الفحيص.. مقومات جاذبة تنتظر الاستفادة منها استثماريا وسياحيا
البلقاء – يدرك مجلس بلدي الفحيص ضروة استغلال ما تتمتع به المدينة من مقومات جذب استثماري وخاصة في المجال السياحي، فيما يبقى تحقيق هذا الإدراك إلى واقع ملموس مرهون بقدرته على استقطاب المستثمرين والتشبيك مع كافة الاطراف المعنية بوضع المدينة على طريق التنمية.
ويضع المجلس، ملف الاستثمار، في مقدمة الملفات، التي يعمل على النهوض بها بما يخلق واقعا جديدا في مدينة تمتلك مميزات ومقومات عدة تجعلها بيئة جاذبة.
والفحيص التابعة لمحافظة البلقاء، والملاصقة لمنطقتي دابوق وخلدا في عمان، تعتبر واحدة من أجمل المناطق الريفية في الأردن لطبيعتها الخلابة، فضلا عن تميزها بالبعد الديني ووجود الكنائس القديمة والمباني التراثية، علما أن المدينة تشهد أيضا وفي كل عام، إقامة مهرجان الفحيص.
عضو مجلس بلدي الفحيص، الخبير الاقتصادي، وجدي مخامرة، يؤكد في حديثه إلى “الغد”، أن “هناك توجهات بدأ العمل بها من قبل رئيس وأعضاء المجلس البلدي بوضع أجندة استثمارية في الفحيص للعديد من القطاعات، سيما القطاع السياحي الذي سيتم التركيز عليه بشكل مكثف، وذلك لما تتميز به الفحيص من مميزات وخصائص طبيعية وبعد ديني وتراثي، بالإضافة لتوفر أماكن مناسبة لممارسة رياضات مختلفة “كالمشي والتسلق”.
ووفق مخامرة، “البيئة الاستثمارية الجاذبة في الفحيص بقطاع السياحة، تحتم التوجه من قبل البلدية لاستقطاب مشاريع بالشراكة مع القطاع الخاص، خصوصا لتطوير منطقة وسط البلد في الفحيص بما يميزها من وجود بيوت ومبان تراثية قديمة، من الممكن أن يتم استغلالها على غرار مثيلاتها بمدينة السلط، بالإضافة لتدعيم بعض الصناعات السياحية التراثية مثل صناعات الزجاج والخزف والتحف”.
وبشأن مهرجان الفحيص، أكد مخامرة ضرورة استغلال المهرجان لدعم الواقع السياحي في المدينة، كونه يستقطب عشرات آلاف الزوار من داخل المملكة والسياح من خارجها، مشيرا إلى وجود نية لإنشاء فندق يتيح الإقامة في الفحيص لمن يرغب في أي وقت من السنة، وتحديدا طيلة فترة المهرجان الذي يشهد توافدا كبيرا عليه من خارج المملكة، كونه يستقطب فنانين ومثقفين ومطربين بارزين ولهم جمهورهم الواسع في الأردن وخارجه.
وأشار إلى أن هناك توجها أيضا لإنشاء مجلس أعلى للاستثمار في الفحيص، بحيث يضم أصحاب رؤوس الأموال الموجودين في المدينة، ليشاركوا بأي مشروع يتم التفكير فيه، في الوقت الذي يتم المضي فيه للاستفادة أكثر من أي منح أجنبية لتدعيم البنية التحتية السياحية.
وبالإضافة إلى ما سبق، كشف مخامرة عن وجود تفكير بإنشاء منطقة صناعية في الفحيص، بالإضافة إلى اقتراحات حول إقامة مشاريع متعلقة بإنتاج الطاقة الشمسية، وغيرها من المشاريع التي تنهض بواقع المدينة وتوفر فرص عمل لسكان الفحيص والمناطق المحيطة بها.
يؤكد مخامرة أن ذلك سيكون بالتعاون بين وزارة الإدارة المحلية، وبنك تنمية المدن والقرى، والجهات المانحة، وكل الأطراف ذات العلاقة والمعنية بدعم القطاع السياحي بالفحيص، لافتا إلى أنه سيتم الإعلان عن المشاريع التي سيتم البدء فيها كأولوية عند اكتمال التحضيرات لها.
ومؤخرا، بحث رئيس بلدية الفحيص عمر عكروش، وأعضاء المجلس البلدي وجدي مخامرة وجريس سماوي مع مدير عام بنك تنمية المدن والقرى، أسامة العزام، سُبل التعاون لدعم بلدية الفحيص في كافة الجوانب والاستفادة من المنح والقروض المتاحة للبلديات في المملكة.
وتم خلال اللقاء التطرق إلى موضوع مشروع الطاقة الشمسية الذي يشهد سعيا لتنفيذه في الفحيص لتخفيض كلفة الطاقة الكهربائية على البلدية.
كما تم بحث منظومة الاستثمار في بلدية الفحيص والتوجه إلى الشراكة مع القطاع الخاص لإنشاء مشاريع استثمارية خاصة في قطاع السياحة.
وخلال اللقاء، أكد العزام، تقديم الدعم الكامل وتقديم أي استشارة لأي مشروع تنوي البلدية القيام به من خلال الدعم المقدم من وزارة الاستثمار وبعض المنح من الدول المانحة.
كما سبق وأن التقى رئيس البلدية، مع ناشطين وناشطات من مدينة الفحيص، لبحث سبل التشبيك مع مؤسسات أجنبية مانحة لدعم تنفيذ مشاريع تطويرية في المدينة.
محمد سمور/ الغد
التعليقات مغلقة.