=
الأردن في عين العاصفة بحكم موقعه الجغرافي حيث يقع حالياً بين مشروعين خطيرين هما: المشروع الصهيوني من الجهة الغربية مدعوماً من القوى العالمية وقوى إقليمية تتحالف معه بحثاً عن مصالحها مستفيداً من واقع إسلامي عربي هش بكل تناقضاته ، والمشروع الفارسي الصفوي الإيراني الذي يحيط بنا من جهة الشرق بهيمنته على العراق شرقاً وعلى سوريا شمالاً بتنظيماته المسلحة وما لديه من مليشيا تتأخذ من الفكر الشيعي الصفوي منطلقاً للتوسع والانطلاق على حساب المنطقة العربية التي تترنح بين مطرقتي الفساد والاستبداد ، وما تعانيه من تحديات وأزمات داخلية وخارجية .
ومع كل الأسف فإن مواجهة كلا الخطيرين خجولة متواضعة، فالمشروع الصهيوني يعلن صباح مساء عن تحديه على لسان المسؤولين الصهاينة على اختلاف احزابهم يمينية كانت أو يساريه عن اطماعه وأهدافه في الأردن متجاهلين كل الاتفاقيات والمعاهدات المبرمة معتدين على حق الأردن في المياه والمقدسات وحق العودة للأشقاء الفلسطينيين مدًعين أن الأردن هو فلسطين باعتباره الوطن البديل.
أما المشروع الإيراني فيكمن خطره في نشر المليشيات المسلحة المدعومة بالفكر المُحمل بالكراهية والحقد على أبناء المنطقة، وما نسمعه في وسائل الإعلام عن زيادة التهريب للمخدرات كوسيلة يستخدمها لإفساد الجيل وتدميره، وزرع العملاء وشراء الذمم ، والترويج للفكر الصفوي على غرار ما يجري في سوريا والعراق واليمن مستغلين الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الصعبة للمجتمع، ومستغلين للأوضاع العالمية والإقليمية لإيجاد موضع قدم لهم في الأردن.
وفي تقديري المتواضع أنه لا يوجد فرق كبير بين المشروعين من حيث الخطر الوجودي والفكري على الأردن، ويتطلب الأمر معالجات أمنية وفكرية وثقافية وشعبية ورسمية وإعلامية موسعة ومعمقة تتناسب مع الخطر الداهم والمتوقع، كما يتطلب يقظة دائمة، فالحذر الحذر.
التعليقات مغلقة.