التي كانت تباع بها قبل أسبوع، مبينا أن أسواق العقبة تشهد أنواعا متعددة من الأسماك وبأسعار تناسب جميع دخول المواطنين.
وأكد المواطن أحمد عبيدو على وجود منافسة قوية بين التجار، بدليل العروض المخفضة التي يتم الإعلان عنها والتي تصب في صالح المواطنين، إذ تعتبر حقيقية وتخضع لرقابة مستمرة من قبل وزارة الصناعة والتجارة والتموين، في حين يشير المواطن معين الزعبي انه يفضل شراء الأسماك طازجة ومباشرة من البحر، حيث يقوم عند شراء الأسماك بالذهاب إلى شاطئ القوارب والصيادين بعد العصر وينتظر الصيادين ليقوم بشراء سمك السيف، ويصف الزعبي سمكة السيف بالمذاق الشهي خاصة اذا تم طبخها مع الصيادية ولا يختلف طعمها أيضا إذا تم إعدادها بطرق أخرى كالشواء.
ويبين المواطن رجا أبو فرج انه يذهب إلى سوق الأسماك باستمرار لقضاء حاجياته من شراء الأسماك والتي تشتهر بها مدينة العقبة، ويضيف انه يقوم بانتقاء الأسماك بنفسه ثم يعطيها إلى السماك ليقوم بتنظيفها، مؤكدا ان بعض بائعي الأسماك يقومون باستيراد الأسماك من مصر وتركيا خاصة أسماك الدنيس والتي تأتي في الأسبوع مرتين، ثم يقومون ببيعها باعتبارها أسماكا طازجة.
ويشير الصياد محمد بسيوني ان “الطلعة” الواحدة أي الرحلة الواحدة لاصطياد الأسماك تكلف مبالغ كبيرة من طعم وشباك وغيرها، بالإضافة إلى ممانعة الجهات الأمنية من الاقتراب من الحدود الاقليمية الملاحية أو الاقتراب من البواخر، ما يحد من “غلة ” الأسماك، ومع ذلك فان معظم الأيام تأتي بصيد وفير تلبي حاجة الم+ستهلكين من ابناء العقبة والذين يطلبون الاسماك بشكل كبير خاصة هذه الأيام من الشهر الفضيل.
ويقول بسيوني ان أشهر الأسماك التي يتم اصطيادها هي الهامور وسمكة السيف أبو شراع، مؤكدا ان معظم هذه الأسماك تباع مباشرة على الشاطئ إلى المواطنين الذين ينتظرون قدوم الصيادين بسلة السمك.
ومن الصباح الباكر تفتح محلات الأسماك في البلدة القديمة أبوابها بانتظار ما يأتي من صيادي البحر وعبر قوارب الجسر العربي من مصر لبيعه للمئات من محبي الأسماك في مدينة العقبة والمناطق القريبة منها، حيث يشهد سوق السمك حراكا لافتا هذه الأيام، فيما ينظر صيادو الأسماك في العقبة إلى هذا الموسم كفرصة ثمينة لبيع ما يصطادون من الأسماك على ندرتها نظرا للازدياد المتنامي على طلب السمك هذه الفترة وحاجة المائدة العقباوية لوجبة الصيادية كواحدة من الأكلات العقباوية الشعبية المشهورة والتي تتميز بها مدينة العقبة عن غيرها من مدن المملكة.
ويتميز طبق الصيادية العقباوي بانه طعام مشترك بين المناطق الساحلية العربية، وهو مزيج من السمك والأرز والصنوبر والبهارات العقباوية الخاصة.
ويعيش في مياه خليج العقبة ما يزيد على 450 نوعا من الأسماك من أصل 1300 نوع تعيش في مياه البحر الأحمر وتنتمي إلى 13 عائلة من الأسماك الغضروفية و 78 عائلة من الأسماك العظمية.
احمد الرواشدة/ الغد
التعليقات مغلقة.