الفائض….. من القوة، السلطة، المال … الإعلام …. إلى أين؟ / د . رياض خليف الشديفات
نظرية الفائض تفسر لنا كثيراً مما يحدث في الواقع …فهناك الفائض من القوة لدى العديد من الدول الكبرى والمتنفذة لتبدأ بتفريخ وتجريب الفائض من قوتها على الشعوب الأخرى، ولا يخفى ما تقوم به امريكا في العديد من القارات والبلدان، وما تقوم به روسيا في فرض وجودها وسيطرتها، وما تمارسه إسرائيل من البطش والتنكيل بالفلسطينيين وغيرهم من شعوب المنطقة دون حسيب ولا رقيب، وغير ذلك كثير يحدث في العلاقات بين الدول والمجتمعات. وهناك الفائض من الإعلام الذي يضرب بكل الاتجاهات متجاوزاً كل الحدود معتدياً على كل القيم والمبادئ والأخلاق والاتفاقيات المنظمة للعمل الإعلامي، وهذا ينطبق على الإعلام الفردي عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من أدوات الإعلام الفردي، وينطبق على الإعلام الرسمي والخاص بالمؤسسات والهيئات والأحزاب الذي يحلل كيف يشاء ويناقش ما يشاء في فوضى إعلامية لا يمكن إنكارها فائضها وسطوتها، وغالباً ما تكون نتيجة هذا الفائض الإعلامي العبث الإعلامي في كل ما يتعلق بحياة المجتمعات والأفراد. وهناك الفائض من الفساد بكل صوره واشكاله بما يرافقه من دعوة إلى التخلي عن القيم، وبما يرافقه من فجور وعربدة وحفلات صاخبة ومهرجات، ونشر للمخدرات وتخدير الشعوب وتلهيتها عن قضاياها لتمييعها وفقدانها لثقافتها وهويتها وقيمها الخاصة، والفائض من الفساد تقوم به بعض الدول عبر اساليبها المختلفة التي تستغل سلطتها ونفوذها عبر “الغاية تبرر الوسيلة” فتشيطن غيرها إذا تعارض ذلك مع مصالحها، وتستخدم ادواتها المختلفة كالمنظمات العاملة التي تعمل لصالحها بغض النظر عن العناوين التي ترفعها لحقوق المرأة والطفل والإنسان والتنمية والحفاظ على البيئة وغيرها . أما الفائض من المال سواءً بيد الأفراد أو الدول فغالباً ما يرفقه الظلم الاستبداد والطغيان والعلو في الأرض وشراء الذمم ” كلا إن الإنسان ليطغى أن رًءاهُ استغنى ” وهذا الفائض يوظف توظيفاً خاطئاً وسلبياً، وشواهد ذلك كثيرة في المجتمعات التي تعاني الفقر والبطالة وغياب العدالة والتمييز والطبقية وغيرها من السلوكيات المرفوضة اجتماعياً وثقافياً وإنسانياً.
التعليقات مغلقة.