وادي نميرة بالبحر الميت.. قبلة سياحية تعاني نقص الخدمات
البحر الميت – فيما تشهد سياحة المغامرات في وادي الأردن وخاصة أودية الموجب وابن حماد وعسال ومنها وادي نميرة الاكثر تميزا، رواجا ملحوظا في الآونة الأخيرة، الا أن الإهمال والتهميش الذي تعاني منه هذه الاودية، يفسد جماليتها ويفقدها قيمة سياحية، ويحرم زوارها من الاستمتاع بروعة السير بين شعابها.
وبات وادي نميرة قبلة للسياحة العالمية، غير انه ما يزال بلا خدمات، وتتكدس جوانبه بالنفايات ومخلفات المتنزهين، فيما تشوه العبارات التي يكتبها بعض الزوار جمالية الصخور الوردية.
يقول الناشط الاجتماعي فتحي الهويمل إن وادي نميرة يعد أهم الوجهات السياحية في منطقة جنوب البحر الميت، اذ يرتاده عشرات الآلاف من الزوار والسياح سنويا معظمهم من السياح الاجانب من مختلف دول العالم، لافتا الى ان الوادي يعتبر احدى اهم مواقع سياحة المغامرة اذ يقوم الزوار والسياح بالدخول الى الوادي والسير وسط المياه الجارية لمسافة تزيد على 3 كم وممارسة انشطة السباحة والغطس في مياه الوادي وغيرها من المغامرات الشيقة والمفيدة كتصوير الصخور النادرة.
ويبين ان الوادي الذي شقته الهزات الأرضية منذ قديم الزمان ما يزال يتمتع بطبيعته الرائعة وجماليتة الساحرة، موضحا أن هذا الموقع المهم ما يزال يتيما فلا توجد اي جهة رسمية تتبنى رعايته والمحافظة على جماليته وتقديم أدنى الخدمات الواجب توفرها لتنشيط وجذب السياحة اليه.
ويؤكد أن اقصى ما يمكن القيام به حاليا هو تنظيم رحلات نظافة من قبل مؤسسات المجتمع المدني وأبناء المجتمع المحلي لتنظيف المسار المائي من النفايات المتراكمة ومحاولة إزالة العبارات المكتوبة على الصخور، الا ان الأمور سرعان ما تعود الى سابق عهدها مع عودة الحركة السياحية اليه خاصة خلال أيام العطل.
ويرى محمد العشيبات أن وادي وشلالات نُميرة الطبيعية السياحية تعتبر من أهم المسارات السياحية التي يؤمها السياح من الخارج والزوار من مختلف المحافظات، مشيرا الى ان الموقع محروم من أبسط الخدمات الواجب توفرها في اي موقع سياحي.
ويضيف أن وادي النميرة كغيره من أودية البحر الميت التي يؤمها الزوار والسياح يوميا، نظرا لما يتمتع به من خصائص سياحية فريدة يعاني من الإهمال والتهميش، مشددا على ضرورة ايجاد المقومات اللازمة لتشجيع المتنزهين على الحفاظ على نظافة المنطقة من خلال وضع اللوحات الارشادية وتوفير الحاويات بالتعاون مع الجهات المعنية.
ويؤكد رئيس جمعية النميرة البيئية وليم العجالين أن ما نشاهده في وادي النميرة من مناظر هو مثال سيئ للسياحة في منطقة البحر الميت، مشيرا الى ان الجمعية قامت عدة مرات بحملات نظافة للوادي إلا أن الأوضاع تعود اسوأ مما كانت عليه في كل مرة.
الحلول بحسب العجالين بسيطة ولا تحتاج الى موازنات او كلف كبيرة، لافتا الى ان مياه الوادي تستغل من قبل شركة البوتاس ومن الأولى أن تأخذ الشركة على عاتقها تحمل جزء من المسؤولية بالتعاون مع بلديات المنطقة بتوفير حاويات واقامة مرافق عامة وتعيين على الاقل عاملي نظافة يكون من واجبهما توعية المتنزهين وتوفير الأدوات اللازمة للمحافظة على النظافة.
من جانبه، يؤكد الرئيس التنفيذي لجمعية أصدقاء البحر الميت زيد السوالقة انه يوجد 18 واديا على البحر الميت جميعها تستقطب السياح من مختلف انحاء العالم خاصة من هواة سياحة المغامرات، وجميعها تفتقر للخدمات باستثناء وادي الموجب الذي ترعاه الجمعية الملكية لحماية الطبيعة.
ويضيف ان جميع هذه الأودية وخاصة وادي نميرة تحتاج الى مشاريع خدمية لتنشيط السياحة الداخلية والخارجية وتقديم الخدمات اللازمة لها كجمع النفايات وتوفير الحاويات لتشجيع المتنزهين على جمع نفاياتهم بعد انتهاء رحلتهم، وإيجاد مرافق عامة كالحمامات ومواقف السيارات وتأهيل الطريق الذي يصل اليه.
ويشير الى ان الجمعية لديها خطط وبرامج لتعزيز السياحة في هذه المواقع وقد جرى مخاطبة عدة جهات كوزارة التخطيط والسياحة بهدف ايجاد اليه معينة لتأهيلها واستثمارها وتوفير الخدمات الضرورية للسياح والمتنزهين للحاجة الماسة لذلك، مشددا على أهمية رفع الوعي لدى الزائر بضرورة المحافظة على نظافة الوادي الذي يعكس صورة حية عن الواقع السياحي في المنطقة.
من جانبها، أكدت أمين عام سلطة وادي الاردن المهندسة منار محاسنة أن وادي نميرة أحد أودية البحر الميت التي تقع ضمن مسؤوليات سلطة وادي الأردن، وعادة ما تقوم السلطة بتأجير مثل هذه المواقع لمستثمرين لتحسين واقعها البيئي والسياحي، مبينة أنه جرى تأجير قطعة أرض على مدخل الوادي لأحد المستثمرين لزراعتها بأشجار وتوفير البيئة المناسبة سياحيا وبيئيا.
حابس العدوان/ الغد
التعليقات مغلقة.