الكاتب عاهد العظامات في ميلاده: ثلاثونَ عاماً….لقد كَبِرّنا
وإذ أدخل بوابة الثلاثون من عُمري، أستعرضُ في ذاكرتي ما مضى من سنين الحياة وتجاربها، نجاحاتها وإخفاقاتها، حلوّها وعلّقمُها، ظروفها القاسية أحياناً، وتحدياتها الصعبة التي لم تكُن هيّنة على إنسان كان مُتأخراً في كل شيء. في الدراسة تأخرت في دخولها، في أحلامي تأخرت، في تكوين شخصيتي وفرضها على الآخرين تأخرت، كُنت متأخراً في كُل شيء إلى أن أنصفني القدر وحلَّ لُطف الله بي في كِبري من بعد عطفه عليّ في صغري. فصار كُل ما ليس بهيّن عليّ هيّن، ودفعتني الأقدار إلى واجهة الحياة، ورفعتني قدراً، وفرَضت كياني. فحققتُ ما حققت ونلّتُ ما كان مكتوباً لي نيّله.
ثلاثونَ عاماً من حياتي مضت وستبقى ثمة ذكريات جميلة وأخرى حزينة تشغل قلبي وذهني، أتخيلها دائماً وكأني أعيشُها مرة أخرى من شدة تعلّق ذاكرتي فيها، أذكُر منها “عهد” إبنتي التي لولا قضاء الله تعالى بموتها، لكانت أول المُحتفلين بي في هذا اليوم ، هذه أجمل ذكرى في حياتي لن أنساها وإن فعلتُ ونسيتها فسيُذكرني النسيانُ ذاته فيها. قُلت إنها ذكرى جميلة لكنها دائماً ما تُبكيني وتُدميني ولولا الإيمان بالقدر لحطمتني مُذ لحظة الوداع الأخير والنظرة الوداعيّة الأخيرة بيني وبين محبوبتي عهد رحمها الله. ثلاثونَ عاماً من حياتي مضت أطوي صفحاتها ، مُقبلاً على بداية جديدة وصفحة من كتاب الحياة عنوانها ” السعي ما دام في العُمر بقية” مُتطلعاً إلى إشراقة أمل جديدة، ومرحلة حياتية جديدة نستمر من خلالها في تحقيق طموحاتنا ونُعزز منجزاتنا. ثلاثونَ عاماً من حياتي مضت ثمة أشخاص كان لوجودهم فيها الأثر الإيجابي والدور الكبير في تمكيني وعلى رأسهم جدتي حفظها الله التي ما تخلّت عنّي يوماًً وما بَخِلت من حُبها ورعايتها وجُهدها لحظةً. سيدنا الملك عبدالله الثاني أطال الله في عمره ورئيس ديوانه العامر معالي أبو حسن الذين كان لموقفهم بجانبي بالغ الأثر في تمكيني وتحقيق طموحاتي، أيضاً بعض أصحاب المعالي والمسؤولين، أيضاً والدي وعمّي وأبناء عمّي وأقاربي وأبناء قريتي وزملائي في العمل، جميعهم لهُم وقفات تجاهي لن أنساها. أما الأصدقاء الذين عرفتهم على مواقع التواصل الإجتماعي فلِهؤلاء قصّة ثانية من الوفاء والإنسانية والذي أحاطوني فيها، فكانت لمواقف البعض الحقيقية تجاهي الدور في دفعي نحو أحلامي وتحقيقها. ثلاثونَ عاماً من حياتي مضت وهُنا سأكتب عن زوجتي ودورها تجاهي ولا يعني أنني أتحدث عنّها في آخر فقرة أنها غير مُهمة، بل هي الأهم والمُهم وكل ما يهمني في حياتي. لأنها بالفعل من يُطلق عليها “الزوجة الصالحة” والإنسانة الصادقة الصافية التي لا تريد من هذه الحياة إلا راحتي وإسعادي، فهي التي تقوم بدورها الزوجي الإستثنائي تجاهي، مُتحمِلة المشاق. واضعة نُصب إهتماماتها إرضائي في حفاظها على مكانتي كرجل للبيت أسأل الله العظيم أن يجعل عامي الجديد وحياتي القادمة مليئة بكل ما يُرضي الله ويُرضيني وان يحفظني لزوجتي ويحفظها لي ويعوّضنا خيّراً ويرحم حبيبتنا عهد….
التعليقات مغلقة.