حتى لا نقع ضحية حديث مجتزأ.
نسيم العنيزات
هناك قضايا لا ينفع معها الترقيع او التبرير او محاولة اللحاق بها لان وقتها تكون كمن يلهث خلف سراب بحثا عن نقطة ماء وسط صحراء قاحلة تشتعل ارضها لهيبا، لذلك فالكلمة كالرصاصة عندما نطلقها يصعب اعادتها .
فالاصل في الامور التي نتحدث بها ان تكون موزونة ومدروسة الابعاد والنتائج خاصة عندما تصدر من ثقات ورجال دولة ينظر لهم الجميع باحترام وثقة ويلتقطون كل ما يصدر عنهم كانه قدر محتوم.
فالاعلام يقرأ الخبر كيفما يشاء ووفقا لرسالته المقصودة ومصالحه دون النظر الى اي امر اخر، فكيف الحال ونحن الان في عصر السوشال ميديا والتسابق في التقاط الاخبار والكلمات والبناء عليها ، ونسج قصص ما انزل الله بها من السلطان ، وسط حالة احباط واحتقان شعبي ، يتفاعل مع كل ما هو سلبي ، وسط حالة من انعدام الثقة والخوف من المجهول ، وتصديق جميع الروايات السلبية دون قراءة او تفكير احيانا .
فعلينا اذن مراعاة الجو العام، والتفاعل معه وعدم شحنه بطاقة سلبية ، وسط اكوام من المخاوف ، وان تاخذنا الاجواء الصاخبة ونتفاعل معها والتي قد تخلق حالة من الفوضى تؤسس لقاعدة قد تسبب انهيارا اقتصاديا لا سمح الله ، او احداث خربطة ودربكة في منظومة ما ، لا علاقة لها بعنوان محاضرتنا ومفهوم حديثنا .
في وقت نبحث من اجل الاستثمار ، ونبذل جهودا ، ونغير قوانينا وأنظمة وننشئ وزارات لاقناع العالم بالاستثمار عندنا ، وان وضعنا آمن ومستقر وجاذب، لنتفاجأ بقذيفة تسقط بين ارجلنا محدثة حالة من الخوف والفزع ، ومع اننا نعرف مصدرها ومطلقها ،كما .ندرك ايضا انه لا يقصد ما تناوله بعض السوداويين والمتربصين الذين يدبون كلماتهم دبا دون علم بالنتائج وما ستخلفه هذه الكلمات من اثار سلبية على المجتمع.
لذلك وفي ظل الازمة الاجتماعية وحالة الاحتقان الشعبية واوضاع الناس المعيسية، التي لا تسر غريبا ولا قريبا علينا ان ننتقي كلماتنا في جميع احاديثنا ولقاءاتنا حتى لا تتكرر جملة اقتصادنا يحتضر او في الانعاش التي اطلقها احدى رؤساء الوزارات حينها و ما خلفته من اثار كارثية وقتها، قبل سحبها واعادة صياغتها كما يحدث الان .
فالكلام عندما يصدر من مسؤول ورجل دولة له وزنه وثقته بين الناس ، مما يستوجب ان ياخذ جميع الابعاد وان يراعي الحالة النفسية للناس وايدولوجيات من حوله حتى لا يقع ضحية حديث مجتزأ.