السياحة في البترا …انهيار القطاع وخسائر مادية كبيرة نتيجة جائحة كورونا
تعيش السياحة في البترا منذ بدء جائحة كورونا وإغلاق الحدود أسوأ أزمة يمر بها القطاع في تاريخه، فيما يبدد استمرار الأزمة الصحية وتفاقم أعداد المصابين في الوطن كل آمال هذا القطاع بعودة قريبة لنشاطه .
وبعد الجائحة أصيب الاقتصاد الوطني بركود ظهرت ملامحه عبر جمود في الحركة التجارية والسياحية، تراجع سوق الأسهم .
وبعد ما خسر القطاع السياحي الزوار العرب والأجانب في كل مواسم وأعياد السنة الماضية والحالية ، والذين كان يعتمد عليهم للانتعاش، بات القطاع في البترا يعوّل مؤخرا، من يأسه وبؤسه، نتيجة إغلاق المطارات والمنافذ البرية والحدودية والجوية مع معظم دول العالم نتيجة فيروس كورونا وتحمله خسائر كبيرة نتيجة شلل عام في الحراك السياحي.
وبين احد المستثمرين من أبناء البترا الذي كان احد ضحايا الجائحة هشام المساعدة ، أن المنطقة تعرضت إلى خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة الجائحة والتي كانت تعتبر مصدر دخل لأبناء هذه المنطقة التي يعتمد سكانها على الحراك السياحي.
وأكد انه استثمر في مجال المطاعم السياحية كون المنطقة تعتمد اعتمادا كليا على هذا القطاع ووضعت كل مدخراته المالية في هذا المشروع الا ان الفرحة تحولت الى اعباء اقتصادية كبيرة جعلته في ضائقة مالية بسبب جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية المرافقة لها .
وقال المساعدة انا ومعي عدد كبير من أصحاب الاستثمارات في كافة القطاعات السياحية تحملنا خسائر مالية كبيرة في ظل عدم وجود اي اهتمام او دعم حكومي سوى الوعود ، مطالبا الحكومة بضرورة الإسراع بتفعيل عمل صندوق المخاطر السياحية .
الفنادق في البترا
واشار رئيس جمعية الفنادق في البترا طارق الطويسي الى استمرار أزمة قطاع الفنادق للعام الثاني على التوالي والتي أوصدت أبوابها بسبب الظروف الاقتصادية الناتجة عن جائحة كورونا التي الحقت اضرارا مادية كبيرة في القطاع والعاملين فيه .
وأضاف الطويسي أن نحو 45 فندقا سياحيا ذات تصنيفات مختلفة أغلقت ابوابها، ما تسبب بفقدان 1600 من العاملين وظائفهم في القطاع، نتيجة توقف حركة السياحة الأجنبية في البترا منذ آذار العام الماضي، بسبب إجراءات الوقاية ، وتوقف حركة السياحة الداخلية بشكل كبير، بعد إقرار حظر أيام الجمعة، والحظر الجزئي يوميا، ما أدى الى هبوط غير مسبوق في معدلات الإشغال في الفنادق التي وصلت إلى صفر % .
وأشار الطويسي، أنه ومنذ توقف حركة السياحة في المنطقة، في ظل الإجراءات الحكومية لمنع تفشي جائحة «كورونا»، أصبحت الفنادق غير قادرة على الاستمرارية بالعمل، سيما بعد تعرضها لخسائر اقتصادية فادحة تكبدتها وتقدر بـ» مئات الآف» من الدنانير، إضافة إلى تراكم الأجور والمستحقات المالية للبنوك والمصاريف المالية الشهرية كالماء والكهرباء بالإضافة إلى إغلاق العشرات من المطاعم والمنشآت السياحية أبوابها نهائيا ، وعجزها عن دفع الرواتب للعاملين فيها وسداد الالتزامات الشهرية .
ورجّح الطويسي ازمة قطاع الفنادق مستمرة في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي فرضتها الجائحة والتي جعلت هذه الفنادق غير قادرة على ان تواصل عملها في ظل هذه الظروف والخسائر الكبيرة التي تكبدتها.
وحذّر الطويسي من انهيار القطاع السياحي في البترا ، مع توقف شبه كلي في مختلف مرافق السياحية في المنطقة ، كإحدى التبعات السلبية لتفشي جائحة كورونا محليا وعالميا كون سكان البترا يعتمدون اعتمادا كليا في مصدر رزقهم على المنتج السياحي .
سلطة إقليم البترا
وقال رئيس سلطة إقليم البترا للتنموي السياحي الدكتور سليمان الفرجات أن البترا تعتبر أهم الوجهات السياحية في العالم إلا أن الظروف الاستثنائية الناتجة عن جائحة كورونا اوقفت هذا النشاط .
ويقر الفرجات بأن نحو 80 % من سكان إقليم البترا كانوا قبل الجائحة يعتمدون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على قطاع السياحة كمصدر دخل ثابت لهم، والآن أصبحوا بلا مصدر دخل . وقال الفرجات ان الأزمة كان لها انعكاس مباشر على البترا والقطاع السياحي فيها الذي خسر كثيرا من العاملين فيه فرص عملهم المباشرة والغير مباشرة في هذا القطاع ولم يكن القطاع التجاري احسن حالا عند قدوم الجائحة.
وأكد أن البترا كانت قبل هذه الجائحة رقما قياسيا في وصول السياح بلغ حوالي مليونا و135 ألف سائح، منهم مليون سائح أجنبي ، مشيرا إلى أن السلطة تسعى جاهدة لتنويع المنتج السياحي في المدينة حال عودة السياحة الوافدة، وإطالة مدة إقامة السائح عبر توفير مشاريع لازمة لذلك، وعدم الاعتماد على السياحة الأثرية وحدها.
وبين أن السلطة أعلنت عن إعفاءات وتخفيض للإيجار للمستأجرين لديها، وسط دعوات بأن يحذو بقية المالكين حذوها في الوقوف إلى جانب من تضرروا من الجائحة.
والجدير بالذكر انه يعيش أكثر من 80 % من سكان البترا، البالغ عددهم نحو 38 ألف نسمة، دون أي مصدر دخل ، بعدما أوقفت جائحة كورونا الحركة السياحية في الإقليم الذي يعتمد سكانه على دخل السياحة الخارجية والمحلية التي توقفت كليا بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمنع تفشي فيروس كورونا وانهت 1600 موظف من العاملين في قطاع الفنادق و200 دليل سياحي ، و1500 من العاملين في قطاع الرواحل ، بالإضافة إلى المئات من العاملين في محال بيع التحف السياحية وجميعهم أصبحوا ضمن قوائم المتعطلين في محافظة معان .
قاسم الخطيب / الدستور
التعليقات مغلقة.