مقترح… مجلس رؤساء الجامعات الاردنية..!
د. مفضي المومني
=
بقلم / د. مفضي المومني
كتبت سابقا وسأعيد ما كتبت (لعل وعسى) عن التنسيق بين الجامعات الاردنية وهنا اقصد كل الجامعات الوطنية حكومية وخاصة، واشرت الى اهمية التنسيق والتشاركية وفتح فضاءات الجامعات لبعضها، بهدف الاستغلال الامثل للموارد البشرية والمادية والتعاون العلمي والتنسيق في فتح البرامج والخطط والمشاريع والمبادرات المشتركة والفرق البحثية وغير ذلك الكثير… مما يمكن ان يطور التعليم العالي في بلدنا وينعكس على المجتمع واقتصاده وثقافته.
ولأن الجامعات الاردنية تعيش بحالة انفصال عن بعضها، ولا ارى منذ سنوات اي اتفاقيات او شراكات ذات قيمة بين جامعاتنا، حتى ان التقويم الجامعي لم تستطع جامعاتنا الاتفاق عليه! ، الى متى ستبقى جامعاتنا تفكر بعقلية القلعة وتنغلق على ذاتها، صحيح ان لكل جامعة قانونها وتشريعاتها، وصحيح ان هنالك قانون الجامعات الرسمية وقانون التعليم العالي، وهي قوانين تحدد وترسم سياسات وامور تنفيذية لكنها لم تنجح للآن في خلق حالة نظامية من التعاون الاكاديمي او اللوجستي او تبادل الخبرات بين جامعات الوطن، وبقيت كل جامعة تعمل ضمن افقها دون الاخذ بالافق الارحب جامعات الوطن.
من هنا اقترح ان تبادر وزارة التعليم العالي او مجلس التعليم العالي او الجامعات، الى إنشاء مجلس يجمع رؤساء الجامعات الوطنية كافة، ضمن آلية لا تحتاج الى نظم او تشريعات جديدة، لان التعاون وعقد الاتفاقيات منصوص عليه في التشريعات النافذة، بحيث تحدد مهام لهذا المجلس من خلال محاور تؤطر آليات التعاون والتكامل بين الجامعات، للوصول الى الاستغلال الأمثل للطاقات بما يخدم العملية الاكاديمية وبالتالي الوطن، ويتم تعيين رئيس للمجلس بالتناوب، وتقع على عاتق المجلس اضافة لمأسسة التعاون وتنفيذه والاشراف عليه، ان يكون هذا المجلس خلاصة الرأي والتغذية الراجعة ومرآة تعكس المقترحات والمشاكل والمحددات التي تواجه الجامعات الاردنية وكذلك اقتراح السياسات والقرارات التي تصب في مصلحة التعليم العالي وان يصبح هذا المجلس مرجعية مباشرة للتشاور من قبل مجلس التعليم العالي قبل اتخاذ قرارات مفصلية على المستوى الوطني، وان يحافظ المجلس على استقلالية الجامعات والتي لا تعني باي حال التقوقع والانغلاق على الذات، بل تعني الانطلاق وتحقيق الاهداف واعمال العقول للوصول للافضل.
هذا مقترح (مجلس رؤساء الجامعات الاردنية)، وهو ليس ترفا بكل الاحوال، وليس مجلسا احتفاليا وبرتوكوليا، بل مجلس يجب ان يفعل وتحكمه خطط واهداف للوصول الى تماهي جامعاتنا بحالة فاعلة من التعاون، مع ابقاء التنافس الايجابي وابراز التميز لكل جامعة دون المساس باستقلاليتها، وعند التنفيذ اعتقد ان الخبرات في جامعاتنا كفيلة بتهذيب وتنفيذ المقترح بالصورة التي نحلم بها. …… حمى الله الأردن.