وزراء خارجية الأردن ومصر والعراق يـحــضّــرون أجــنـــدة قـمـــة بـغــداد
شارك نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير خارجية جمهورية مصر العربية سامح شكري ووزير خارجية جمهورية العراق فؤاد حسين، امس الاثنين، في الاجتماع التحضيري لاجتماع القادة الرابع ضمن إطار آلية التعاون الثلاثي بين المملكة وجمهورية مصر العربية وجمهورية العراق، المقرر عقده خلال الفترة المقبلة في بغداد.
وأكد الوزراء مواصلة العمل على تعزيز التعاون ضمن آلية التعاون الثلاثي عبر تنفيذ مشاريع مشتركة تهدف إلى تعميق التنسيق والتعاون والتكامل الاستراتيجي بين الدول الشقيقة الثلاث وتوطيد أواصر الأخوة بينها، تنفيذاً لتوجيهات القادة ومخرجات القمم السابقة وآخرها قمة عمّان التي استضافتها المملكة في آب الماضي.
وبحث الوزراء مستويات العمل والإنجاز الذي حققته الفرق الوزارية القطاعية في الدول الثلاث، وذلك استكمالاً للتحضيرات الجارية لقمة القادة التي ستستضيفها بغداد، مؤكدين ضرورة متابعة المشاريع المقترحة والمستهدفة وآليات تنفيذها ضمن أطر زمنية محددة من أجل تعظيم الاستفادة والمنفعة وتطوير الإمكانات الاقتصادية وتحقيق التكامل الاستراتيجي بين الدول الثلاث.
وتناولت أجندة الاجتماع عدداً من المواضيع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمها القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب وتعزيز العمل العربي المشترك وتنسيق المواقف السياسية لحل أزمات المنطقة.
كما تناولت أجندة الاجتماع القطاعات والمشاريع المستهدفة التي تم الاتفاق عليها ضمن آلية التعاون الثلاثي في مجالات التعاون والتكامل الصناعي، والمدينة الاقتصادية المشتركة، والتعاون في مجال الكهرباء، والتعاون في مجال النفط، والتعاون في المجال الزراعي والأمن الغذائي والمناطق اللوجستية، وتسهيل نقل المسافرين بين الدول الثلاث، ومشاريع التشييد والبناء.
وفي تصريحات صحفية مشتركة، قال الصفدي «أتشرف أن أكون في بغداد الخير إلى جانب الأخ سامح شكري، وبضيافة أخينا العزيز الأخ فؤاد حسين للتحضير لقمة القادة التي يتطلع سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني لأن تكون خطوة ومحطة لافتة في جهود تعزيز التعاون الثلاثي بين بلداننا والبناء على ما يجمعنا من مقومات طبيعية للتكامل وبما ينعكس خيرا على بلادنا وعلى شعوبنا جميعا».
وزاد الصفدي، إن القمة تشكل «رسالة أننا نقف بكل إمكاناتنا إلى جانب العراق الشقيق وإلى جانب الحكومة العراقية في جهودها تعزيز الأمن والاستقرار، إعادة البناء وتقديم الحياة الأفضل للشعب العراقي الشقيق الذي يستحق الأفضل بعد سنوات قدم فيها تضحيات جسام في محاربة الإرهاب ليحقق نصرا هو لنا جميعا».
وأكد الصفدي «دعم العراق وأمنه واستقراره ضرورة لأمن واستقرار المنطقة برمتها، ولا بد من تحييد العراق الشقيق عن أي تبعات لأي أزمات أو توترات إقليمية».
وذكر الصفدي «الرسالة التي أحملها باسم جلالة الملك أننا نعمل معا لأن في عملنا المشترك خير لنا جميعا، وأننا نقف مع العراق في ما يواجهه من تحديات وفي ما يسعى لصناعته من فرص له والتي سيكون لها انعكاسات علينا جميعا».
وشكر الصفدي نظيره العراقي على «الفاعلية التي تم بها تنظيم اللقاء بعد أن تأجلت قمة القادة تضامنا مع أشقائنا في جمهورية مصر العربية في مواجهة حادث القطارين المفجع الذي أؤكد مرة أخرى تعازي المملكة لضحاياه ودعائنا للجرحى بالشفاء».
وقدم الصفدي تهاني المملكة إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة في نجاحها بحل مشكلة السفينة التي جنحت في قناة السويس.
وقال الصفدي «نتطلع إلى قمة فاعلة سيكون لها مخرجات عملية تعزز عملنا الثلاثي، تحقق نتائج ملموسة، وتكون مرة أخرى خطوة على طريق تعزيز العمل العربي المشترك الذي نحتاجه جميعا، ليس فقط في مواجهة التحديات ولكن ايضاً في الاستفادة من الفرص الكثيرة التي سنستطيع أن نحققها إن ما بنينا على قدرات بعضنا البعض».
وفي ما يتعلق بالقضايا الإقليمية، قال الصفدي «نتفق جميعا في مقارباتنا إليها، القضية الفلسطينية قضيتنا الأساس، كلنا نريد السلام العادل الشامل الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، خصوصاً الحق في دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967».
وأضاف «كلنا نريد منطقة خالية من التوترات وعلاقات إقليمية مبنية على مبدأ حسن الجوار، واحترام الآخر وعدم التدخل في شؤونه، وكلنا نقف صفا واحداً ضد الإرهاب، كلنا نسعى للتوصل لحل سياسي ينهي الكارثة في سوريا ويحفظ أمن سوريا واستقرارها ويعيد لها أمنها وعافيتها ودورها الرئيس في منطقتنا». وختم الصفدي «آمل أن نكون استطعنا اليوم (امس) أن نحقق بعض التقدم في التحضير لأجندة قمة ستكون ذات مغزى كبير لناحية مخرجاتها ولناحية ما تحمله من رسالة تضامن وتعاضد مع العراق الشقيق».
بدوره، تقدم وزير الخارجية المصري سامح شكري بالشكر للحكومة العراقية على الدعوة لهذا الاجتماع الهام.
وتوجه «بالشكر لكل من وزير خارجية العراق ووزير خارجية الأردن والقيادتين والشعبين، لما عبرا عنه من تضامن ومواساة على الأحداث التي تمت في حادث القطار في سوهاج وهي ما تعبر عن الإخاء والتضامن والشعور بالمصير ووحدة المستقبل».
وقال شكري «جاء اجتماعناً في إطار التحضير لعقد القمة الثلاثية المرتقبة لآلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن ونتطلع لعقدها في بغداد في أقرب فرصة بما يتوج العمل الدؤوب والجهد الكبير الذي بذلته حكومات الدول الثلاث خلال الأشهر الماضية على مختلف المستويات منذ انعقاد القمة الأخيرة في عمان في آب 2020، تنفيذاً لمخرجاتها وتوجيهات القيادة السياسية بضرورة تدعيم وتكثيف التعاون والتنسيق بين دولنا الثلاث من أجل تحقيق رفاهية الشعوب الثلاثة وشعورهم بالعوائد الملموسة لهذا التعاون وهذه الآلية». وأضاف شكري «تناولنا اليوم (امس) مختلف أوجه التعاون الثلاثي والمشروعات المطروحة تنفيذها بين الدول الثلاث في المجالات الاقتصادية والتجارية بمفهومها الشامل وتحديداً في مجالات الطاقة والكهرباء والصحة والزراعة والصناعة والتعاون الغذائي والدوائي والتشييد والبناء».
وقال شكري «تناولنا أهمية استمرار العمل من أجل الحفاظ على الأمن المائي العربي، سواء فيما يتعلق بمصر إزاء قضية سد النهضة، أو فيما يتعلق باحتياجات العراق الشقيق من المياه، كما تناولنا ضرورة العمل على الحفاظ على الأمن القومي العربي بعيداً عن التدخلات خارج الإقليم العربي والتي لها تأثيرها على الأمن القومي العربي والعمل المشترك في هذا الصدد».
من جانبه، رحب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بنظيريه الأردني والمصري، وقال ناقشنا عدة مواضيع استكمالاً للاجتماعات السابقة التي عقدت في القاهرة وعمان على مستوى قادة الدول الثلاث وتحضيراً لقمة بغداد المزمع عقدها في وقت لاحق خلال الفترة القليلة المقبلة بهدف تحقيق المصالح المشتركة للدول الثلاث.
وتطرق وزير الخارجية العراقي إلى عدد من المواضيع التي تم مناقشتها والمتعلقة بتعزيز التنسيق السياسي ومكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما فيها القضية الفلسطينية والأزمة السورية والحرب على الإرهاب ومستجدات الأوضاع في اليمن وليبيا. وقال حسين «أكدنا على أهمية عقد الاجتماع الثلاثي بصفة دورية لتنسيق المواقف والسياسات بين الدول الثلاث».
وفي ما يتعلق بالجانب الاقتصادي لآلية التعاون الثلاثي، قال حسين «تطرقنا إلى التعاون في مجال التكامل الصناعي وتأهيل المصانع العراقية والتأكيد على القطاعات الصناعية ذات الأولوية لتعزيز التعاون بين الدول الثلاث وفي الصناعات الدوائية والأدوية البيطرية والمبيدات الزراعية والجلود والملابس والصناعات الكيماوية».
وأضاف حسين إلى أن الاجتماع قد ناقش مسألة المدينة الاقتصادية الأردنية العراقية المشتركة، ومشروع الربط الكهربائي، ومشروع مد أنبوب النفط من البصرة إلى العقبة، والمجال الزراعي والأمن الغذائي، ومشاريع النقل، ومشاريع التشييد والبناء. وختم حسين «نرحب بكم ونتطلع إلى اجتماع القمة القادم إن شاء الله في فرصة قريبة».(بترا)
التعليقات مغلقة.