بعد كورونا.. أسواق جرش تتعافى ومئات المحال المغلقة تفتح مجددا
استعادت الحركة التجارية عافيتها في مدينة جرش هذه الفترة بعد تخفيف إجراءات الجائحة وعمل القطاعات مجددا بكامل طاقتها بعد عامين من التذبذب، ما ساهم في خلق فرص عمل جديدة وفتح مشاريع حيوية واستثمارات متوسطة وصغيرة في جرش وإعادة فتح محال أغلقت خلال الجائحة.
ووفق رئيس الغرفة التجارية في جرش الدكتور علي العتوم فإن 50 % من المنشآت العاملة بقطاع السياحة و35 % من المهن الأخرى في الوسط التجاري كانت قد أغلقت أبوابها خلال جائحة كورونا بسبب الخسائر الفادحة التي لحقت بها، مشيرا الى أن فترة التعافي جاءت في الوقت المناسب وهو موسم شهر رمضان وعيد الفطر وفيه تحتاج الأسر الأردنية إلى العديد من المستلزمات الضرورية من كل القطاعات رغم ظروفهم الاقتصادية الصعبة.
وأكد أن المحال التي تعمل أصبحت الآن في مرحلة التعافي وقد خلقت فرص عمل جديدة لاسيما وأن الحركة التجارية تتحسن بشكل تدريجي بعكس السنوات الماضية التي ترافقت مع إجراءات مشددة لمكافحة الوباء.
وأوضح أن المئات من المحال التجارية التي كانت مغلقة خلال الجائحة تم تشغيلها بنفس المهن السابقة أو بمهن جديدة، لافتا إلى أن بعض القطاعات ما زالت متضررة بانتظار أن تتعافى مثل صالات الأفراح وصالونات الحلاقة والمطاعم السياحية.
وكانت المئات من المحال التجارية والمنشآت العاملة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في محافظ جرش قد استغنت خلال الجائحة عن نسبة لا تقل عن 50 % من الأيدي العاملة بعد تراجع الحركة التجارية وعدم قدرتها على تغطية تكاليف العمل والإنتاج فضلا عن الالتزامات المالية التي تراكمت عليها، بحسب العتوم.
يقول التاجر محمد أبو العدس، إنه كان يوظف في محاله التجارية 9 عمال وتم الاستغناء عن معظمهم بسبب تراجع الحركة الشرائية وصعوبة الظروف الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون.
وأضاف أن نسبة المبيعات تراجعت الى اكثر من 60 %، خلال الفترة الماضية، ما تسبب بعدم قدرة التجار على دفع الالتزامات المالية المرتبة عليهم، كأجور عمال وأجور مبان وفواتير وتراخيص منشآت ومستحقات لمؤسسة الضمان الاجتماعي وهذه الأعباء المالية فاقمت من أوضاع التجار المادية السيئة.
وأكد أن هناك تجارا في مدينة جرش منهم من ترك المهنة وتوجه إلى العمل في مهنة أخرى ومنهم من أغلق محله التجاري أو استغنى عن عدد كبير من الأيدي العاملة مع المحافظة على عامل واحد أو عاملين في أفضل الظروف مع الحرص على تفضيل العمالة غير المحلية ذات الأجور الأقل نسبيا في ظروف صعبة وساعات عمل طويلة.
وأكد ابو العدس أن ظروف العمل تتحسن تدريجياً خاصة في موسم الذروة -شهر رمضان المبارك وعيد الفطر- مما شجع التجار على أخذ قروض وإعادة تشغيل محالهم التي هجروها خلال سنوات الجائحة، وهو ما سيوفر فرص عمل لمتعطلين عن العمل من مختلف القرى والبلدات.
وقال التاجر رضوان المومني إن التجار يلجأون حاليا إلى عمل عروض وتنزيلات على الألبسة والأحذية والإكسسوارات ومختلف المستلزمات والكهربائيات والإلكترونيات في سبيل تعويض جزء من خسائرهم التي يتعرضون لها منذ أكثر من عامين لضمان سداد جزء من الديون التي تاركمت عليهم بسبب الجائحة.
وأوضح أن أوضاع التجار المالية تدهورت كذلك بعد بدء بلدية جرش الكبرى بمشروع تبليط الوسط التجاري وإغلاق أهم الطرق الفرعية والرئيسة في الوسط التجاري، ما عرقل عملية دخول المتسوقين والمواطنين إلى الوسط التجاري وقد دخل المشروع في عامه الثاني ولم يتم الانتهاء منه لغاية الآن، مع العلم أن مدة عطائه لا تتجاوز 4 أشهر وفق الاتفاقية التي وقعت بين البلدية والمتعهد آنذاك.
وأضاف أن مئات من تجار السوق يعانون من خسائر مادية وصفها بـ “فادحة” وديون متراكمة، وذمم مالية لا يمكن تحملها، إلا أنهم يقومون حاليا بمحاولة استثمار هذه الفترة والمواسم التي يحتاج فيها المواطنون لمختلف المستلزمات الضرورية لتعويض جزء من خسائرهم وتغطية تكاليف العمل.
وفي ذات السياق، قال التاجر محمد عضيبات إن وضع المحال التجارية بدأ بالتحسن تدريجيا والعديد من التجار عادوا للعمل بمحالهم بعد أن أغلقوها الفترة الماضية منذ بدء الجائحة في سبيل الاستفادة من هذا الموسم وقاموا بشراء بضائع جديدة وتوفير فرص عمل للشباب لضمان تغطية جزء من تكاليف العمل.
وقال التاجر مالك العياصرة إن القرارات السابقة من مختلف الجهات لم تصب في مصلحة التجار وتسببت بتدهور القطاع التجاري في محافظة جرش والضرر الذي لحق بالتجار واضح من خلال إغلاق العشرات من المحال التجارية العام الماضي بسبب الجائحة.
وبين العياصرة أن التجار بحاجة إلى دعم وبحاجة إلى تنشيط الحركة التجارية من خلال العروض والتنزيلات والخصومات والمواطن هو الحلقة الأهم في تنشيط حركة الشراء في الوسط التجاري.
صابرين الطعيمات/ الغد
التعليقات مغلقة.