الوحدات يصعب الموقف ويحاصر نفسه بالأخطاء ويفقد بوصلة التأهل
صعب فريق الوحدات الموقف على نفسه في منافسات المجموعة الخامسة من دوري أبطال آسيا لكرة القدم، وحاصر نفسه مجددا بالأخطاء الفنية، وعوقب على عدم احترام “منافسه”، خاصة في مباراته أمام السد القطري التي استمرت حتى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، والذي أجبره التفريط بالتقدم في الشوط الأول 2-1، إلى خسارة قاسية بنتيجة 5-2 حيدته عن طريق المنافسة في هذه المجموعة التي تصدرها الفيصلي السعودي برصيد 7 نقاط بفوزه على ناساف الأوزبكي، وتحرك السد إلى المركز الثالث برصيد 4 نقاط، بفارق الأهداف عن ناساف الأوزبكي، والوحدات أخيرا برصيد نقطة واحدة.
“نسخة كربونية”
أن ما فعله فريق الوحدات في هذه النسخة مع ختام ذهاب المجموعة الخامسة، وكأنه “نسخه كربونية” بالنسبة للمشاركة الأولى 2021، وجمع ذات الرصيد النقطي –نقطة واحدة- في المجموعة الرابعة، حين تعادل وقتها مع النصر السعودي 0-0، ثم خسر أمام فولاذ الإيراني 0-1، ثم السد القطري 1-3 وجمع نقطة وحيدة، وفي هذه النسخة تعادل مع الفيصلي السعودي 1-1، ثم خسر من ناساف الأوزبكي 0-2، ثم السد القطري 2-5، وجمع نقطة وحيدة، وتعادل مرة وخسر مرتين، واهتزت شباكه 8 مرات، وسجل 3 أهداف.
لكن نجد الفارق ما بين المسابقتين، في التخطيط الفني، حين احترم الوحدات منافسيه في النسخة الماضية، وقاده فيها المدرب الحالي لفريق الأنصار اللبناني عبدالله أبو زمع، ورغم الانتقادات الهائلة على أسلوبه خاصة في مرحلة الذهاب، إلا أنه لعب وفق إمكانات لاعبيه، في ظل الفوارق الفنية مع تلك الفرق من حيث تجهيز الفريق، وقيمة محترفيهم، والإضافة النوعية التي قدمها المحترفون لفرقهم، وتمكن فريق الوحدات من العودة بالاياب وتغلب على النصر السعودي 2-1، وعلى فولاذ الإيراني 1-0، وخسر من السد القطري 2-0، فهل يستطيع فريق الوحدات، تحقيق الانتصارات في مباريات الرد، لمجموعته الخامسة في هذه النسخة؟
فقدان البوصلة
وفي النسخة الحالية، الوحدات بدأ بقوة أمام الفيصلي السعودي، واقترب كثيرا من الفوز، لولا تخليه عن الجرأة التكتيكية في المناورة والهجوم، وعندما اكتسب الثقة في المباراة الثانية أمام ناساف الأوزبكي، وجاراه بل هدده واقترب من التسجيل، فقد اللاعبين التركيز، وتعددت الأخطاء، التي سجل منها ناساف الأوزبكي هدفين. وتوازن الفريق في بداية اللقاء أمام السد القطري، وجاراه في منطقة العمليات، ودافع من منتصف الملعب، ورغم أن السد تقدم بهدف من ركلة جزاء بعد خطأ مهند خيرالله، بإعاقة علي اسد سجل منها أكرم عفيف، إلا أن الوحدات بقي يقاتل على أرض الملعب، وبذل لاعبوه جهدا بدنيا كبيرا في الدفاع المتكاتف من وسط الملعب، واستثمر ارتباك دفاعات السد القطري، في كرتين ثابتتين، تمكن أحمد سمير من تعديل النتيجة، ومحمد أنس من تسجيل الهدف الثاني مع نهاية الشوط الأول.
ولكن حدث ما لا يمكن تحمد عقباه، فوضى وعشوائية في أداء المهام والواجبات، وشرود ذهني من اللاعبين، وانخفاض كبير بالمردود البدني، حيث توالت الأخطاء سواء بالإدارة الفنية أو من قبل اللاعبين، والتي استثمرها السد القطري، وانقلب بالأداء والنتيجة، وسجل أربعة أهداف متتالية منحته الفوز بنتيجة 5-2، ولولا تألق حارس المرمى أحمد الستار، لتلقى الوحدات خسارة للذكرى وزادت الغلة التهديفية لفريق السد القطري.
فما الذي حدث إذا؟، والذي نفسره بفقدان لاعبي الوحدات البوصلة التكتيكية، بعد أن واصل لعبه المفتوح هجوميا، وعدم احترام قدرات منافسه، وكأنه نال منه وأنهى مقاومته من الشوط الأول، ورغم وضوح نقص العامل البدني إلى حد كبير، إلا أن الفريق بقي يلعب بذات القوة والأداء، التي انهى بها الشوط الأول.
وهنا دفع الوحدات الثمن، وجعله يفقد بوصلته الفنية والتركيز على أرض الملعب، حين كان من الممكن أن يفرض الجهاز الفني على اللاعبين للعب دفاع المنطقة، والدفاع بالكثافة العددية من وسط الملعب، واغلاق كافة المنافذ، والاعتماد على الكرات المرتدة، بما يضمن تقنين جهد اللاعبين، ويوفر الكثافة العددية للتعامل مع فوارق الإمكانات الفنية الفردية التي تصب لصالح السد، وكذلك التركيز على تبديلاته على منطقة الارتكاز، والأطراف ذات القدرة على التوازن الدفاعي، خاصة بعد أن بدت الأطراف مسرحا لألعاب السد، سواء الأيسر الذي يشغله محمد أبوحشيش أو الأيمن الذي يشغله فراس شلباية، والتي وجد منهما علي اسد وأكرم عفيف ضالتهما وصنعوا منها العديد من الأهداف، وأضاعوا ضعفها، وكان بإمكان المدرب سحب لاعب ارتكاز واللعب بمدافع ثالث في العمق الهجومي، ولا ضير مشاركة البديل محمد الدميري، خاصة في ظل الضغط الكبير الذي فرضه من اندريه والبديل تاباتا، بمساندة كازولا وجيليرمي وأكرم عفيف وجيليرمي، والأهم عدم تنبه الجهاز الفني للنقص البدني الكبير الذي عانى منه لاعبي الفريق، وعدم القدرة على مجاراة فوارق الجاهزية، وفوارق الخبرة في تقنين وتوزيع الجهد، وفوراق الإمكانات الكبير الذي يصب لصالح السد القطري سواء بلاعبيه المحليين أو المحترفين، والفارق الواضح بين جودة محترفيهم، وما يملكه الوحدات من محترفين، من حيث الخبرة والاضافة النوعية، والذي نعزوه لفارق التكلفة المالية.
غضب الجمهور
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بغضب جماهير الوحدات، والذي توزع بين تحميل مجلس الإدارة المسؤولية، بحكم تأخرها في إعلان الجهاز الفني واستقطابات اللاعبين المحليين والمحترفين، وعدم محافظتها على الاستقرار الفني حين تبدل 3 مدربين على قيادة الفريق، بدءا من فييرا بالدرع، ورأفت علي في بطولة القدس والكرامة، ورائد عساف في البطولة القارية، معتبرة أن كل تلك الأمور مجتمعة أدت إلى عدم تقديم الفريق بالشكل الذي يتناسب والمشاركة القارية، خاصة وأن البطولة تحفل بمشاركة أقوى الفرق وأفضل اللاعبين المحليين والأجانب، وتتجهز بمستوى الحدث سواء بالمعسكرات أو بالمباريات الودية والرسمية، خاصة أن أغلب الأندية المشاركة قدمت إلى المشاركة، ودورياتها أو منافساتها انطلقت منذ فترة طويلة، بعكس الوحدات الذي باشر موسمه للتو، وما يزال في بداية المشوار بالجاهزية. البدنية والفنية.
وحملت جماهير أخرى الجهاز الفني بقيادة رائد عساف المسؤولية، ملخصة أخطاء التعامل الفني على أرض الملعب، خاصة عدم القدرة في التعامل مع تقدم الفريق أمام السد، وعدم معالجة فارق الجاهزية البدنية، والمرونة بالتكتيك بالتحول من اللعب المفتوح، إلى اللعب المغلق، والدفاع من وسط ملعب المنافس، والكثير من الأمور بفقدان التركيز والتعامل بطروحات مستجدات اللقاء التكتيكية، والتعامل مع آخر دقائق المباريات الثلاث، ونجد غضب الجمهور مبرر، خاصة وأن الفريق أضاع مباريات بفعل يديه، وكان الأقرب للمنافسة على التأهل، بدلا من البحث عن فرصة إحياء حظوظه.
ويجد الجهاز الفني ولاعبو الفريق، فرصة كبيرة لمعالجة الأخطاء، وإعادة ترتيب الأوراق، بما يضمن اللعب لما يحفظ ماء ممثل الكرة الأردنية في الكرة القارية، وما يتناسب مع اسم نادي الوحدات وتاريخه وبطولاته وجماهيرته، قبل انطلاق مرحلة الإياب، والتي يبدأها فريق الوحدات بمواجهة السد القطري مساء يوم الثلاثاء المقبل، برسم التعويض ورد الاعتبار.
مصطفى بالو/ الغد
التعليقات مغلقة.