السيسي يوجه تهديدا خطيرا لإثيوبيا.. ويؤكد أن ذراع مصر طويلة
– هدد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، امس، بأنه “لن يستطيع أحد أن يأخذ نقطة ماء واحدة من مصر”، مشدداً على أن “ذراع مصر طويلة وقادرة على مواجهة أي تهديد”، مشيراً إلى أن المساس بمياه مصر خط أحمر وسيؤثر على استقرار المنطقة بالكامل.
وأشار إلى أنه “سيحدث عدم استقرار إقليمي لو انتهك أحد حقوق مصر المائية”.
وقال خلال تصريحات له، على هامش زيارته التفقدية لمرافق قناة السويس، إنه لن يستطيع أحد أن يأخذ نقطة مياه من مصر، وهذا ليس تهديداً لأحد، مضيفاً بالقول إن حوارنا رشيد جدا وصبور جدا ولا أحد يتصور أنه سيكون بعيدا عن قدراتنا ورد فعلنا على المساس بمياه مصر.
وأضاف السيسي بالقول “إن معركتنا معركة تفاوض والعمل العدائي مرفوض.. ولكن إذا تأثرت إمداداتنا المائية فإن رد مصر سيتردد صداه في المنطقة”.
وأضاف الرئيس المصري أن العمل العدائي قبيح وله تأثيرات تمتد لسنوات طويلة، والشعوب لا تنسى ذلك، وما نطلبه أمر لا يخرج عن القوانين فيما يتعلق بالمياه العابرة للحدود.
وأضاف، في إشارة لمفاوضات سد النهضة، أن هناك تحركاً إضافياً للموضوع خلال الأسابيع المقبلة، ونتمنى أن نصل لاتفاق، مؤكداً على ثوابت مصر التي تسعى للتوصل إلى اتفاق قانوني عادل وملزم لملء وتشغيل السد.
وفي وقت سابق، أبلغت إثيوبيا المبعوث الأميركي للسودان أنها ستمضي في عملية الملء الثاني لسد النهضة.
وخلال المؤتمر الصحفي للناطق الرسمي للخارجية الإثيوبية، السفير دينا مفتي، امس، قال إن الخارجية الإثيوبية أبلغت المبعوث الأميركي للسودان، دونالد بوث، بأننا سنمضي في عملية الملء الثاني لبحيرة سد النهضة، وأنها جزء من عملية بناء السد التي تخطط لها البلاد.
ومنذ العام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سدّ النهضة الذي تبنيه أديس أبابا وتخشى القاهرة والخرطوم آثاره عليهما. وأخفقت الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق.
ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل الى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 تموز(يوليو) 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4,9 مليارات متر مكعب والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد.
كما أكدت عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد في تموز(يوليو) القادم.
والأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد لأعضاء البرلمان في أديس أبابا إن “لا نية” لإلحاق الضرر بمصر من خلال السد.
وأوضح “ما تريده إثيوبيا هو الاستفادة منه دون الإضرار بهم”، مشيرا إلى ان “ما أريد أن يفهمه إخواننا [في مصر والسودان] هو أننا لا نريد أن نعيش في الظلام.. نحن بحاجة إلى مصباح.. لن يضرهم النور بل يمتد اليهم”.
وامس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاثيوبية في تصريحات صحفية باديس أبابا إن إثيوبيا ما تزال ملتزمة بالمحادثات الثلاثية التي يشارك فيها الاتحاد الإفريقي وقد نقلت هذه الرسالة خلال اجتماع عقد مؤخرا مع دونالد بوث، مبعوث واشنطن الخاص إلى السودان”.
واضاف “إثيوبيا تعتقد أن المشكلات الإفريقية يمكن حلها من قبل الأفارقة أنفسهم.. نحن نحترم الحكمة الإفريقية والمفاوضات الحالية الجارية تحت رعاية الاتحاد الإفريقي ونأمل أن تنجح”.
الى ذلك، تعهد الرئيس المصري بشراء كافة المعدات التي تحتاجها قناة السويس لمواجهة الازمات الطارئة غداة تعويم سفينة الحاويات الضخمة التي أغلقت المجرى المائي لستة أيام.
وقال السيسي في مؤتمر صحفي عقد بمركز تابع لهيئة قناة السويس بمحافظة الاسماعيلية “مهم للغاية توفير أي معدات ومستلزمات تكون موجودة بشكل مستمر لتساهم في قدرة الهيئة وتلبي مطالبها في ظل حركة تطور السفن”.
ومن جهته أشار رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع إلى خطة توفير قاطرات تصل قوة شدها إلى 250 و300 طن إذ أن ما تمتلكه مصر من قاطرات في الوقت الحالي تصل قوة شدها إلى 160 طن.
وقال “تم التعاقد مع شركة صينية على 5 قاطرات .. يتم بناء اثنتين في الصين وثلاث في ترساناتنا هنا”.
وكان ربيع أعلن في بيان “استئناف حركة الملاحة بقناة السويس بعد نجاح الهيئة بإمكانياتها في إنقاذ وتعويم سفينة الحاويات إيفر غيفن”.
في 23 آذار(مارس)، جنحت سفينة الحاويات “إم في إيفر غيفن” وتوقفت في عرض مجرى قناة السويس فأغلقته بالكامل، ما عطّل الملاحة في الاتجاهين.
وكانت السفينة البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، تقوم برحلة من الصين إلى روتردام في هولندا.
وأدّى تعطل الملاحة إلى ازدحام مروري في القناة وتشكل طابور انتظار طويل زاد عن 420 سفينة، وتأخير بالغ في عمليات تسليم النفط ومنتجات أخرى.
وصباح امس، ظهرت على مواقع تتبع حركة الملاحة بعض السفن المبحرة في القناة بحجم مشابه لسفينة إيفر غيفن، في ما يبدو علامة على العودة إلى الوضع الطبيعي.
وقال ربيع إن عملية تعويم السفينة دون اللجوء لتفريغ حمولتها تعتبر “سابقة لم تحدث من قبل في العالم بالنظر إلى حجم وحمولة السفينة”.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.