“صحارى”.. مشروع ينتج 220 طنا من الخضراوات الذكية مناخيا بالعقبة
اسهم مشروع صحارى فورست بروجكت في العقبة بانتاج 220 طنا من الخضراوات الذكية مناخياً، وتصدير حوالي 300 كغم الى النرويج منذ بداية افتتاحه عام 2017، وفق التكنولوجيا المستخدمة لإعادة زراعة الأراضي القاحلة باستخدام مياه البحر والطاقة الشمسية لإنتاج الخضراوات التي يمكن أن تعزز قدرة المملكة على تحقيق الأمن الغذائي.
ويمثل مشروع صحارى فورست مثالاً فريداً للشراكة الأردنية النرويجية المتواجدة في الأردن (العقبة)، منذ ان افتتحه جلالة الملك في العام 2017، وهو الآن في مرحلة الارتقاء إلى المستويات التجارية للإنتاج، في انتظار عطاء مشروع خط أنابيب مياه البحر الذي قدمته شركة تطوير العقبة أواخر العام الماضي.
وتكمن اهمية المشروع في حلول تحقيق الأمن الغذائي والتوفير من المياه المستخدمة للزراعة بالإضافة الى رفع كميات الإنتاج الغذائي، حيث برهنت الفترة التجريبية اللاحقة، التي استمرت لمدة ثلاث سنوات أن إنتاج الخضراوات الذكية مناخياً مفهوم قابل للتطوير والتطبيق في الأردن.
واعتبر مدير منظمة الغذاء والزراعة في الأردن نبيل عساف المشروع بالواعد، ويتم فيه استخدام مياه البحر بعد تحليتها في الزراعة وفي نفس الوقت تزيد من الغطاء الأخضر في المناطق المحيطة، مشيرا ان التحدي هو عنصر الكلفة، داعيا القطاع المصرفي والقطاع الخاص للاهتمام بهذا المشروع.
ويستهدف المشروع زراعة الأراضي بمختلف أنواع الفواكه والمحاصيل ويعتمد المشروع في كافة مراحله الانتاجية على الطاقة النظيفة “الطاقة الشمسية” حيث ستقام العديد من محطات توليد الطاقة الشمسية في المنطقة ومحطات لتحلية مياه البحر، وسيتم مد انابيب مياه من البحر الاحمر مباشرة لمنطقة المشروع واستغلال المياه الناتجة عن التحلية في عمليات الري زراعيا والتوسع في تخضير المنطقة المعرضة لمزيد من التصحر.
سفير النرويج في المملكة إسبن ليندبيك قال إن “هذا المشروع يقدم مثالاً آخر على التعاون العميق بين دولتي الأردن والنرويج في مواجهة تحديات المناخ التي لا تواجه بلداننا فقط بل العالم بأسره”، مؤكدا ان “النرويج كبقية دول العام تسعى جاهدة للوصول الى حلول مستدامة بديلة وغير تقليدية لاستغلال الموارد حيث يشكل مشروع صحارى احد هذه الحلول والممارسات المستدامة المتكاملة”.
جاء ذلك خلال زيارة السفير يرافقه مدير منظمة الأغذية والزراعة في المملكة، لموقع مشروع صحارى في العقبة أمس، للاطلاع على آخر التطورات فيه وعلى جزء من التدريب الفني المقدم للشابات الأردنيات.
وتلقّى الفوج الثالث من الشابات الأردنيات تدريبهن العملي الثاني على التقنيات الزراعية المطبقة في الموقع كجزء من برنامج (She Grows) الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع جامعة الحسين التقنية.
وكان مشروع صحارى فورست بروجكت وجامعة الحسين التقنية قد وقعتا العام الماضي مذكرة تفاهم تهدف إلى البناء على التعاون الناجح بين المشروع والجامعة في تنفيذ المرحلة التجريبية من “برنامج تحسين المهارات في الأمن الغذائي وتكنولوجيا الزراعة”.
ويهدف برنامج “تحسين المهارات في مجال الأمن الغذائي والتكنولوجيا الزراعة” إلى تطوير مهارات وكفاءة خريجات الجامعات الأردنية المهتمات بالعمل في مجال التكنولوجيا الزراعة الحديثة والمستدامة والأمن الغذائي استجابة لأولويات الأردن في مجالات المياه والطاقة والعمل المناخي.
وبين ليندبيك ان “برنامج (She Grows) يعتبر مثالًا مميزا للتعاون المؤسسي الذي يضع التدريب على المهارات في الزراعة المستدامة ومشاركة المرأة كأولوية مهمة، ويقوم مشروع صحارى فورست بعمل مميز في تعزيز هذا البرنامج جنبًا إلى جنب مع جامعة الحسين التقنية”.
ويهدف البرنامج المكون من 300 ساعة تدريب إلى تطوير مهارات وكفاءات الخريجين الأردنيين الشباب المهتمين بالعمل في مجال التكنولوجيا الزراعية المبتكرة والمستدامة وإنتاج الغذاء، وذلك استجابة لأولويات الأردن للمياه والطاقة والعمل المناخي، ويشمل التدريب المهارات الفنية والمهارات الشخصية واللغة الإنجليزية.
وقالت احدى المتدربات حور سعيد التي تشارك في برنامج رفع المهارات لقد أصبحت القضايا المتعلقة بتغير المناخ واضحة للعيان على مدى العقود الماضية، مما يؤكد أهمية السعي لتحقيق الأمن الغذائي بكل الوسائل، مشيرة ان البرنامج يجمع بين الجانبين العملي والنظري، الأمر الذي يزوّد الخريجين بالمهارات والمعرفة اللازمة لتلبية احتياجات القطاعات الزراعية والبيئية، ويزوّدهم بالمهارات الشخصية والفنية للسماح لهم بالتعامل مع التحديات البيئية والزراعية بطريقة مستدامة وفعّالة، بحيث يصبحون وكلاء للتغيير الإيجابي نحو مستقبل مزدهر.
جدير ذكره، ان تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والذي أطلق في نيسان جاء على ذكر مشروع صحارى فورست كأحد الأمثلة والتطبيقات الصديقة للبيئة.
من جانبه، قال المدير العام لمشروع صحارى فورست بروجكت كيتل ستيك إن المشروع ذكر بالفعل في تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في واحد من أهم التقارير المعنية بالتغير المناخي والبيئة والتي اشارت الى المشروع كحل للمستقبل في مكافحة تغير المناخ، وأمن المياه والغذاء والطاقة، مؤكدا ان السنوات العشر التي قضاها في المملكة اثبتت ان مثل هذا الحل ليس ممكنًا فقط بل متاحاً، كما أن اعتراف الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ يمنحنا والآخرين الذين يعملون على حلول مشابهة المصداقية والإلهام لمواصلة العمل على نطاق إقليمي.
احمد الرواشدة/ الغد
التعليقات مغلقة.