الفتاوى الموسمية وردود الأفعال ” وجهة نظر “
معتصم مفلح القضاة
=
بقلم // معتصم مفلح القضاة
في كل فترة تُشحن مواقع التواصل الإجتماعي بسيل من الخلافات والمشاحنات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
المناسبات التي تسمح لمثل هذا المشاحنات مختلفة بدءاً برؤية هلال رمضان واختلاف الدول في تحديد بدايتة وانتهاءً بالتهنئة برأس السنة والأعياد ثم مروراً بالتعازي والدعاء، وهنا أحب أن أبين النقاط التالية:
١. “الذوق شيء ليس في الكتب” أرى أن الفريقين المختلفيَن بحاجة ماسة لتعلم الذوقيات وأدب الخلاف وهذا لا يجدونه أبداً في كتب المدارس والجامعات على اختلاف تخصصاتها وإنما الواجب عليهم تعلمه في جميع منشوراتهم، فمن وجد فيه نفسه نقصاً ذوقياً فليصمت أياً كان رأيه أو تخصصه.
٢. “لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان” والواجب على الجميع – ممن يهتم بالرأي الشرعي ويعتبره – أن يأخذ رأيه من جهة معتبره لا من منشورات عاطفية ، ومن شخصيات فقهية منهجية لا من شخصيات جدلية، على أمل أن تدرس هذه المرجعيات هذه الفتاوى دراسة فقهية معاصرة.
٣.يشترك الفريقين بتسطيح الأمور وتضييع الحقوق ، ولا أرى لأحد الفضل على الآخر بنصرة القضايا الكبيرة في مواسم انتشار هذه الخلافات ، بل على العكس كلاهما مشترك بتعميق سايكس بيكو الكبرى التي قسمت العقول إلى دويلات يسهل استفزازها والسيطرة عليها.
٤. يتطرف الفريقين وفي نفس الوقت يتهم كل فريق الآخر بالتطرف، فلا الأول ضامن حسن الختام و الجنة لنفسه ولا الثاني ممطر البشرية باختراعات تحسن نوعية الحياة لبني البشر.
الخلاصة التي أراها في هذه المواسم أن التركيز على القضايا الكبيرة اجتماعياً وسياسياً وتربوياً أولى بكثير من الانشغال بقضايا جانبيه لم نصل إلى الوقت الذي ننشغل فيها من باب الترف الفكري. وأن احترام الآخر لابد أن يكون مقدماً على جميع القضايا التي قد تُفرق الناس في شؤون حياتهم اليومية.